الطاقة النووية :

‏هناك فقط إمكانيتان مقبولتان عموما لتلبية احتياجات الطاقة خلال السنوات القادمة ، هما الفحم والانشطار النووي . وعيبهما يكمن في كونهما يسببان قلقا شعبيا وما آثار حادثة تشارنوبل في الاتحاد السوفياتي ببعيدة . فمن أجل إنتاج وحدة الطاقة تطلق مصانع الفحم نشاطا إشعاعيا أكثر من المنشآت النووية من ذات الاستطاعة ويظن أن التلوث بثاني أكسيد الكبريت هو سبب المطر الحمضي ( الترسب ‏بسبب مكونات الهواء عند قيمة منخفضة لـ PH ‏) ويظن أن النقص الحالي لقسة PH ‏في مماه بعض البحيرات ناجم عن هذا المطر الحمضي .

الطاقة النووية لا تلوّث ولكن غياب التأثيرات المنظورة والمحسوسة تسبب ‏قلقاً كبيراً . واحتياطي اليورانيوم المثبت يكفي حتى انتهاء هذا القرن إذا استخدم في مفاعلات الانشطار Fission Reactors ‏على قاعدة التسخين الآني Once – Through Basis . فالمفاعلات المولدة Breeder Reactors ترفع استرجاع الطاقة لمائة ضعف على الأقل ، مما مجعل مخزون المواد القابلة للانشطار كفوءاً لمتطلبات الطاقة على مدى 10000 سنة إذا استخدم الوقود كله وأعيد تدوير بالشكل المناسب . وقد أوصت الأكاديمية الوطنية للعلوم " يجب أن تعمل السياسة الوطنية على تقديم التأييد المتواصل لاستخدام الطاقة النووية على مدى بعض العقود القادمة " .

‏قادت الولايات المتحدة العالم إلى العصر النووي ، ولكن السياسة العامة واحتجاجات الأقليات جعلها تتخلف عن البلدان الأخرى في تبني إنتاج الطاقة النووي ووضعت كامل البرنامج النووي الوطني في موضع الشك . في عام 1980 ‏كان 12 % ‏من الطاقة المحلية أي ما يكافئ 2.08 × 10 ⁵ م³ من النفط يومياً ، يستمد من الانشطار النووي . ويصعب علينا أن نتصور كيف يمكن لبلد أن تلبي حاجاتها الملحة دون استخدام الطاقة النووية .

‏الطاقة النووية هي المصدر الرئيسي للطاقة على الصعيد العالمي ، ويتزايد إنتاجها بشكل سريع . ولا يمكن للولايات المتحدة أن تضع للعالم سياسته ، ولهذا قد تتطور الطاقة النووية بسرعة على الصعيد العالمي بدون مشاركتها . ففي عام 1980 ‏بلغ عدد منشآت الطاقة النووية التي تشتغل على صعيد تجاري 241 ‏منشأ ‏، والتي كانت قيد البناء أو مرخصة 535 ‏. تنتج هذه المنشآت ما مقدار MW 408100 ، ينتج منها 244600 ‏خارج الولايات المتحدة . ومبين الجدول 4 ‏- 6 ‏توزيع منشأت الطاقة النووية في العالم .

‏الجدول 1 ‏- 1‏. التوزيع الراهن لمنشآت الطاقة النووية في العالم والتي يمكن تشغيلها أو هي قيد البناء أو تحت الطلب في شهر حزيران عام 1981 .