المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



إخباره (عليه السلام) بشهادة عمرو بن الحمق  
  
3095   10:19 صباحاً   التاريخ: 4-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج7,ص61-63.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-01-2015 3281
التاريخ: 5-01-2015 3148
التاريخ: 12-4-2022 2128
التاريخ: 19-12-2017 3307

استشفّ وصي رسول الله (صلى الله عليه واله) ومستودع أسراره من وراء الغيب ما يجري على خلّص أصحابه الذين غذّاهم بمواهبه وحكمته من القتل والتنكيل والاعدام من بعده على يد الطغمة الحاكمة الأموية ,ومن أصحابه الذين استبيحت دماؤهم لا لذنب اقترفوه وإنّما لولائهم للإمام رمز العدالة الإنسانية عمرو بن الحمق (رضي الله عنه) وهو من أعلام الإسلام ومن ألمع شهداء الفضيلة استباح الطاغية الفاجر ابن هند دمه ؛ لأنّه من خلّص أصحاب الإمام وأمر أن يطاف برأسه من العراق إلى الشام , وقد أحاط الإمام (عليه السلام) عمرا بذلك في حديثه التالي فقد قال له : أين نزلت يا عمرو؟ قال : في قومي .

فقال : لا تنزلنّ فيهم  وقد نهاه عن النزول والاستيطان في قومه لأنّهم لا يحموه إن نزلت به كارثة وقد أمره الإمام بالنزول في بني عمرو بن عامر من الأزد لأنّهم لا يسلموه عند الشدّة , ثمّ التفت إليه بألم وحزن قائلا :  إنّك لمقتول بعدي وإنّ رأسك لمنقول وهو أوّل رأس ينقل في الإسلام والويل لقاتلك , أما إنّك لا تنزل بقوم إلاّ أسلموك برمّتك إلاّ هذا الحيّ من بني عمرو بن عامر فإنّهم لن يسلموك ولن يخذلوك .

ولمّا أفلت دولة العدل والحقّ وآل الحكم إلى ابن هند أوعز إلى شرطته وعملائه بإلقاء القبض عليه ولمّا علم عمرو بذلك استولى عليه الذعر والخوف فنزل في قومه من بني خزاعة فسلّموه إلى الشرطة ونفّذ فيه الإعدام وحملوا رأسه هدية إلى معاوية بالشام وطيف به في البلدان , فكان أوّل رأس طيف به في الإسلام وهو يحمل مشعل النور والكرامة ويهدي الناس للتي هي أقوم , وأمر الطاغية بحمل الرأس الشريف إلى زوجته آمنة بنت الشريد وكانت في سجونه وألقت الشرطة رأس زوجها في حجرها فذعرت وانهارت قواها وأخذت دموعها تتبلور على سحنات وجهها قائلة : وا حزناه لصغره في دار هوان وضيق من ضيمة سلطان نفيتموه عنّي طويلا وأهديتموه إليّ قتيلا فأهلا وسهلا بمن كنت له غير قالية وأنا له اليوم غير ناسية  والتفتت إلى الحرسي بشجاعة قائلة : ارجع به أيّها الرسول إلى معاوية فقل له ولا تطوه دونه أيتم الله ولدك وأوحش منك أهلك ولا غفر لك ذنبك  وبادر الشرطي إلى معاوية فأخبره بمقالتها فغضب وورم أنفه وأمر بإحضارها في بلاطه فأحضرتها جلاوزته فبادرها قائلا : أنت يا عدوّة الله صاحبة الكلام الذي بلغني؟ فأجابته بشجاعة وصلابة غير حافلة بسلطانه قائلة : نعم غير نازعة عنه ولا معتذرة منه ولا منكرة له فلعمري لقد اجتهدت في الدعاء إن نفع الاجتهاد وإن الحقّ لمن وراء العباد وما بلغت شيئا من جزائك وإنّ الله بالنقمة لمن ورائك , والتفت أحد خدمة السلطة إلى معاوية قائلا : أقتل هذه يا أمير المؤمنين فو الله ما كان زوجها أحقّ بالقتل منها , فسخرت منه وقالت ببطولة نادرة : تبّا لك ويلك بين لحييك كجثمان الضفدع ثمّ أنت تدعوه إلى قتلي كما قتل زوجي بالأمس  إن تريد إلاّ أن تكون جبّارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين وبهر معاوية وقال لها : لله درّك اخرجي ثمّ لا أسمع بك في شيء من الشام, لقد خاف من بقائها في الشام لئلا تبثّ الوعي السياسي بين الشاميّين فقد جهد معاوية على إبقائهم على غفلتهم وجهلهم , وخرجت المرأة من الشام بعد أن أفحمت معاوية بمنطقها الفياض .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.