أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-6-2016
11027
التاريخ: 2024-07-29
571
التاريخ: 19-4-2016
3133
التاريخ: 30-12-2021
2041
|
العملية الاتصالية التي يلعب فيها الإنسان الدور الأساسي والمتغير حيث يكون في بعض الأحيان مرسل وفي أحيان أخرى مستقبل، هذه العملية تعتبر من العمليات النفسية لأنها تبدأ وتعتمد على عملية الإحساس sensation التي تكون فيها حواس الانسان الخمسة الطرق الموضوعية الأساسية لعملية الاتصال التي تربط بين الفرد والعالم الخارجي، المادي والمعنوي والاجتماعي.
وعندما نقوم بمناقشة الأبعاد النفسية لعملية الاتصال الجماهيري، فان مركز ومحور هذا النقاش يجب أن تكون المفاهيم الأساسية التي لها علاقة بالاتصال، وهي في نفس الوقت من صميم عالم النفس، مثل الدوافع على أنواعها أو الدافعية والانتقاء والادراك، هذه المفاهيم لها دورا أساسيا وهاما في عملية الاتصال حيث دون وجودها لدى القائم بالاتصال والمستقبل له تكون العملية الاتصالية ضعيفة وغير مؤثرة أو أنها تفشل فشلا كبيرا.
وللدوافع أهمية كبيرة حيث تعتبر كبعد نفسي من أبعاد العملية الاتصالية الجماهيرية، وكما يقول بعض الباحثين في هذا المجال، فإن بعض الأشياء من الممكن أن تلعب الدور الفعال في حياة الفرد، حيث يشعره بالأمان والاطمئنان إذا كان العالم الذي يعيش فيه مزعج أو مخيف أو ما يحدث فيه يشعر الفرد بالقلق والتوتر الدائم، وفقط وجود هذه الأشياء يحد من حدة هذا الشعور، مثل الجريدة الصباحية التي تنقل للجماهير الأخبار المختلفة، أو الكتب التي من المؤكد أنها مصدرا هاما الذي يساعد على تطور الانا ego في مراحل التطور المبكرة التي يمر بها الاطفال، ومن المحتمل أن عملية الاستماع إلى البرامج المتنوعة التي تذاع في الراديو والذي يعتبر جهاز اتصال جماهيري هام التي من الممكن أن توحي للنساء بأنواع السلوك الملائمة المناسبة والتي يمكن القيام بها في المواقف الاجتماعية والانسانية التي تمر بها المناسبات المختلفة.
أما بالنسبة للانتقاء الذاتي للجمهور فهو يعتبر أحد أبعاد الاتصال الجماهيري حيث على سبيل المثال برامج الراديو المذاع يكون له جمهوره الذي يختاره قبل أن يؤثر فيه. وعنما يكون للفرد حرية التمتع بالفعل والعمل فانه يقوم باختيار رسائل معينة يقرأها ، وتكون لها أهمية وتأثير عليه أو برامج معنية يستمع اليها لأنها تشبع حاجات خاصة ومهمة بالنسبة له، وفي نفس الوقت يقوم برفض رسائل وبرامج اخرى التي لا تعني بالنسبة له أي شيء، أو التي من الممكن ان تؤدي الى شعوره بالتطور او الغضب والرفض. ولذلك فإن انواع الرسائل التي يختارها من بين الرسائل التي ترسل في العمليات الاتصالية الجماهيرية، يجب ان تتفق مع اتجاهاته وميوله ورغباته السابقة والحالية وفي نفس الوقت تقوم بتدعيم معتقداته الموجودة لديه في الوقت الحالي .
وعندما تقوم الحواس بنقل المعلومات عن طريق الأعصاب إلى المراكز العليا التي تعتبر مدخلات أساسية للعملية التي نطلق عليها اسم العمليات الادراكية. والإدراك يقصد به أن الإنسان استطاع أن يصل إلى جوهر الأشياء بصورة كلية وتامة، بالإضافة إلى المكونات الزمانية المكانية، أي أن الإدراك هنا يعتبر المرحلة الأساسية للاتصال، وهذا بدوره يعني المعنى الكلي والفهم الذي يعتمد على عملية التعلم والخبرات السابقة، أو كما يقول بعض الباحثين إن حدوث الاتصال بدون إحساس من الأمور المستحيلة، فان الحصول على التغذية العكسية من الاتصال يعتمد اعتمادا تاما على الإدراك، الذي يساعد على ترجمة الرسائل ومعرفة مضمونها وفهمها، والقيام بتحويلها إلى سلوك معين يتلقاه الآخرون .
والإدراك بمعناه الشامل والعميق يتصل مع التخيل الذي يحدث خارج حدود الزمان والمكان، وفيه تسقط مقادير الأشياء المطلقة، وهنا تكون أهمية وضرورة التأثير المباشر للعالم الخارجي. لأن ما يحدث عن طريق الخيال ممكن، لأنه لا يعرف المستحيل. مما يؤدي إلى نتائج تختلف عنه بصورة واضحة، عن اصل المعلومات الأساسية عندما يحدث الإدراك الذي يؤدي بالإنسان بعد أن يصل إلى ناتج التخيل في محاولة فهم واستيعاب من جديد، وهذا من المؤكد أنه يحدث عن طريق أرقى العمليات النفسية، أي عن طريق عملية التفكير التي تؤدي إلى تحويل ناتج الخيال إلى الواقع، مثل كتابة كتاب أو مقال أو رسم وما إلى ذلك.
ومعنى ما ذكر انتقال الإنسان عن طريق التفكير من الخيال الذي يعتبر عالم الذاتية الحرية وعدم الاهتمام بالزمان و المكان، إلى عالم الموضوعية والواقع وهذا يعني تحول الخيال إلى المنتج له. وعليه فان الاتصال من الناحية النفسية يعني تزايد اتساع العلاقة بين الذات والموضوعية وعلى هذا الأساس يتضمن الاتصال عدة مراحل نذكر منها:
1ـ مرحلة التنبيه :
والذي يعني أن في هذه المرحلة تحدث استثارة الانتباه عند المرسل والمستقبل، وهذا يتوقف على أهمية الرسالة، و مضمونها، و محتوياتها، و عناصرها، وترتيبها.
٢- مرحلة التحضير بعد لفت الانتباه :
إذا كانت الرسالة مباشرة وفي اتجاهين أو غير مباشرة وفي اتجاه واحد، مثل الراديو والتلفاز، تأثير هذه الرسالة يعطي الفوائد المتوقعة منه إذا وجد تهيؤ نفسي عند المستقبل، وهذا يتوقف على هدف ونوع ووسيلة الاتصال المستعملة. حيث يمكن أن يكون عن طريق التوقع Expectation وهو اعتقاد الفرد في وقت معين بأن ناتج معين ممكن الوصول إليه وهو الذي يصبح متبع.
أيضا يمكن من ناحية التأثير النفسي وضع الحوافز والدوافع على أنواعها في إطار رسالة معينة بهدف جذب الانتباه، وإعطاء المستقبل فرصة التفكير الجاد للقيام بتنفيذ الرسالة لكي يحصل على هذه الحوافز. كما وانه من الممكن تحقيق الاتصال عن طريق، استثارة دوافع حب الاستطلاع والمعرفة لدى المستقبل.
3- كيفية بث المعلومات :
من المعروف والمؤكد نفسيا، أن نوع المعلومات التي نقوم بإرسالها، إذا كانت سمعية أو بصرية سمعية، أو رمزية، أو حركية، كثيرة أو قليلة، بسيطة أو معقدة، جميع هذه الجوانب تلعب دورا هاما في نجاح الاتصال من الناحية النفسية بين أطراف العملية الاتصالية.
٤- مرحلة الدعم :
الدعم هو عبارة عن القيام بتقويم العلاقة والرابط الإيجابي بين المرسل والمستقبل أو العكس وذلك بهدف الوصول في نهاية الأمر إلى فائدة كبيرة من الاتصال. وفي حالة الاتصال المباشر كما يحدث بين المعلم والطالب في غرفة الصف، فان عملية الدعم بأنواعه الذي يعطيه المعلم للطالب. والذي يؤدي إلى مقدرة الطالب على التعامل مع المادة ونجاحه فيها، يعتبر مدعما لحدوث الاتصال الفعال, والفائدة من الاتصال تتوقف على مدى نجاح عملية تدعيم النتيجة التي
نصل إليها من الاتصال.
5- مرحلة تمثيل المعلومات :
بعد تحضير الرسالة التحضير الكافي لكل عناصرها ومكوناتها، وعلى جميع مستويات المرسل والمستقبل، حيث عندما تصل من المرسل إلى المستقبل تتم معالجتها داخل المخ، وهذه المعالجة تعتمد على مستواه الفكري والخبرات السابقة التي مر بها، ومدى التحضير بقبول مضمون الرسالة. ومعالجة معلومات الرسالة تعني أن المستقبل سوف يتأثر ويحدث منه رد فعل متوقع، وهنا إذا طابق رد الفعل توقعات المرسل، هذا يعتبر بمثابة مؤشرا موضوعيا واقعيا لمدى فهم أو استيعاب الرسالة، وبسرعة يتحول الاستيعاب إلى مخرجات Out-Comes التي تساعد الفرد على تغيير الواقع، وهذا التغيير يؤدي إلى تغيره هو خلال تغييره للواقع، الأمر الذي يساعد على الوصول لتحقيق أو المحافظة على البقاء، في العالم الذي يحدث فيه التغير بصورة مستمرة ودائمة.
وعليه فان عملية التمثيل للمعلومات يؤدي إلى التغيير في البناء الفكري للفرد ويؤدي إلى تحويل المعلومات إلى اتجاهات ، أفكار وقيم، سلوكيات، قدرات ومهارات مختلفة ومتنوعة.
وعلى أي حال فان مدى نجاح عملية الاتصال، يتوقف من الجانب النفسي على إمكانية حدوث الدعم والربط بين محتويات الرسالة والاستجابة التي تحدث من المستقبل بسبب القيام بالاتصال.
وحينما نتحدث عن الإدراك كبعد نفسي نلاحظ أنه عندما يقوم الفرد بالقراءة أو الاستماع إلى رسالة معينة أو خاصة، فهو يقوم بعملية انتقاء لأجزاء معينة منها التي يهتم بها، أو لها معنى خاص أو مضمون يهمه ويشبع رغباته وحاجاته، والذي يحدث في مجال الادراك والاستيعاب عنما يتواجد الإنسان في موضع إرسال واستقبال، أو يكون عرضة للتأثر بالمثيرات المختلفة التي تنبع من الموقف التعليمي والاجتماعي، أو أنه لا يسمع أو يلمس ما هو موجود من حوله إنما يدرك ما يريد أن يستوعبه وهذا يحدث بالشكل الذي يتوافق مع حاجاته الأساسية الجسدية والنفسية، التي لها أهمية كبيرة في استمرار تطوره بصورة صحيحة وسليمة، ليس هذا فحسب، بل يجب أن يكون توافق مع قيمة الشخصية الاجتماعية وعواطفه التي لها دورا هاما في عملية التوافق الاجتماعي والاتصال مع الآخرين. أضف إلى ذلك خبراته السابقة وأهميتها الخاصة في تحديد اتجاهاته الاجتماعية والشخصية، وكيف أنها تفيد الفرد في الكثير من المواقف الاجتماعية الاتصالية الصعبة والتي بدون الخبرة السابقة من المؤكد أن الفرد يصعب عليه الاتصال والقيام بالوظائف المطلوبة منه بصورة ناجحة.
بمعنى آخر عملية إدراك رسائل الاتصال الجماهيري هي عبارة عن عملية إدراك انتقائي Selective Perception الذي يوافق العمليات النفسية والبناء النفسي للمستقبل أي أن هذا الإدراك منظم وليس عشوائيا، وهنا يجب أن نأخذ في الاعتبار أن عملية الانتقاء من الممكن أن تحد أو تقلل من مجال التأثير المتوقع من عملية الاتصال الجماهيري، إذا كان المستقبل للرسائل الاتصالية هو الذي يقوم باختيار ما يوافق بناءه ووضعه النفسي الذي يعيش فيه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|