المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ضرورة التربية الاقتصادية  
  
2198   11:12 صباحاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص109-110
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

يمثل الاقتصاد جانباً ضروريا في الحياة. ويعرف بانه المحرك للإنسان نحو العمل والسعي الدؤوب، حتى وصفه بعض الفلاسفة بانه الاساس، وان كلا من الكفر والادب وحتى الدين !! تنبثق عنه. وتنتهي أغلب المساعي الاقتصادي الي البطن والزينة والقوة حيث تبذل الجهود للحصول على طعام اكثر او زينة افضل. وقد يلجأ الاشخاص احيانا إلى الخيانة والجريمة واراقة الدماء. ويرى الاسلام ان الاقتصاد ليس اساساً لكل شيء لكنه مهم في نفس الوقت.

وقد جاء في السنة الشريفة : (من لا معاش له لا معاد له)، ولذا اكد الاسلام على العمل واعتبره من الامور الاساسية المهمة للغاية وامر الناس به ليحصلوا على لقمة العيش ويتمكنوا من بناء انفسهم وتطويرها.

ينبغي الاهتمام بالتربية الاقتصادية لدورها المهم في حياة الانسان وبناء مستقبله. ويا حبذا لو يقوم الاب بوضع الحجر الاساس وايجاد الرغبة والاندفاع عند اطفاله وهم صغار حتى لا يتهربوا في مرحلة الشباب من حمل هذه المسؤولية.

يقوم الاب عمليا بتوفير المأكل والملبس ووسائل الراحة والترفيه لأسرته، ويتعرف الطفل ذاتياً على هذا الموضوع في سنوات الطفولة الاولى وينظر إلى والده بانه اساس القوة والاقتدار، فيطلب منه ان يؤمن له حاجاته، ويدرك انه النواة اذ تعود جميع الامور اليه. ثم يشعر تدريجيا ان عليه أن يكون كابيه وامه في القيام بالوظائف وضرورة تعلم مهنة معينة. وتعتبر هذه الارضية لاقتباس العديد من الاعمال وتعلمها. ومن الضروري ان يرافق ذلك دافع خارجي وهو حديث الاب وتشجيعه لولده وتشويقه للمضي في هذا الطريق.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.