المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



دعوة عائشة أم سلمة القيام معها لأسقاط الخلافة  
  
3369   11:53 صباحاً   التاريخ: 1-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
الجزء والصفحة : ج11,ص56-58.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

خفّت عائشة مسرعة إلى السيّدة أمّ سلمة تطلب القيام معها لإسقاط حكومة الإمام وهو من الغرابة بمكان فإنّ أمّ سلمة قد شاع عنها ولاؤها للإمام وكانت تكنّ له خالص المودّة فهل خفي ذلك على عائشة؟ الأمر الذي يدلّ على عدم عمقها بالاتّجاهات الفكرية والسياسية ؛ وعلى أي حال فقد التقت عائشة بامّ سلمة وقدّمت لها هذه الكلمات الناعمة لإغرائها قائلة لها : يا بنت أبي أميّة أنت أوّل مهاجرة من أزواج رسول الله (صلى الله عليه واله) وأنت كبيرة امّهات المؤمنين وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) يقسم لنا من بيتك وكان جبرئيل أكثر ما يكون في منزلك , ورمقتها أمّ سلمة بريبة وقالت لها : لأمر قلت هذه المقالة؟ فأجابتها عائشة مخادعة : إنّ القوم استتابوا عثمان فلمّا تاب قتلوه صائما في الشهر الحرام وقد عزمت على الخروج إلى البصرة ومعي طلحة والزبير فاخرجي معنا لعلّ الله يصلح هذا الأمر على أيدينا ؛ وأنكرت أمّ سلمة مقالتها وراحت تبدي لها النصيحة في التخلّي عن هذا الاتّجاه قائلة : يا بنت أبي بكر أبدم عثمان تطلبين؟ والله! لقد كنت من أشدّ الناس عليه عداوة وما كنت تسمّينه إلاّ نعثلا فما لك ودم عثمان؟ وعثمان رجل من بني عبد مناف وأنت من بني تيم بن مرّة؟ ويحك يا عائشة! أعلى عليّ تخرجين وهو ابن عمّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد بايعه المهاجرون والأنصار؟ وأخذت أمّ سلمة تذكّر عائشة بفضائل الإمام وقرب منزلته من الرسول (صلى الله عليه واله) وكان عبد الله بن الزبير وهو من ألدّ أعداء الإمام يسمع حديث أمّ سلمة وخاف أن تستجيب لها عائشة ويفسد عليها الأمر فصاح بها : يا بنت أبي أميّة قد عرفنا عداوتك لآل الزبير ؛ فنهرته أمّ سلمة وقالت له بعنف : والله! لتوردنّها ثمّ لا تصدرنّها أنت ولا أبوك أتطمع أن يرضى المهاجرون والأنصار بأبيك الزبير وصاحبه طلحة وعليّ بن أبي طالب حيّ وهو وليّ كلّ مؤمن ومؤمنة كما يقول رسول الله (صلى الله عليه واله) .

فردّ عليها ابن الزبير قائلا : ما سمعنا هذا من رسول الله ساعة قطّ ؛ فأجابته أمّ سلمة بمنطق الحقّ قائلة : إن لم تكن أنت سمعته فقد سمعته خالتك عائشة وها هي فاسألها , فقد سمعته يقول : عليّ خليفتي عليكم في حياتي ومماتي من عصاه فقد عصاني أتشهدين يا عائشة بهذا أم لا؟ ولم يسع عائشة الإنكار فقالت : اللهمّ نعم.

ومضت أمّ سلمة تسدي نصائحها لعائشة قائلة : اتّقي الله يا عائشة! في نفسك واحذري ما حذّرك الله ورسوله ولا تكوني صاحبة كلاب الحوأب ولا يغرّنك الزبير وطلحة فإنّهما لا يغنيان عنك من الله شيئا.

ولم تحفل عائشة بنصائح أمّ سلمة واستجابت لعواطفها المترعة بالحقد والكراهية للإمام , وبادرت أمّ سلمة فرفعت للإمام (عليه السلام) رسالة سجّلت فيها ما دار بينها وبين عائشة من شجار وعرّفته بتمرّدها على حكومته .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.