أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2016
3099
التاريخ: 8-5-2016
3755
التاريخ: 10-02-2015
3501
التاريخ: 25-01-2015
3488
|
سار الإمام (عليه السلام) نحو عائشة فاستقبلته صفيّة بنت الحارث شرّ لقاء فقالت له : يا قاتل الأحبّة أيتم الله بنيك كما أيتمت بني وكانوا قد قتلوا في المعركة فأعرض عنها ولم يجبها بشيء ومضى حتى دخل على عائشة فقالت له : ملكت فأسجح , وأمرها الإمام بمغادرة البصرة وأن تقرّ في بيتها كما أمرها الله ورسوله ولمّا قفل راجعا استقبلته صفيّة بمثل ما قالت له أوّلا فردّ عليها الإمام قائلا : لو كنت قاتل الأحبّة لقتلت من في هذا البيت.
وأشار الإمام إلى بعض البيوت وقد كمن فيه كثير من الجرحى فسكتت صفيّة وخافت عليهم وأراد من كان مع الإمام البطش بهم فنهاهم عن ذلك ؛ لقد منح الإمام العفو العامّ لألدّ أعدائه وخصومه الذين ناجزوه الحرب وخلعوا يد الطاعة فلم يقابلهم بأيّ لون من ألوان العنف , وعهد الإمام (عليه السلام) إلى ابن عبّاس أن يأتي إلى عائشة ويأمرها بالرجوع إلى بيتها في المدينة فاستأذن عليها فأبت أن تأذن له فدخل عليها بلا إذن ومدّ يده إلى وسادة في البيت فجلس عليها فأنكرت ذلك وقالت له : أخطأت السّنة مرّتين : دخلت بيتي بغير إذني وجلست على متاعي بغير أمري ؛ فردّ عليها ابن عبّاس بمنطقه الفيّاض قائلا : والله! ما بيتك إلاّ الذي أمرك الله أن تقرّي فيه , إنّ أمير المؤمنين يأمرك أن ترجعي إلى بلدك الذي خرجت منه , فردّت عليه بعنف واستهانة بالإمام قائلة : رحم الله أمير المؤمنين ذاك عمر بن الخطّاب ؛ ولم تعترف عائشة بإمامة عثمان وحصرتها بعمر فردّ عليها ابن عبّاس : نعم هذا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب فقالت : أبيت أبيت ؛ لقد أصرّت على جحدها لإمامة الإمام ولذع كلامها ابن عبّاس فقال لها : ما كان آباؤك إلاّ فواق ناقة بكيئة ثمّ حرّمت ما تحلّين ولا تأمرين ولا تنهين , فالتاعت من كلامه وأرسلت ما في عينيها من دموع وقالت : نعم ارجع فإنّ أبغض البلدان إليّ بلد أنتم فيه , فثار ابن عبّاس وردّ عليها ببالغ الحجّة قائلا : أما والله! ما كان ذلك جزاؤنا منك إذ جعلناك للمؤمنين امّا وجعلنا أباك لهم صدّيقا , فأجابته بمنطق هزيل قائلة : أتمنّ عليّ برسول الله؟ نعم إنّه يمنّ عليها برسول الله (صلى الله عليه واله) فلولاه لم تكن هي وغيرها أيّة قيمة لهم في الوجود وسارع ابن عبّاس في ردّها قائلا : نمنّ عليك بمن لو كان منك بمنزلته منّا لمننت به علينا ؛ وتركها ابن عبّاس وهي تتميّز غيظا وقفل راجعا إلى الإمام فأخبره بحديثه فشكره الإمام وأثنى عليه ثمّ إنّ الإمام سرّح عائشة تسريحا جميلا وأرسل معها كوكبة من النساء بزيّ الرجال فغضبت وراحت تقول : فعل الله في ابن أبي طالب وفعل بعث معي الرجال , ولم تلتفت إلى نفسها أنّها قادت الجيوش ودخلت في ميادين الحرب فإنّ ذلك أمر مسموح لها حسب زعمها ولمّا قدمت المدينة نزعن النساء العمائم وألقين السيوف فاستبان لها خطأ ما اتّهمت به الإمام وراحت تقول : جزى الله ابن أبي طالب الجنّة ؛ ورحلت عائشة من البصرة وقد أشاعت في بيوتها الثكل والحزن والحداد ويقول عمير بن الأهلب وهو من أنصارها :
لقد أوردتنا حومة الموت أمّنا فلم تنصرف إلاّ ونحن رواء
أطعنا بني تيم لشقوة جدّنا وما تيم إلاّ أعبد وإماء
وعلى أي حال فقد تركت حرب الجمل في نفس الإمام (عليه السلام) أعمق الحزن وأقساه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|