المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



دعاء الامام (عليه السلام) في توحيد الله وتعظيمه  
  
7970   09:42 صباحاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4, ص28-29.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

من أدعيته (عليه السلام) في توحيد الله وتعظيمه هذا الدعاء الشريف :

اللهمّ! إنّك حيّ لا تموت وصادق لا تكذب وقاهر لا تقهر وخالق لا تعان وقريب لا تبعد وقادر لا تضادّ وغافر لا تظلم وصمد لا تطعم وقيّوم لا تنام ومجيب لا تسأم وبصير لا ترتاب وجبّار لا تعان وعظيم لا ترام وعليم لا تعلّم وقويّ لا تضعف وحليم لا تعجل وعظيم لا توصف ووفيّ لا تخلف وعادل لا تحيف وغالب لا تغلب وغنيّ لا تفتقر وكبير لا تصغر وحكيم لا تجوز ومنيع لا تقهر ومعروف لا تنكر ووتر لا تستأنس وفرد لا تستشير ووهّاب لا تملّ وسميع لا تذهل وجواد لا تبخل وعزيز لا تذلّ وحافظ لا تغفل وقائم لا تسهو وقيّوم لا تنام ورفيق لا تعنف وحليم لا تعجل وشاهد لا تغيب ومحتجب لا ترى ودائم لا تفنى وباق لا تبلى وواحد لا تشبّه ومقتدر لا تنازع ...

وألمّت هذه الكلمات ببعض صفات الخالق العظيم ونعوته التي يعرفها ويحيط بها إمام المتّقين وسيّد العارفين ؛ ويستمرّ الإمام في دعائه قائلا :

يا كريم يا جواد يا متكرّم يا قريب يا مجيب يا متعالي يا جليل يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا متعزّز يا جبّار ، يا متجبّر يا كبير يا متكبّر يا قادر يا مقتدر يا من ينادى من كلّ فجّ عميق بألسنة شتّى ولغات مختلفة وحوائج متتابعة لا يشغلك شيء عن شيء ؛ أنت الّذي لا تبيد ولا تفنيك الدّهور ولا تغيّرك الأزمنة ولا تحيط بك الأمكنة ولا يأخذك نوم ولا سنة ولا يشبهك شيء ؛ وكيف لا تكون كذلك وأنت خالق كلّ شيء؟ لا إله إلاّ أنت كلّ شيء هالك إلاّ وجهك أكرم الوجوه , سبّوح ذكرك قدّوس أمرك واجب حقّك نافذ قضاؤك لازمة طاعتك صلّ على محمّد وآل محمّد ويسّر لي من أمري ما أخاف عسره وفرّج عنّي وعن كلّ مؤمن ومؤمنة ما أخاف كربه وسهّل لي ما أخاف صعوبته وخلّصني ممّا أخاف هلكته يا أرحم الرّاحمين ؛ يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلاّ أنت سبحانك! إنّي كنت من الظّالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطّيّبين الطّاهرين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.