المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الكتلة الذرية الجرامية = مول ذري gram-atomic mass = mol atomic
28-10-2019
السلالات المنعزلة - السلالات المهجنة
13-6-2022
التوقيت لدى المخرج
23/9/2022
ما المقصود من آل ياسين ؟
2024-07-27
مسؤولية تطبيق الانضباط التربوي
12-1-2016
الحشائش في الأقاليم المدرية
26-5-2016


تحطيم أمير المؤمنين للأصنام  
  
4490   09:47 صباحاً   التاريخ: 8-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1, ص88-90 .
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

ظاهرة اخرى من سيرة الإمام واتّجاهاته كراهته البالغة للأصنام وبغضه الشديد لها وكان يسعى إلى تدميرها قبل أن يشرق نور الإسلام كما فعل جدّه شيخ الأنبياء إبراهيم (عليه‌ السلام) بأصنام الجاهلية وأوثانها وكان (عليه‌ السلام) ومعه اسامة يجمعان القمامة وأوساخ البيوت وقاذوراتها ويلقونها على أصنام قريش في غلس الليل فإذا أصبحت قريش ورأت أصنامها ملوّثة رفعت أصواتها بألم وعنف قائلة : من فعل هذا بآلهتنا وأنفقوا نهارهم على غسلها بالماء ؛ وقد شاركه النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) في تحطيم بعض الأصنام فقد تحدّث الإمام عن ذلك قائلا : انطلقت أنا والنّبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) حتّى أتينا الكعبة فقال لي رسول الله : اجلس وصعد على منكبيّ فذهبت لأنهض به فرأى منّي ضعفا فجلس وارتقيت على منكبه فنهض بي ويخيّل لي أن لو شئت لنلت افق السّماء حتّى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر فجعلت ازاوله عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه حتّى تمكّنت منه فقال لي رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) : اقذف به فقذفت به فتكسّر كما تتكسّر القوارير ثمّ نزلت فانطلقت أنا ورسول الله نستبق حتّى توارينا خشية أن يلقانا أحد من النّاس ؛ ومن بين الأصنام التي حطّمها الإمام ما يلي :

١ ـ مناة : أقامت العرب صنم مناة وكانت تعظّمه وتعزّه فانبرى إليه الإمام فهدّمه  .

٢ ـ صنم طيّ : كان لطيّ بجبلي طي فمضى إليه الإمام فحطّمه وأزاله ووجد في مكانه سيفين : اسم أحدهما الرسوب واسم الآخر المخذم فحملهما الإمام إلى النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فوهبهما له  .

٣ ـ أصنام مكّة : ولمّا فتح الله تعالى لعبده ورسوله محمّد (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) الفتح المبين واحتلّ مكّة وكان قد علّق على الكعبة المقدّسة ثلاثمائة صنم أو يزيد عليها اتّخذتها القبائل آلهة يعبدونها من دون الله تعالى كان منها نائلة وأساف ومناف وذو الخلصة وذو الكنى وذو الشرى والأقيصر ونهم وسمير وغيرها وكان زعيم تلك الأصنام هبل وهو إله أبي سفيان أبو معاوية وجدّ يزيد وكان من نحاس وقد اوتد بأوتاد من حديد فصعد الإمام على منكبي رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فعالجه حتى تمكّن من قلعه ورمى به إلى الأرض والنبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌)يتلو قوله تعالى : {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا } [الإسراء: 81] ثمّ قذف الإمام ببقيّة الأصنام وبذلك تطهّر البيت الحرام من أصنام قريش وأوثانها فقد حطّمها بطل الإسلام وقائد المسيرة الإسلامية نحو التحرّر وقد تفتّحت آفاق الفكر العربي وانتبه الناس إلى ضلالها. يقول زيد بن نوفل :

تركت اللاّت والعزّى جميعا                 كذلك يفعل الجلد الصّبور

فلا العزّى ادين ولا ابنتيها                  ولا صنمي بني غنم أزور

ولا هبلا أزور وكان ربّا                  لنا في الدّهر إذ حلمي صغير

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.