المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

احجام ابن زياد عن كبس دار هانئ
28-3-2016
كراهة شراء القماري وما أشبهها وإخراجها من مكة.
19-4-2016
Kolakoski Sequence
31-3-2021
ملف خانق choking coil = choke
17-4-2018
الذاتي في باب الكليّات
11-9-2016
دليل جواز المتعة
21/11/2022


الأسوة وموقعها من الطفل  
  
2148   09:40 صباحاً   التاريخ: 14-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص260ـ261
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

 إن كثيراً من حالات التمرد والإنحرافات التي تبرز عند الأشخاص عند الكبر تعود جذورها الى زمن الطفولة والتأثر بالأسلوب التربوي الخاطئ للوالدين والمربيين..

فالتصرفات المغلوطة واخطاء المسؤولين التربويين تعد دروساً سيئة لأطفالنا وتسبب لهم المتاعب طوال سنوات العمر، وان الحنان أو الجفاء، أو اللطف أو الغلطة، أو بذاءة اللسان أو حلاوته والتحدث بالمنطق من قبل الوالدين والمربين له اثر بالتأكيد على مصير الأطفال.

كثيرون هم الذين راحوا ضحية اخطاء والديهم وعرفوا بسببهما طريق الإنحراف وهذا الأمر إنما بسبب اتخاذ هؤلاء الأشخاص اباءهم وامهاتهم قدوة لهم في مرحلة الطفولة، فالأطفال يألفون ويعتادون التصرفات التي تصدر من الاسوة أكثر مما ينصاعون للقوانين والمقررات، فالشهامة وإظهار المقاومة في مقابل صعاب الحياة التي يتعلمها الطفل من والديه لا من الأوامر الأخلاقية والقانونية.

ـ الأسوة وأهميتها :

المقصود من الاسوة هو النموذج المشاهد الذي يجري التعلم منه دون ان ينطق بكلمة، أو بعبارة أخرى هو أمر وقاعدة مجسدة بصورة غير مباشرة يجري الإقتداء بها سواء بصورة إرادية ام غير إرادية.

إن الطفل في بداية حياته مثله كمثل المرآة في مقابل الأشخاص والظواهر والموجودات وحتى الأشياء، إذ تنعكس فيه صورها، وبعد ان ينمو وينمو معه عقله ويخوض التجارب تجده يعمل على الإنتخاب.

على هذا الأساس يمثل القدوة دوراً مهماً واستثنائياً حيوياً، ولأن الوالدين والمربين هم نماذج القدوة الأولى في عين الطفل فإنهم يمثلون دعامة لانطلاقه نحو الأمام والمتغلبين على الصعاب بل وكل أعمالهم ستكون بالنسبة له وثيقة. لقد بين الإسلام أهمية هذا الأمر كثيراً في إطار التربية الإسلامية حينما أوصى المربين بملاحظة تصرفاتهم والجوانب الخلقية أو اختيار القدوات الإسلامية كالنبي الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والائمة المعصومين (عليهم السلام) حينما يجري التعريف بقدوة للأطفال.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.