أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2014
1553
التاريخ: 5-10-2014
1561
التاريخ: 5-10-2014
1402
التاريخ: 25-11-2014
1495
|
اقتضت ارادة الخالق سبحانه وتعالى ان تتم مسيرة الحياة على الارض وفق طريقة الازدواج . ولا يقتصر هذا المبدأ على الانسان والحيوان فحسب ، بل يتعداه الى كل انواع الكائنات الحية ، ومنها النباتات . بقوله تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} [يس : 36] .
فانظر ملياً وتفكر ايها الانسان في هذا البناء المزدوج للحياة ، لا تتكون ولا تتم وتنمو ، الا باشتراك جزأين متميزين الخصائص والطباع ، هما الفرد المذكر والفرد المؤنث . فمن ذا الذي خلق هذا النظام العجيب الدقيق ، الكامل المتقن الفريد ، الذي جعل كل جنس حيواني مؤلفاً من زوجين اثنين ، احدهما يحمل (العنصر المذكر) والاخر يحمل (العنصر المؤنث) . ثم اوجد بين الزوجين من الالفة والجاذبية الجنسية ما يكفل التقاء هذين العنصرين ، ليتم تشكل ونشوء الافراد الجديدة ، يقول تعالى :
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم : 21] .
وفي الحقيقة ان كلا من الزوجين المذكر والمؤنث يشكل وحدة متكاملة متآلفة ، يتمم بعضها البعض ، في انسجام عجيب وتوافق غريب . فلا يستطيع الرجل الحياة بدون امرأة ، ولا تستطيع المرأة ان تعيش بدون الرجل . فكل واحد منهما خلق للأخر ، وكل واحد منهما اعطي من الكفاءات والمؤهلات بحيث يقوم بجانب معين من ضرورات الحياة ، لتتم مسيرة الحياة على نظام التساند والتكافل والمحبة والتعاون .
وكان بالامكان ان يخلق الله الكائنات على نهج الفردية ، فيكون التوالد ذاتياً في الفرد الواحد دونما حاجة الى زوج اخر ، ولكن هذا أبعد ما يكون عن الحكمة من وجود الانسان على الارض ، التي تهدف الى قيام مجتمع انساني متآلف مترابط له غاية ورسالة . فان قيام الاسرة بين الزوجين تكون واسطة لامتزاج الناس بعضهم مع بعض وتبادل الثقافة والعادات ، وتكون سبباً للتعاون والتعاضد ونشوء الرحمة والمحبة فيما بينهم ، ولولا ذلك لانكمش كل فرد على نفسه ، فقد أية رابطة تربط الاخرين ، ولأستحال بذلك قيام المجتمع واستمرار الحياة . ثم ان الزوجين في الاسرة يكونانا اقدر على رعاية مولودهما الصغير ، فيغمرانه بالمحبة والعطف ، ويتساعدان معاً لخدمته وتربيته والعناية به ، تماماً كما فعل آباؤهما من قبل .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|