المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

وسط الاجتماع
1/9/2022
المرجئة وفرقهم
26-4-2018
uvular (adj.)
2023-12-02
مركز التماثل (ميكانيكا) [centre of symmetry [mechanics
30-3-2018
Correlation Coefficient--Bivariate Normal Distribution
27-3-2021
التناسل
3-5-2016


الجوانب المختلفة للعملية الاتصالية  
  
3349   12:16 مساءاً   التاريخ: 26-6-2016
المؤلف : عمر عبد الرحيم نصر الله
الكتاب أو المصدر : مبادئ الاتصال التربوي والانساني
الجزء والصفحة : ص81-82
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

‏الاتصال الذي يقوم به الأفراد يوميا وفي الأماكن المختلفة التي يتواجدون بها يعتبر العامل الرئيسي الذي يقوم بدور هام وأساسي في حياة الفرد والعلاقات التي تربطه مع الآخرين، بالإضافة إلى العمل على التقدم الحضاري للانسانية وتطورها حيث عن طريق استعمال الاتصال اللغوي الذي يعتبر من الركائز الأولى التي يقوم عليها الاتصال نستطيع أن نقوم بعملية التميز بين الإنسان والمخلوقات الأخرى التي لا تملك مثل هذه القدرة الاتصالية اللغوية، بينما تملك القدرة الحركية الخاصة بها. وعن طريق تطور اللغة التي تقوم على نظام معين من الرموز نصل إلى عملية تبادل المعاني والمعرفة والخبرات مع الآخرين. وهذه الرموز التي لها معاني تأخذ من عملية التواصل والاتصال الذي يتم بين الأفراد والاتفاق بينهم على هذه المعاني ‏المعينة والمحددة. ومن عملية تبادل المشاركة المعرفية والأفكار والتأثيرات التي تؤثر يتكون السلوك الذي يصدر من الأفراد ويؤدي لنموهم ويطور المجتمعات البشرية السائدة.

‏أي أن الاتصال يعتبر مهارة إنسانية خاصة تقوم على استعمال الرموز وتبادلها وهذه المهارة المهمة والخاصة تبدأ بالتطور والظهور لدى الإنسان منذ بداية المرحلة الأولى لحياته حيث تكون في البداية حركية، أي تعتمد على الحركات المختلفة التي تصدر من الطفل وتفهمها الأم وتستجيب لها. وتشبع حاجاته الضرورية. في تلك اللحظة وفي الوقت نفسه تبدأ هذه المرحلة بالاعتماد على الأصوات التي تصدر من الطفل فيما بعد وعندما تبدأ اللغة بالتطور، يبدأ تطور المعاني لديه وتصبح هذه المهارة من المهارات الأساسية في حياته، لان مع تطورها يبدأ تطور المعرفة وزيادة المعلومات وخزنها في ذاكرته، وهذا التطور يستمر في التوسع في جميع مراحل العمر التي يمر بها ويصل فيها إلى المعلومات والخبرات، ويطور العملية الاتصالية مع الآخرين، معتمدا بتلك على جوانب المعرفة المختلفة لديه، وفي المستوى الذي يتفق مع هذه الخبرات، والمعرفة والقدرات العقلية التي تناسب جيله وجيل الآخرين، وطبيعي أن جميع هذه الجوانب تتغير مع مرور الزمن وتأثيره على جميع هذه القدرات والمميزات الاتصالية إلى أن يصل إلى أعلى المستويات التي تسيطر على جميع جوانب الحياة.

وتحليل عملية الاتصال يتطلب منا التعرف على جوانبها المعقدة والقيام بالكشف عن العناصر المختلفة المتداخلة مع بعضها البعض والتي تكونها، ويتعلق قسم منها بالأحداث التي تحدث داخل ذات القائم بالاتصال بالإضافة إلى عقله، والبعض الآخر يتعلق بما يحدث مع غيره من الناس حينما يقوم بالاتصال بالإضافة والاتصال الذاتي هذا يمثل عمليات اكتساب المعاني وإدراكها وفهمها وتخزينها والقيام بتحليلها وقبولها فيما بعد أو رفضها إذا كانت غير مناسبة أو ملائمة أما الاتصالات مع الآخرين فهي تمثل العمليات التي تحدث مع الغير عندما نقوم بإصدار المعاني والوسائل التي تضمن تحقيق وقبول المعاني ومدى تأثيرها على السلوك الإنساني.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.