أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
1881
التاريخ: 7-10-2014
1680
التاريخ: 22-7-2016
5594
التاريخ: 12-7-2016
3298
|
أثبت العلم صحة نظرية الإمام الصادق (عليه السلام) ، إذ تبين للعلماء أن هناك مجموعات من النجوم السواطع تتضاءل تلقاء حجمها وضيائها الشمس نفسها .
ويطلق على هذه النجوم (المجزات) اسم (الكوزرز) الواحدة منها كوزار Quasars (1) ، وبعضها يبعد عن الأرض بمقدار تسعة آلاف مليون (أي تسعة مليارات) سنة ضوئية . وما يصل إلى المراقب الفلكية اليوم من الأمواج الضوئية الصادرة عن هذه المجموعات يقطع المسافة الشاسعة بين هذه المجموعات وبيننا في تسعة آلاف مليون سنة ضوئية .
وهناك مراقب راديو تلسكوبية ضخمة ترصد هذه النجوم والأنوار الساطعة المنبعثة منها حتى في النهار ، منها مرقب (أرسي بوئه) في جزيرة (بورتوريكو) والذي يبلغ قطره ثلاثمائة مترا .
ويساوي الضوء المنبعث من بعض هذه الكوازر ضوء الشمس عشرة آلاف مليار مرة ، (أي 10 ، 000 ، 000 ، 000 ، 000 ) وهو رقم ليس فيه خطأ أو شطط.
ووحدة قياس الضوء التي يستند إليها علماء الفلك في قياس ضوء النجوم هي ضوء الشمس ، وللمرء أن يتصور الضخامة المتناهية لبعض المجموعات من الكوازر إذا كان ضوؤها يعادل ضوء الشمس عشرة آلاف مليار مرة ، كما ذكرنا ، فينحط ضوء الشمس أمامها ويصبح كضوء شمعة صغيرة .
ورغبة في رصد هذه المجرات الضوئية الضخمة التي اكتشفت المجرة الأولى منها في سنة ١٩٦3 م (وهناك أكثر من مائتي مجرة قد اكتشفت حتى الآن) فكر العلماء في منع مرقب فلكي سعة دائرته ثلاثون ألف متر (ثلاثون كيلومترا).
وبالنظر إلى استحالة منع مرقب (راديو تلسكوب) له هذه السعة ، بدأ العلماء يفكرون في منع مرقب كهربي له هوايات قوية ترتفع على شكل حرف لا بحيث تكون المسافة بين كل رأس من رؤوس هذا الحرف واحدا وعشرين كيلومترا . أما الهوائي فيتنقل بين المحاور الثلاثة ويتم التحكم فيه إلكترونيا ، ويبلغ طول الهوائيات الثلاثة 21 كيلومترا ، ولها قدرة على الرصد كما لو كانت سعة الموصد ثلاثين ألف متر ، ويتم توجيه هذا الجهاز إلى الكوازر لمشاهدتها بمزيد من الدقة .
وقد اعتاد الفلكيون منذ القرن الثامن عشر الميلادي على اكتشاف كتل ضوئية في السماء وكانت المسافة السحيقة الت تفصل هذ الأجرام المضية عنا من الأمور المألوفة التي لا تثير دهشة العلماء آنذاك.
ولكن ، لما رأى علماء الفلك مجموعة الكوازر البعيدة في عام 1963 م مستعينين بمرقب (راديو تلسكوب) آرسي بوئه في بورتوريكو ، استولت عليهم الدهشة لأنها تبعد عنا بمقدار ٩ مليارات سنة ضوئية ، في حين أن العالم آينشتين كان يعتقد بأن قطر العالم ثلاثة مليارات سنة ضوئية .
ولكي تستطيع الأذهان إدراك مدى ضخامة هذه المسافة الشاسعة ، نذكر أن الضوء يحتاج إلى سنة كاملة لكي يقطع بسرعته الفائقة مسافة ٩٥٠٠ مليار كيلومتر . فإن أردنا أذ نعرف مقدار المسافة الحقيقية بين مجرات الكوازر والأرض ، ضرب ٩٥٠٠ مليار سنة في ٩٥٠٠ مليار كيلو متر.
وبغض النظر عن ضخامة هذه المسافة التي يتعذر على العقل تصورها ، فإن مما يزيد في حيرة علماء الفلك أن مجزات الكوازر تطلق ضوءا ساطعا يساوي ضوء الشمس ١٠ آلاف مليار مرة ، وحتى الآن لم يكتشفه العلماء كنه هذه الكوازر والعناصر التي تتركب منها والتي تمكنها من توليد كل هذه الحرارة والطاقة العجيبة.
ويقول البروفسير آلفون الذي مر ذكره إن المصدر الوحيد في الكون الذي يمكنه توليد مثل هذه الطاقة هو المادة إذ تنفجر بعد اصطدامها بمضادها ، ولو نجح علماء الذرة في الاتحاد السوفييتي مثلا في تفجير عنصر الهليوم بعد اصطدامه بمضاد الهليوم؟ لاهتدى العالم إلى مصدر للطاقة لا نفاذ له ، ولها على العلماء معرفة س v الحرارة والطاقة المنبعثة من مجرات الكوازر.
ومع انقضاء ٢٩ عاما على التفجير النووي الأول الذي تم في الولايات المتحدة الأميركية ، لم يستطع علماء الذرة تفجير نوى ذرات العناصر والأجرام الأخرى ، ما عدا اليورانيوم والبلوتونيوم (والبلوتونيوم يستخرج من اليورانيوم) ، فهم لم يستطيعوا تفجير نواة ذرة الهيدروجين ، أما الطاقة التي أمكن توليدها من الهيدروجين ، فقد ولدت لا من شطر نواة ذرته كما هو الحال في اليورانيوم والبلوتونيوم ، بل من ادغام عناصرها بعضها ببعض.
واذا كان العلماء الذريون قد توقلوا إلى كشف مضاد الهليوم ، فإنهم لم يوفقوا حتى الآن إلى كشف مضاد لعناصر أخرى كالأوكسجين أو الاوزوت (النتروجين) مثلا .
ومعروف أن الحديد هو من العناصر المتوافرة في كل مكان ، ولكن علماء الذرة لم ينجحوا حتى الآن في أحداث تفجير نووي في ذرات الحديد ، مع أن نظرية تفجير نواة الذرة التي قد طبقت بنجاح على اليورانيوم والبلوتونيوم مفروض أنها تنطبق كذلك على الحديد والنحاس والرصاص والزنك (الخالصين) وغيرها من العناصر ، لأن تركيب ذرات هذه العناصر شبيه من حيث قابليته للشطر بتركيب ذرات اليورانيوم ، ومع ذلك لم تستطيع الدول الحائزة للطاقة الذرية إحداث هذا التفجير حتى الآن.
ثم إن المرقب الفلكي (الراديو تلسكوب) لم يرصد أشعة النجوم وحدها ، وانما رصد كذلك الجزئيات المتناثرة في الفضاء الرحيب حتى بلغت الأنواع التي كشفت منها حتى الآن أكثر من ثلاثين جزئيا . وتتكون الأحماض الأمينية او البروتينية من قسم هذه الجزئيات ، بمعنى أن عناصر خلايا الكائن الحي موجودة في الجزئيات المتناثرة في الفضاء.
ويؤخذ من وجود هذه الجزئيات في الفضاء أن وجود الإنسان على الكرة الأرضية لم يكن أمرا عارضا ، وانما هو مرتبط بالوجود الشامل العام .
ويسوغ لنا اليوم أن نقول باطمئنان وثقة إن الأرض كانت في بادئ الأمر عارية من كل أثر للحياة لأنها كانت جرما منصهرا ذا حرارة شديدة تستحيل معها الحياة ، فلما مالت الأرض إلى البرودة ، انتقلت إليها الجراثيم الحيوية المبعثرة في الفضاء اللامتناهي ، وأوجدت الخلية الحية ، وخاصة الجزئيات الخمسة التي أطلقت عليها أسماء (أوراسيل ، كوآنين ، أوهنين ، سيتورين) وهذه بدورها أوجدت الأحماض الأمينية والبروتينية في الأرض ، ومن جملتها الخلايا الحية للحيوان والإنسان. ويعزى الفضل في هذا الكشف العلمي الضخم إلى المراقب الفلكية (الراديو تلسكوب).
والى وقت قريب ، كانت المراقب الفلكية ترصد النجوم ، وتقف من خلال طيفها على العناصر المكونة لهان وتستنتج درجة حرارة كل نجم ، ولكنها لم تكن قادرة على رصد الجزئيات الموجودة في الفضاء ، ولكن الراديو تلسكوب الفلكي قد نجح في كشف هذه الجزئيات التي فيها جرثومة الحياة فكان هذا انجازا كبيرا منه .
واذا كانت الحياة قد وجدت على الكرة الأرضية لا بمحض الصدفة ، ولا باعتبارها امرأ عارضا ، ففي الوسع القول بأن هناك حياة وكائنات تعيش في الكواكب الأخرى الشبيهة بالكرة الأرضية ، ولعلها سبقت الكرة الأرضية في نشأة الحياة عليها بآلاف الملايين من السنين ، لأن هذه الكواكب سبقت الكرة الأرضية إلى الوجود بآلاف الملايين من السنين.
ولا يستبعد أن تكون الكائنات الحية التي تعيش في هذه الكواكب قد نجحت من آلاف السنين في حل المشكلات المعقدة التي ما زالت تنوء بالبشر ، وان كان القدم لا يعد في حد ذاته مقياسا للكفاءة والعلم. وهناك اعتقاد بأن البشر عاشوا على الكرة الأرضية قرابة مليوني سنة ، ولكنهم لم ينطلقوا في النشاط العلمي إلا من عشرة آلاف أو خمسة عشر ألف سنة .
ويقول العلماء في يومنا الحاضر إن البشر ليسوا الكائنات الوحيدة التي تعيش في هذا الكون ، لأن هناك كائنات حية تعيش في ملايين من السيارات الأخرى ، وربما كانت أكبر ذكاء وأنبه عقلا وأنشط عملا من الكائنات البشرية . وسيظل الأمل يداعب الإنسان في إمكان تحقيق اتصال بهذه الكائنات ذات يوم والاستفادة مما قد يكون لديها من علوم وتجارب . وخير وسيلة متاحة حتى الآن لتحقيق هذا الاتصال هي الأجهزة الراديو تلسكوبية الشديدة الحساسية .
ونعود إلى الإمام الصادق (عليه السلام) والى نظريته القائلة إن لبعض النجوم ضوءا هو من الشدة بحيث يتضاءل أمامه ضوء الشمس . وها هو العلم الحديث قد برهن على صدق نظرية الإمام الصادق (عليه السلام) ودل على أن لبعض النجوم من الأشعة ما تضؤل أمامه الشمس وأشعتها ، أفلا يستخلص من ذلك أن الإمام الصادق (عليه السلام) الذي عاش في النصف الأول من القرن الثاني الهجري كان عبقريا في المباحث العلمية ؟
وثمة سؤال قد يعن للباحث هو : أين تقع مجرات (الكوازر) التي يبعد بعضها عن الكرة الأرضية بمسافة ٩ آلاف مليون سنة ضوئية ؟ هل تقع في مركز الكون أو في أوله أو في نهايته؟
ثم لنتأمل في قرص الشمس الذي يقوم كل أربع وعشرين ساعة بتحويل أربعمائة مليار طن من الهيدروجين إلى الهليوم لنشر الضياء والدف ، في الكرة الأرضية والسيارات الأخرى التي تدور حولها ، والذي لن يتوقف عن نشر الضياء والدف ، إلى ١٠ مليارات من السنين الأخرى . أليس عجيبا أن تكون هذه الشمس ضئيلة جدا أمام مجرات (الكوازر) الساطعة الضوء؟
فإذ كان لشمسنا هذا القدر الهائل من الطاقة والقدرة ، وان كان ينتظرها عمر ممتد هذا مقداره ، فكم يكوك عمر مجرات الكوازر التي تبعد عن الكرة الأرضية مسافة ٩ ألاف مليون سنة ضوئية ؟ أغلب الظن أن عمرها يزيد عن ألف مليار سنة.
وما دامت في العالم شموس أخرى كمنظومتنا الشمسية ، فمن مؤدى ذلك القول عقلا بأننا لا نعيش في عالم واحد ، وانما هناك عوالم كثيرة يتألف من مجموعات الكون الأكبر.
وقد ثبت لعلماء الفلك أن بعض النجوم ينطفئ ضوؤه وتنتهي حياته ، حتى ولو لم يستطع الفلكيون حصر هذه النجوم . وثبت لهم أيضأ أن للأجرام السماوية والمنظومات الشمسية أعمارا ، وأن عمر بعضها يزيد على ١٥ مليار سنة ، وأن الشمس مثلا ما زال باقيا في عمرها ١٠ مليارات سنة ، وأن مجرات الكوازر عمرها ألف مليار سنة أو أكثر ، وهذا كله يقطع بأن هناك عوالم كثيرة أخرى في هذا الكون.
وقد سبق للإمام الصادق (عليه السلام) أن قال إن الكون لا ينحصر في عالمنا وحده ، وانما هناك عوالم أخرى ، وها قد جاء العلم الحديث مبرهنا على هذه النظرية ، وأقام الأذلة على أن هناك آلاف من العوالم والمنظومات الشمسية الشبيهة بعالمنا ومنظومتنا الشمسية ، وأنها تفنى وتزول ما عدا مجرات الكوازر ، فهي باقية على الدوام.
وقد قسم الإمام الصادق (عليه السلام) العالم إلى قسمين هما : العالم الأكبر والعالم الأصغر ، ومعروف أن هناك عالم أوسط لم يذكرها الصادق (عليه السلام) اعتقادا منه بأن ذلك من نوافل القول . فالأمر كله نسبي ، وفي الوسع اعتبار هذه العوالم الوسطى عوالم كبرى أو صغرى ، وكل عالم يعتبر أكبر بالقياس إلى العوالم الأصغر منه ، أو يعتبر أصغر بالقياس إلى العوالم التي تكبره . فتقسيم الصادق هو إذن تقسيم شامل لعوالم الكون كلها.
وعندما سئل الصادق (عليه السلام) عن عدد العوالم في كل قسم ، قال إنها كثيرة ، ولا يعلم ذلك إلا الله ، وهي حقيقة أثبتها العلم الحديث.
فالذي لا ريب نيه أذ هناك أعدادا كبيرة من المنظومات الشمسية والنجوم والنيازك والمجرات في الكون ، وهي تعز على الحصر ولا يعبر عنها بأرقام حتى ولو كانت أرقاما فلكية .
ويقول العالم اليوناني ارشميدس الذي عاش قبل الميلاد بثلاثة قرون أن عدد الذرات المبعثرة في العالم هو عشرة مضروبة في نفسها ٦٣ مرة وان الذرة هي أصغر أجزاء المادة ولا تقبل التجزئة ، ولهذا سميت بالجزء الذي لا يتجزأ .
وفي مطلع القرن العشرين جاء ادنجتون (العالم الفيزيائي البريطاني المتوفي سنة ١٩٤٤ م) فقال إن مجموع الذرات في العالم ١٠ مضروبة في نفسها ٨٠ مرة .
وعندما طلع ادنجتون بهذه المعادلة الرياضية لحساب عدد الذرات ، كان علماء الفلك يعتقدون أن عدد الاجرام الضوئية والنيازك والشهب في السماء يصل إلى مليون .
وعندئذ لم يكن موصد (بالومر) الأمريكي قد شيد بعد ، وهو المرصد الذي قرب ضوء المجزات بمقدار ألفي مليون سنة ضوئية ، فأصبحت رؤيتها بالعين البشرية ممكنة ، ولا كانت المراقب الراديو تلسكوبية الشديدة الحساسية قد اخترعت .
ولو أن العمر امتد بادنجتون إلى يومنا هذا ، ورأى بأم عينيه المجرات الضوئية و الكوازر ، لأعاد النظر قطعا في معادلته بأرقامها الشديدة التواضع .
والكون الذي عرفه علماء الفلك والفيزياء في عام ١٩٠٠ م يعتبر صغيرا ، بل ضئيلا بالنسبة للكون الذي يعرفه علماء اليوم . وليس من المبالغة في شيء القول بأن الكون في عام ١٩٠٠ كان بمثابة فنجان ماء بالنسبة لمحيطات المياه التي عرفناها عن الكون في يومنا هذا .
وبعد كشف المجزات الضخمة المسناة بالكوازر ، ظهرت نظرية أخرى مؤداها أن هذه الكوازر تمثل التخوم الخارجية للكون ، وأن عالمنا هذا الذي يحتاج إلى ٩ آلاف مليون سنة ضوئية ليصل إلى الكوازر هو البداية لفضاء أوسع تعجز الأجهزة الراديو تلسكوبية المتاحة لنا الآن عن الوصول إليه ، فلا قبل لها باستقبال أشعة النجوم أو العناصر الموجودة في ما وراء الكوازر . والى هذا اليوم ، لم يتسن لنا رصد المجزات التي تلي الكوازر في موقعها منا .
وبناء على هذه النظرية ، فهناك ما مجموعة مائة ألف مليون من الأجسام الضوئية والمجرات والشهب ، ولكل منها عشرات الآلاف من ملايين الشموس ، وهذه جميعا ترسل أشعتها إلى المراقب الكهربائية ذوات العدسات الكاسرة والمرايا العاكسة.
وليست هذه الاجرام من عالمنا الحقيقي ، لأن حدود عالمها يبدأ من مجزات الكوازر وما وراءها ، وطبيعي إذن أن يكون ضوء مجرات الكوازر مساويا لضوء الشمس عشرة آلاف مليار مرة .
وحتى يستطاع توليد كمية الضوء والأشعة التي تنبعث من الشمس كل أربع وعشرين ساعة ، فلا بد من توافر مائة مليار طن من الهيدروجين المركز أو المجزأ . فما هي يا ترى كمية الهيدروجين المجزأ والمركز التي تحتاج إليها مجرات الكوازر كل أربع وعشرين ساعة لكي تولد هذا القدر الأسطوري من الضوء؟ وكم يكون مقدار الأشعة التي تصدر عن اصطدام النقيضين : المادة ومضاد المادة ؟
ونستطيع بحسبة بسيطة أن نصل إلى الأرقام الفلكية الخيالية التالية : فإذا ضربنا اربعمائة مليار طن في عشرة ألاف مليار ، كان حاصل الضرب رقم ٤ وأمامه ٢٧ صفرا ، وهو رقم لا يمكن لفظه أو عده بسهولة .
فإذا كانت مجرات الكوازر تولد من الطاقة المشعة عشرة آلاف مليار ضعف لما تولده الشمس في كل أربع وعشرين ساعة ، جاز إذن اعتبارها مركز العالم ، وحق أن يقال إن العالم يبدأ من هذا المركز . ولكن لأن علماء الفلك والفيزياء لا يستطيعون رصد المجزات التي تقع خلف مجرات الكوازر بأجهزة الراديو - تلسكوب المتاحة حاليا ، فلا سبيل إلى أحصاء عدد المجرات أو المجموعات الشمسية الموجودة في العالم ، ناهيك بالمجزات والأجسام المبعثرة في جميع العوالم المحيطة بنا . ومن هنا تتضح صعوبة المحاولات التي قام بها العالمان أرشميدس و ادنجتون لإحصاء الإجرام ، كما تتضح خطورة الاعتماد على هذه الاحصاءات.
وهذا يؤكد ما قاله الإمام الصادق (عليه السلام) من أن العوالم الصغيرة والكبيرة لا يعرف عددها إلا انأ ، والفرق بين العالم والعالم الصغير عند الصادق هو (فرق في الحجم لا في الكتلة) ، وهذه أيضا نظرية أثبتها علم الفيزياء الحديث.
وقد مر بنا أننا لو ملأنا الفضاء الخالي الموجود بين الإلكترونات ونواة الذرة ، لكان حجم الكرة الأرضية مساويا لحجم بالونة اللعب ، أما وزن هذه البالونة فيساوي وزن الكرة الأرضية ، وقد ضربنا المثل بالبالونة لقربها إلى الأذهان ، وربما كان الحجم أصغر حتى من البالونة . ولا بد من التذكير بأن الكرة الأرضية موجودة في الفضاء في حالة عدم وزن بفعل الجاذبية ، بل ليس من المبالغة في شيء القول بأن وزن الكرة الأرضية في الفضاء مماثل لوزن ريشة النعام . وهذا القول ينطبق لا على الكرة الأرضية وحدها ، بل على جميع السيارات التي تدور حول الشمس ، وجميع الاجرام الأخرى التي يدور بعضها حول البعض الآخر في الفضاء الفسيح ، فقانون الجاذبية يجعل هذه الأجرام جميعا في حالة عدم وزن (2).
____________________
1. اختصرت لفظة الكوزار Quasars من عبارة انجليزية طويلة هي Quasi Stellar redio sources. ومعناها مصادر راديوية شبيهة بالنجوم . (راجع كتاب " أوراق علمية " للدكتور فؤاد صروف ص 359 ) .
2. 301-311 محمدكما عرفه علماء الغرب.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|