أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-5-2016
3623
التاريخ: 10-02-2015
3874
التاريخ: 8-5-2016
4342
التاريخ: 18-10-2015
3861
|
رأى معاوية أنّ من أهمّ الوسائل لبسط سلطانه وإضعاف حكومة الإمام بعث الغارات العسكرية على المناطق الخاضعة لحكم الإمام وذلك لإظهار ضعفه وعدم قدرته على حماية المواطنين وعدم استطاعته على صيانة الأمن العام ومن بين المناطق التي استهدفها معاوية الحجاز واليمن حيث بعث معاوية كتيبة من جنده تتألّف من ثلاثة آلاف جندي بقيادة الارهابي بسر بن أبي ارطاة للغارة على الحجاز واليمن واتّجه جنده نحو المدينة فلم يجد من أهلها أيّة مقاومة فصعد بسر المنبر ورفع عقيرته يندب شيخ الأمويّين عثمان بن عفّان ويشيع الفزع والرعب بين المدنيّين قائلا : يا أهل المدينة والله! لو لا ما عهد إليّ معاوية ما تركت بها محتلما إلاّ قتلته , وغادر هذا الخبيث المدينة متوجّها إلى مكّة فاحتلّها وأخذ البيعة من أهلها لمعاوية قسرا ثمّ انعطف بعد ذلك إلى احتلال اليمن وكان واليها عبيد الله بن العباس فانهزم بنفسه ناجيا من شرّه قاصدا نحو الكوفة ليعرّف الإمام بذلك ولمّا دخل بسر اليمن أخذ البيعة من أهلها وفتّش عن طفلين لعبيد الله فلمّا ظفر بهما قتلهما فقالت إحدى سيّدات اليمن : إنّ سلطانا لا يقوم إلاّ بقتل الأطفال لسلطان سوء , وهكذا اتّسم سلطان معاوية بجميع مراحله ومكوّناته بالسوء والظلم والجور واقتراف كلّ ما حرّم الله تعالى , وهامت أمّ الطفلين بتيارات مذهلة من الحزن والجزع عليهما حتّى فقدت شعورها ورثتهما بذوب روحها قائلة :
يا من أحسّ بنيّيي اللّذين هما كالدّرّتين تشظّى عنهما الصّدف!
يا من أحس بنيّيي اللّذين هما قلبي وسمعي فقلبي اليوم مختطف!
من ذلّ والهة حرّى وثاكلة على صبيّين ضلاّ إذ غدا السّلف
ونشر بسر في اليمن الفزع والخوف وأشاع القتل بين اليمانيّين وسبى نساءهم وفعل القبائح والمنكرات ؛ ولمّا انتهى النبأ المروّع إلى الإمام بما اقترفه بسر في اليمن من المجازر والسبي وغير ذلك انهارت قواه ومزّق الأسى قلبه الشريف وخطب في جيشه الممزّق هذه الخطبة التي حكت لوعته وأساه قائلا : انبئت بسرا قد اطّلع اليمن وإنّي والله! لأظنّ أنّ هؤلاء القوم يعنى أهل الشام سيدالون منكم باجتماعهم على باطلهم وتفرّقكم عن حقّكم وبمعصيتكم إمامكم في الحقّ وطاعتهم إمامهم في الباطل وبأدائهم الأمانة إلى صاحبهم وخيانتكم وبصلاحهم في بلادهم وفسادكم فلو ائتمنت أحدكم على قعب لخشيت أن يذهب بعلاقته ؛ اللهمّ إنّي قد مللتهم وملّوني وسئمتهم وسئموني فأبدلني بهم خيرا منهم وأبدلهم بي شرّا منّي , اللهمّ مث قلوبهم كما يماث الملح في الماء أما والله! لوددت أنّ لي بكم ألف فارس من بني فراس بن غنم.
هنالك لو دعوت أتاك منهم فوارس مثل أرمية الحميم
ثمّ نزل عن المنبر وهو غارق في الأسى والشجون قد استولى عليه اليأس من جيشه الذي أصبح أعصابا ميّتة خالية من الشعور والاحساس .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|