انتاج الحليب والمثابرة

بعد الولادة مباشرة يفرز ضرع البقرة سائل يختلف في نسب مكوناته اختلافا جوهريا عن تركيب الحليب الطبيعي يسمى اللبأ (السرسوب) حيث ترتفع نسبة المواد الصلبة الكلية الى ما يزيد عن الضعف عما هو في الحليب والاجزاء التي تتمثل فيها الزيادة هي البروتينات على الخصوص وهذا ما يكسب المواليد الحديثة المناعة اللازمة لمواجهة خطر الاصابة بالأمراض لاسيما ان كلوبيولينات المناعة هي احد المكونات التي تكون نسبتها مرتفعة، لذلك يجب ان يشجع على تناوله بأكبر كمية ممكنة.

بعد انتهاء فترة اللبأ التي تستمر من 3-5 ايام يتغير اللبأ الى الحليب الطبيعي المتعارف عليه وهنا يبدأ الإنتاج الفعلي للبقرة حيث يتصاعد الإنتاج تدريجيا الى ما يقارب 6-8 اسابيع عندها يكون الحيوان قد وصل قمة الإنتاج (Peak of production)، بعد الوصول الى قمة الإنتاج، يبدأ الإنتاج بالتناقص التدريجي، ان قابلية البقرة للاحتفاظ بإنتاجها بعد القمة يعزى عادة الى المثابرة ويقدر نسبة هذا الاحتفاظ الشهري من الإنتاج بعد الوصول للقمة بحدود 94-99% من الشهر السابق، لذلك فان ادامة قمة الإنتاج لأطول فترة ممكنة هو من اهداف المربي ولكن هذا يعتبر من الاهداف الصعبة الوصول. ان نسبة البروتين ترتفع عند تقدم الحيوان في انتاج الحليب خلال موسم الحلب، اما اللاكتوز فتنخفض نسبته بينما تزداد تراكيز المعادن بنسبة قليلة. تزداد مكونات المواد الصلبة الدهنية (Solid not fat) (SNF) مع تقدم الحيوان في الحمل وكلما تقدم الحيوان نحو نهاية مدة الإنتاج فأنها تتوجه الى الاقتراب من تركيب الدم.

المصدر: القدسي, ناطق حميد, جيال فكتور ايليا .2010.انتاج ماشية الحليب.