المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Two-Level System
6-9-2016
التفاعلات النووية الضوئية Photonuclear Reactions
2024-08-08
تـنامـي العـمـل المـصـرفـي الإسـلامـي
29-1-2023
جريمة السرقة في الطريق العام
21-3-2016
تنفيذ اللقطات- الدوللي للأمام: Dolly in
23/9/2022
الخصيـــــــة
22-11-2015


تنمية حس الرحمة والتعاون واسداء الخير  
  
2766   01:03 مساءاً   التاريخ: 27-6-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص210-213
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

إن تنمية الاحساس بالرحمة، وبعث روح التعاون الاجتماعي، وحب الخير واسدائه للآخرين في قلب الطفل وروحه ومشاعره، له الاثر البالغ في تربية الطفل وهدايته إلى حد الكمال، علما بأنه من غير الممكن حل معضلات الحياة ومواجهة التحديات من دون تضحية وفداء واسداء الخير للآخرين.

نعم، ان تربية احاسيس الطفل وعواطفه على نمط تتجلى في اسمى آيات الرحمة والمحبة والاعانة لأبناء نوعه وجلدته على مسرح الحياة هو اسمى انواع التربية، لأنه تجعله انسانا ايجابيا يتفاعل مع ما يشاهد من صور الحياة المؤلمة، ثم تعده للتضحية والفداء من اجل اسعافها او دفعها.

ان للمشاكل، والافراح، والاتراح، علاقة وثيقة بحياة الانسان، ومن حسن الحظ انها بما لها من ثقل ومرارة يمكن معالجتها واحباط عللها المخيمة على حياة المصابين بها بإثارة مشاعر الاخرين وتحفيزهم على المشاركة الوجدانية. فالإنسان يجب ان يكون رسول خير وعلم وجمال وقيم، وينبغي ان تكون علاقته بأبناء جنسه علاقة قائمة على المودة والاحترام المتبادل، والعون والمساعدة فيما بينهم لا على اساس المصلحة والمنافع الشخصية.

إن التربية الحقيقية هي التربية التي تصنع الانسان الذي يخدم الحياة ويهتم بالآخرين ويعينهم على حل مشاكلهم، وقضاء حوائجهم، ويتعهد بالإسهام في ايجاد مجتمع نظيف سالم وقوي، ويساعد في ايجاد بيئة سليمة لحياة انسانية افضل واكمل. ان مواساة الآخرين ومساعدتهم في تحقيق مصالحهم، تبني لشخصية الانسان وتقوده إلى الكمال، لذا جاء عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال: (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم)(1).

 وقديما قالوا: (انك ستأخذ باليد التي تعطي بها).

وطبيعي ان من يزرع الخير في الحياة يحصد الخير فيها ، وكذلك العكس صحيح.

نعم، ان حد الرشد الاجتماعي يقتضي ان يتمكن الافراد من ادراك الارتباط بين حياتهم وسلامة الاخرين والاحساس بالمسؤولية الاخلاقية والقيام بها على اكمل وجه ممكن واما عدم الاهتمام بما يفيد الآخرين ويعينهم على قضاء حوائجهم وحل مشاكلهم في الحياة فهذا ان دل على شيء فإنما يدل على وجود خلل كبير ومرض نفسي وجمود في النمو وخصوصاً في الاجتماعي منه.

وعلى كل حال يجب على الانسان ان يدرك ويتفهم انه لا يستطيع العيش لنفسه فقط و ينأى بها عن الاخرين، وانما سلامته مرتبطة بسلامتهم من قريب او بعيد شاء أم أبى.

ولا ريب أن الوصول إلى الاتصاف بصفة الفداء والتضحية والاعتماد عليها من اجل الاخرين وتحقيق الخير لهم لا يحصل بسهولة وانما يلاقي الانسان صعوبات اكثر في المراحل الاولى لأعمال الخير، وكلما تقدم في هذا الطريق ازدادت الطاقة وقوي الباعث والدافع على ذلك . كان فعل الخير يتولد منه خير كثير وهذه حقيقة يؤكدها الكثير من العلماء والمفكرين الاخلاقيين والتربويين.

ان الساعي من اجل الخير، والعاقد العزم على فعله يُوفق في هذا المجال، ويُمنح رؤية

وبصيرة، وتتوسّع آفاق رؤاه، ويهتدي إلى معرفة الحق والحقيقة، ويدرك واقع الحقائق في

الحياة، ويظفر بالأجر والثواب وحسن العاقبة.

نعم، ان حسن النية، وحمل آلام الاخرين، ومشاركتهم بالإحساس والشعور حالة حسنة جديرة بالتقدير والثناء، ولكنها يجب ان تترجم إلى واقع وتتجسد على ارضه، فليس المطلوب القول والاحساس فقط وانما يستلزم ذلك الاقدام والعمل والترجمة الفعلية.

وعلى هذا الاساس، يجب على القائمين بحقل التربية والتعليم ان ينموا ويفعلوا حس الرحمة والتعاون وفعل الخير في نفوس الاطفال والابناء ويشجعوهم على معاونة زملائهم في العمل وعلى وجه الخصوص من يحتاج إلى المعاونة وان يضمروا الخير والنوايا الحسنة ويقدموا على فعلها في واقع الحياة، لكي تكون حياتهم عملية في هذا الوجود، ويصبحوا ابناء بررة، واعضاء فاعلين ونافعين يخدمون أسرهم ومجتمعهم. وبذلك تقطف ثمار التربية الحسنة المهداة لهم.

____________

1ـ اصول الكافي : ص360.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.