أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2016
14558
التاريخ: 2-6-2016
4491
التاريخ: 2023-08-28
801
التاريخ: 2023-09-16
839
|
اولغ بك
هو محمد طور غاي بن شاه رخ بن تيمور كوركان السمرقندي، اشتهر باسم اولغ بك، ولد في سلطانية عام 796هـ وتوفي في هراة سنة 853هـ.
عاش اولغ بك في قصر الحكم بعز ودلال، حيث كان والده سلطانا على رقعة واسعة من بلاد الشرق، الذي اتخذ هراة عاصمة لمملكته المترامية الأطراف.
بدأت علامة الذكاء والنبوغ والحكمة واضحة على اولغ بك في سن مبكر، فولاه والده امارة التركستان وبلاد ما وراء النهر، فاتخذ اولغ بك سمرقند عاصمة لأمارته.
كان اولغ بك اديبا يشار اليه بالبنان، وله مشاركات أدبية جيدة تضعه في قائمة كبار ادباء العرب والمسلمين.
القليل من الباحثين في تاريخ العلوم يعرفون ان اولغ بك كان فقيها ويحفظ القران الكريم عن ظهر قلب، لان مكانته المرموقة في علم الفلك طغت على مواهبه الأخرى.
اشتغل اولغ بك في علم التاريخ واسدى لهذا الفن خدمات جليلة، ويظهر ذلك واضحا من كتابه (اولوس اربع جنكيزي) الذي الفه عن أبناء جنكيز خان.
ولا يخفى على القارئ ان اولغ بك كان من المغرمين في فن العمارة الإسلامية لذا لا عجب ان تشتهر سمرقند بأبنيتها الفاخرة، فقد شيد مسجده بالنقوش الجميلة والفريدة، حتى صار مسجد اولغ بك يضرب بجماله المثل في جميع انحاء المعمورة.
لأولغ بك اهتمامات جيدة في العوم الرياضية ولا سيما علم الهندسة، فقد كان له صولة وجولة في هذا المضمار، وهذا ناتج عن قناعاته بضرورة هذا الفن لفهم علم الفلك.
بني اولغ بك مدرسة عالمية نموذجية في سمرقند جمع فيها جهابذة الحضارة العربية والإسلامية في العوم الشرعية واللغوية والتجريبية، واسند إدارة المدرسة الى استاذه النابغة قاضي زادة.
انشا اولغ بك بمساعدة عمالقة العلوم التجريبية في العالم الإسلامي مرصدا زوده بالأدوات الكثيرة والآلات الدقيقة للرصد، فصار العلماء يأتون من جميع بقاع العالم لتلقي تدريبهم فيه، كما قام مشاهير علم الفلك بأجراء ارصاد كثيرة لتصحيح بعض الأخطاء التي وقع فيها العلماء الأوائل.
تفنن اولغ بك في الرصد، فصارت اعماله الفلكية من اهم المصادر التي يستند عليها الباحث في ميدان علم الفلك، كما ادخل بعض التحسينات على جداول الجيب والظل.
يقول حاجي خليفة في كتابه (كشف الظنون عن اسامي الكتب والفنون) (اعتذر في زيجه من تكلف مصالح الأمم، فتوزع باله، وقل اشتغاله، ومع هذا حصر الهمة على احراز قصبات طريق الكمال، واستجماع مآثر الفضل والأفضل، وقصد السعي الى جانب تحصيل الحقائق العلمية والدقائق الحكيمة، والنظر في اجرام السماء، فصار له التوفيق الإلهي رفيقا فانتقشت على فكره غوامض العلوم، فاختار رصد الكواكب، فساعده على ذلك استاذه صلاح الدين موسى المشتهر بقاضي زادة الرومي وغياث الدين جمشيد الكاشي، فاتفق وفاة جمشيد حين الشروع فيه، وتوفي قاضي زادة أيضا قبل اتمامه، فكمل ذلك باهتمام ولد غياث الدين المولى علي بن محمد القرشجي، الذي حصل في حداثة سنه غالب العلوم، فما حقق رصده من الكواكب المنيرة اثبته اولغ بك في كتابه هذا).
وأضاف حاجي خليفة في كتابه آنف الذكر ان الزيج الجديد السلطاني (زيج كوركاني) يحتوي على اربع مقالات:
الأولى: في معرفة التواريخ وهي مقدمة وخمسة أبواب.
الثاني: في معرفة الأوقات، والطالع في كل وقت وهي اثنان وعشرون بابا.
الثالث: في معرفة سير الكواكب ومواضعها وهي ثلاثة عشر بابا.
والرابعة: في موقع الاعمال النجومية وهي على بابين مواقع النجوم الثابتة.
وخلاصة القول: تميز زيد اولغ بك على غيره من الزيجات، لانه اقربها الى الصحة، فالجداول الرياضية التي ضمنها اولغ بك زيجه، تعتبر بحق دقيقة للغاية حيث بقي زيجه مرجعا هاما ومعمولا به الى وقت قريب جدا.
نال زيج اولغ بك (الزيج الجديد السلطاني) شهرة عظيمة في بلاد الغرب، فترجم الى اللغة اللاتينية سنة 1076هـ في بريطانيا كما ترجم المقدمة سيديو في مجلدين ونشرها بباريس سنة 1269هـ، وهكذا تتضح القارئ مكانة اولغ بك العلمية.
يعتبر اولغ بك فلكي متمكن، فقد بني مرصده الكبير في سمرقند، فصار مصدرا لإشعاع العلم والنور على العالم، وكان يعد هذا المرصد في عصره احدى عجائب الدنيا.
يتفق المؤرخون للعلوم ان اولغ بك قدم خدمات عظيمة ليس فقط للحضارة العربية والإسلامية، ولكن أيضا للإنسانية، على الرغم من الصعوبات التي واجهها بعد وفاة والده عائلته واعدائه.
ان النكبات والمصائب والقلاقل السياسية التي مر بها اولغ بك عاقت كثيرا، الحركة العلمية التي تبناها ورعاها خلال حياة والده، وفوق هذا كله جعل سمرقند مركزا للحضارة العربية والإسلامية، يأتي اليها طلاب العلم من كل فج لتتلمذ على يد فحول الادب ونوابغ العلوم التجريبية.
يكفي الامة العربية والإسلامية فخرا واعتزازا ان سلطانا كأولغ بك كان من قادة الفكر في علم الفلك، فلم تؤثر عليه مكانته والتزاماته الاجتماعية، بل على العكس كان يعمل ليلا ونهارا مع استاذه قاضي زادة لإكمال زيجه المعروف أخيرا بزيج اولغ بك فلله دره واكثر من امثاله.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|