أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2018
2410
التاريخ: 2023-08-19
1041
التاريخ: 2023-03-08
1445
التاريخ: 27-6-2016
12274
|
إن تنمية الاحساس بالرحمة، وبعث روح التعاون الاجتماعي، وحب الخير واسدائه للآخرين في قلب الطفل وروحه ومشاعره، له الاثر البالغ في تربية الطفل وهدايته إلى حد الكمال، علما بأنه من غير الممكن حل معضلات الحياة ومواجهة التحديات من دون تضحية وفداء واسداء الخير للآخرين.
نعم، ان تربية احاسيس الطفل وعواطفه على نمط تتجلى في اسمى آيات الرحمة والمحبة والاعانة لأبناء نوعه وجلدته على مسرح الحياة هو اسمى انواع التربية، لأنه تجعله انسانا ايجابيا يتفاعل مع ما يشاهد من صور الحياة المؤلمة، ثم تعده للتضحية والفداء من اجل اسعافها او دفعها.
ان للمشاكل، والافراح، والاتراح، علاقة وثيقة بحياة الانسان، ومن حسن الحظ انها بما لها من ثقل ومرارة يمكن معالجتها واحباط عللها المخيمة على حياة المصابين بها بإثارة مشاعر الاخرين وتحفيزهم على المشاركة الوجدانية. فالإنسان يجب ان يكون رسول خير وعلم وجمال وقيم، وينبغي ان تكون علاقته بأبناء جنسه علاقة قائمة على المودة والاحترام المتبادل، والعون والمساعدة فيما بينهم لا على اساس المصلحة والمنافع الشخصية.
إن التربية الحقيقية هي التربية التي تصنع الانسان الذي يخدم الحياة ويهتم بالآخرين ويعينهم على حل مشاكلهم، وقضاء حوائجهم، ويتعهد بالإسهام في ايجاد مجتمع نظيف سالم وقوي، ويساعد في ايجاد بيئة سليمة لحياة انسانية افضل واكمل. ان مواساة الآخرين ومساعدتهم في تحقيق مصالحهم، تبني لشخصية الانسان وتقوده إلى الكمال، لذا جاء عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال: (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم)(1).
وقديما قالوا: (انك ستأخذ باليد التي تعطي بها).
وطبيعي ان من يزرع الخير في الحياة يحصد الخير فيها ، وكذلك العكس صحيح.
نعم، ان حد الرشد الاجتماعي يقتضي ان يتمكن الافراد من ادراك الارتباط بين حياتهم وسلامة الاخرين والاحساس بالمسؤولية الاخلاقية والقيام بها على اكمل وجه ممكن واما عدم الاهتمام بما يفيد الآخرين ويعينهم على قضاء حوائجهم وحل مشاكلهم في الحياة فهذا ان دل على شيء فإنما يدل على وجود خلل كبير ومرض نفسي وجمود في النمو وخصوصاً في الاجتماعي منه.
وعلى كل حال يجب على الانسان ان يدرك ويتفهم انه لا يستطيع العيش لنفسه فقط و ينأى بها عن الاخرين، وانما سلامته مرتبطة بسلامتهم من قريب او بعيد شاء أم أبى.
ولا ريب أن الوصول إلى الاتصاف بصفة الفداء والتضحية والاعتماد عليها من اجل الاخرين وتحقيق الخير لهم لا يحصل بسهولة وانما يلاقي الانسان صعوبات اكثر في المراحل الاولى لأعمال الخير، وكلما تقدم في هذا الطريق ازدادت الطاقة وقوي الباعث والدافع على ذلك . كان فعل الخير يتولد منه خير كثير وهذه حقيقة يؤكدها الكثير من العلماء والمفكرين الاخلاقيين والتربويين.
ان الساعي من اجل الخير، والعاقد العزم على فعله يُوفق في هذا المجال، ويُمنح رؤية
وبصيرة، وتتوسّع آفاق رؤاه، ويهتدي إلى معرفة الحق والحقيقة، ويدرك واقع الحقائق في
الحياة، ويظفر بالأجر والثواب وحسن العاقبة.
نعم، ان حسن النية، وحمل آلام الاخرين، ومشاركتهم بالإحساس والشعور حالة حسنة جديرة بالتقدير والثناء، ولكنها يجب ان تترجم إلى واقع وتتجسد على ارضه، فليس المطلوب القول والاحساس فقط وانما يستلزم ذلك الاقدام والعمل والترجمة الفعلية.
وعلى هذا الاساس، يجب على القائمين بحقل التربية والتعليم ان ينموا ويفعلوا حس الرحمة والتعاون وفعل الخير في نفوس الاطفال والابناء ويشجعوهم على معاونة زملائهم في العمل وعلى وجه الخصوص من يحتاج إلى المعاونة وان يضمروا الخير والنوايا الحسنة ويقدموا على فعلها في واقع الحياة، لكي تكون حياتهم عملية في هذا الوجود، ويصبحوا ابناء بررة، واعضاء فاعلين ونافعين يخدمون أسرهم ومجتمعهم. وبذلك تقطف ثمار التربية الحسنة المهداة لهم.
____________
1ـ اصول الكافي : ص360.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|