أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016
2841
التاريخ: 26-6-2016
3080
التاريخ: 2023-08-19
1041
التاريخ: 2023-12-21
1027
|
معظم الباحثين والعاملين في مجال علم النفس وعلاقته بالاتصال وتأثيره عليه، يجمعون على أن الاتصال هو عبارة عن عملية اجتماعية أساسية وضرورية تقوم على التفاعل بين أطراف الاتصال أفرادا أو مجموعات من الأفراد.
ولقد أكدت غالبية الأبحاث النفسية الاجتماعية، على أهمية الدور الذي يلعبه الاتصال، بكل ما يتعلق بالجانب النفسي للانتماء لجماعة معينة، ومدى تحقيق ذلك التوافق الاجتماعي المناسب والذي يؤدي إلى البقاء في حالة توازن مع المجتمع. وهذه العلاقة تظهر من خلال القيام بإشباع الحاجات الأولية والضرورية للطفل، في مرحلة الرضاعة التي تعتبر بداية الاتصال الذي يقوم به الطفل وهو الاتصال مع الأم، التي لا تقوم فقط بتقديم الغذاء من الثدي بل تقوم في نفس الوقت بتوفير الأمن والأمان، الذي يؤدي إلى شعور الطفل بالحنان والحب والذي بدوره يؤدي إلى تقوية العلاقة مع الأم وفيما بعد مع المجتمع، هذه العلاقة التي لا يمكن أن يصل إليها الطفل إن كانت الرضاعة غير طبيعية، بل تؤدي إلى عدم المقدرة على الاتصال الاجتماعي بين الطفل وأمه والمحيط الذي يعيش فيه.
ومع استمرار التطور لدى الطفل تزداد اتصالاته مع الأفراد في الأسرة، وهذا يعني إشباع حاجة ضرورية أخرى لديه وهي الانتماء للأسرة أو لجماعة أو لمكان عمل، لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال عملية الاتصال المتعددة الجوانب ، مثل الأفكار أو الأهداف المشتركة.
أيضا من خلال عملية الاتصال الاجتماعية التي يقوم بها الفرد يشبع حاجات أخرى ،مثل النجاح والتوافق والتواجد الاجتماعي وأهم الحاجات النفسية و أخطرها التي تشبع من خلال الاتصال هي التقدير الاجتماعي للفرد الذي يشعر الفرد بأهميته ومكانته الخاصة، ويزيد من ثقته بالنفس، وبما يقوم به من أعمال، أما عدم الوصول إلى تقرير اجتماعي فيؤدي إلى إصابة الفرد بالإحباط والشعور بعدم الأهمية والمكانة، ويدفع الفرد إلى الانحراف في معظم الأحيان، أو يؤدي إلى تصدع الشخصية والوصول إلى اللاسوية.
من جهة أخرى فإن عدم الاتصال الفعال والناجح يؤدي بالفرد إلى الانعزال والانطواء والبقاء لوحده، واستمرار هذا الوضع فترة طويلة من الزمن وفي نفس المكان يؤدي إلى ابتعاد وانفصال الفرد عن المجتمع الذي يعيش فيه، وهذا الانفصال يعني فقدان الهوية النفسية الاجتماعية التي تعتبر ركنا أساسيا من أركان التواجد الاجتماعي للفرد.
أما إذا كان الفرد على جانب كبير من معرفة أساليب مهارات الاتصال مع الآخرين ، فهذا يعني أنه يستطيع إقامة علاقات اجتماعية ناجحة، الأمر الذي يعني زيادة الفرصة لتحقيق الذات والنجاح الاجتماعي للفرد.
وحتى ينجح الاتصال الاجتماعي يجب على الفرد أن يتصف بالصفات الآتية:
1- أن يعرف الفرد وسائل المحادثة معرفة جيدة.
٢- أن يكون الفرد بشوشا يتمتع بوجود ابتسامة خاصة تخفف من صعوبة الموقف الاتصالي.
٣- أن يتصف بالصفات المميزة التي تجعل الآخرين يتقبلونه ويتقبلون موضوع الاتصال.
4- يجب أن يكون الفرد ذا قدرة عالية ومعرفة بكيفية تقديم نفسه بصورة مقبولة.
٥- أن يكون ذا مهارة عالية في البدء بالحديث واستمراريته والوصول إلى النهاية بصورة جيدة.
6ـ أن يعرف كيف يحترم آراء الاخرين، وعدم التعصب لموضوع أو شخص معين.
٧- أن يعرف كيف يستعمل صوته بالشكل الصحيح والمقبول والمقنع للآخرين.
بالإضافة إلى ما ذكر عن الأبعاد النفسية الاجتماعية ـ يجب أن نذكر أن الأبحاث التي قام بها اش وآخرون في هذا المجال أكدت على وجود صلة بين الإدراك والعلاقة التي تربط بين المدرك والبناء الاجتماعي القائم، وبصورة عامة فان الأفراد في المجتمع يميلون إلى الموافقة وقبول أحكام الآخرين الموجودين في الجماعة دون الاهتمام بمدى صحتها أو عدم ذلك ، لان إجماع الجماعة أو اتفاقها من الممكن أن يعتبر إطارا مرجعيا للأحكام التي تصدر عن الأفراد.
بالإضافة إلى ذلك فان عدد من الباحثين نيوكمب وآخرون يعقدون بان الجماعة لا تقوم بتقديم معيارا للسلوك فحسب ، ولكن الجماعة الأولية هي ذات أهمية كبيرة لأنها هي التي تقوم بتعليم الفرد قيمها الخاصة، وهي التي تقوم بصياغة القيم الشخصية للفرد، وذلك حسب معتقدات الجماعة. وهذه الجوانب النظرية المذكورة قد استخدمت وطبقت في معالجة مشاكل الاتصال الجماهيرية التقليدية.
وبما أن قيم الفرد المستقبل لرسائل تشكل من خلال وجوده مع الجماعات الأولية الذي هو جزء منها ، فمن المفضل فهم استيعابه للرسالة ومدى استجابته لها ، وذلك في حدود العلاقة التي تربطه بالجماعات الخاصة والقيم والعادات التي تحكمها. هذه الجوانب ازدادت إدراكا لدى الفرد نتيجة لاستخدام وتطبيق نظريات الاتصال التي تحدثنا عنها، والتي على أساسها تبين أن أحد أسباب ميل الفرد إلى اتباع وتبني الجماعة كمصدر للتوجيه، يظهر في تطور التلاؤم بين أعضاء الجماعة في المواقف والقيم الاجتماعية. ولقد أوضح نيوكمب أن أعضاء الجماعة يشعرون أثناء التفاعل الذي يحث بينهم، بالثواب عندما تتحد مواقفهم أو تتفق ومن ثم يرغبون في التأثير على بعضهم لكي يصلوا إلى مواقف مشتركة أو متشابهة.
والفرد بطبيعته يرغب في الانتماء لعدة جماعات والتي من المحتمل أن تسيطر واحدة منها على الأخرى. وفي الحالات التي تتفق فيها قيم الجماعات فمن الممكن أن يختفي أو ينقطع الصراع ، أما إذا كانت هذه القيم في حالة صراع فيما بينها ، فهذا يعني وقوع الفرد في موقف صراع أو ضغوط مختلفة ومتعارضة.
ويعتبر استخدام نظرية الجماعة المرجعية نقطة البداية في معرفة البناء الاجتماعي الذي يقف وراء الاختلاف الموجود في عملية استيعاب الأفراد ورد فعلهم لرسائل الاتصال الجماهيري.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|