المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تأمين اللعب للأطفال  
  
2262   01:49 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص425-428
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

من الضروري بمكان، ان يخلق الوالدان والمربون الظروف اللازمة والوسائل المهمة التي تؤدي إلى بناء شخصية الطفل واكتسابه الكفاءة والخبرة وقوة الاعضاء. وافضل مصداق على ذلك يمكن تحقيقه في الخارج هو اللعب.

ولا شك، ان اللعب يشغل حيزا هاما في حياة الاطفال ويرتبط بوجودهم حيث إنه عمل تصاحبه حركة ونشاط ومن خلاله يشعر الاطفال باللذة والتسلية، ويؤثرونه حتى على وجبات طعامهم في أكثر الاحيان، وهو مهم لهم جدا بل واساس حياتهم ولا يستهدفون غيره ويعتبرونه هدفا مقدسا بالنسبة لهم، حيث يشعرهم بالاستقرار والابتهاج وسوف يتألمون كثيرا فيما لو منعناهم عن ممارسته.

وقطعا ان اللعب مهم جداً بالنسبة للطفل لأنه يؤدي إلى بناء جسمه وقوة عضلاته واكتسابه الكفاءة والخبرة وتخليصه من القلق والتوتر النفسي، وبواسطته يتعلم دروس الحياة وتنفتح امامه الطرق للإبداع والتكامل في الحياة، وهو بحق يعتبر نقطة الانطلاق نحو الارتباط بالحياة والعمل والفعالية وتحمل وادراك المسؤولية.

نعم، إن اللعب يقوي إرادة الطفل وينمي قابلياته في القضاء والتحكيم، ويزيد في ذكائه وعزمه ويعلمه دروسا في الاخلاق وقواعد الانضباط ويوجهه نحو الاهداف المقصودة والسير التدريجي في الطريق الصحيح.

أضف إلى ذلك ان اللعب يعتبر وسيلة كشف لقابليات الطفل وطاقاته وصفاته المجهولة، حيث من خلاله يتبين انه ضعيف ام قوي، صبور ام عجول، كفوء ام فاشل، قائد ام مقود، يحمل روحاً رياضية عالية وافكار جميلة ام لا.

إلى غير ذلك من الصفات وطبيعي ان هذه المعرفة تساعد الاباء والمربين في تنمية الايجابيات وتهيئة الفرص اللازمة لها ومعالجة كل السلبيات التي يعاني منها الاطفال. ومما لا شك فيه ان الطفل يتسلى في لعبه سواء كان فرديا ام جماعيا وانه يمارس ادوارا مختلفة، ويتمرن على فعاليات مهمة لها الاثر البالغ في بناء شخصيته  ونموها وتكاملها ودفعها على الممارسة الفعالة للعمل، والمشاركة في الانشطة الاجتماعية.

والواقع أن اللعب بصورة جماعية يجعل الطفل يكتشف دوره ويعمل للقيام بوظيفته وتحمل مسؤوليته، ويتعلم كيف يتعامل مع اقرانه وزملائه وكيف يحترم الاخرين ويرعى حقوقهم، ويتعلم ايضا القانون والانضباط والقواعد والاصول والمبادئ.

وبناءً على هذه الاهمية  التربوية التي يختص بها اللعب فقد حث الاسلام عليه واهتم به، فقد جاء عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) انه قال : (من كان له صبي فيتصاب له).

(وجاء عن امير المؤمنين علي (عليه السلام) انه قال: (من كان له ولد صبا).

وقد تحدثت الروايات كيف ان الامام علياً (عليه السلام) أيام خلافته انه تصابى لأطفال تلك المرأة الفقيرة عندما جلب اليها المساعدة النقدية والعينية اثناء فترة طبخها الطعام ففرحوا ثم اكلوا فشبعوا اذن يجب على الاباء والمربين ان يلعبوا مع الاطفال لتنشأ فيهم الالفة والمحبة، ويداعبوهم ما أمكن لاكتشاف نقاط ضعفهم وقوتهم والعمل وفقاً لذلك، لكي يصلحوهم ويوجهوهم نحو جادة الصواب والبناء الفردي والاجتماعي.

ولكي يدعم الآباء والمربون أطفالهم ويبنوا معنوياتهم عليهم أن يختلقوا المواقف التي تشعر الاطفال بقوة ارادتهم وتغلبهم وانتصارهم عليهم اثناء اللعب معهم لكي يشعروا بالفخر والثقة بأنفسهم كما ينبغي على الاباء والمربين ان ينظموا حركات الطفل وسلوكه ونشاطه من خلال لعبه، وان يرشدوه إلى الطريق الصحيح، وقبول كل القواعد والمبادئ التي تفيده وتعينه على التطور والرقي.

ولا بأس ان يجعلوه يقتنع بالفشل والخسارة في بعض الاحيان لان الحياة ليست كلها نجاح، وإنما الانسان فيها تارة يخسر وتارة يربح حتى لا تشكل الهزيمة بالنسبة للطفل مشكلة تجره إلى الشعور باليأس والاحباط والنفور من اللعب والانطواء على النفس والجنوح إلى العزلة وعدم التفاعل مع الحياة واللعب مع الاخرين.

ـ لعب الاطفال :

من الاهمية بمكان ان يهتم الاباء والمربون بلعب الاطفال لما لها من علاقة وثيقة في بنائهم الفكري والذهني ورفع مستوى الكفاءة والخبرة والمهارة عندهم، فالأطفال بحاجة ماسة إلى تلك اللعب مهما كان سنهم وعقلهم وادراكهم.

وهنا نقطة يجب الالتفات اليها وهي : ان اللعب يجب أن يكون اختياره مرتبطا بتحقيق المنفعة للطفل وتعمل على دفعه نحو التفكير والعمل والنشاط وليست للإثارة المضرة والتفرج عليها ليس إلا.

كما يجب أن يكون اللعب بصورة عامة معتدلاً وبعيدا عن الإفراط حتى لا يصاب الطفل باللامبالاة وعدم الاهتمام والهيجان المؤدي إلى ضعف الاعصاب وقلة النوم والقلق والاضطراب.

كما يجب ايضا ان لا يكون اللعب فرصة سانحة للخروج على القانون والضوابط الاخلاقية والاجتماعية واثارة الضوضاء والعبث وإلحاق الاذى بالآخرين. وإنما يجب ان يكون اللعب واللُعب هادفة إلى تحقيق كل ما هو نافع ومفيد للطفل ونموه وتكامله ورقيّه في الحياة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.