أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2016
![]()
التاريخ: 24/10/2022
![]()
التاريخ: 27/10/2022
![]()
التاريخ: 11-04-2015
![]() |
من أجل أدعية الإمام زين العابدين (عليه السلام) هذا الدعاء الشريف و كان يدعو به صباحا و مساء و هو حافل بالأدلة الوثيقة على وجود الخالق العظيم و على عظيم قدرته و هذا نصه :
الحمد للّه الذي خلق الليل و النهار بقوته و ميّز بينهما بقدرته و جعل لكل واحد منهما حدا محدودا و أمدا ممدودا يولج كل واحد منهما في صاحبه و يولج صاحبه فيه بتقدير منه للعباد في ما يغذوهم به و ينشئهم عليه فخلق لهم الليل ليسكنوا فيه من حركات التعب و نهضات النصب و جعله لباسا ليلبسوا من راحته و منامه فيكون ذلك لهم جماما و قوة و لينالوا به لذة و شهوة و خلق لهم النهار مبصرا ليبتغوا فيه من فضله و ليتسببوا إلى رزقه و يسرحوا في أرضه طلبا لما فيه نيل العاجل من دنياهم و درك الآجل في أخراهم بكل ذلك يصلح شأنهم و يبلو أخبارهم و ينظر كيف هم في أوقات طاعته و منازل فروضه و مواقع احكامه ليجزي الذين اساؤوا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسنى .
أما هذه فإنها من بنود أدلة التوحيد الإسلامي القائم على الفكر و الحس فليس الإيمان باللّه في الإسلام ظاهرة تقليدية أو نزعة عاطفية و إنما هو قائم على أوثق الدولة و اكثرها وعيا و اصالة.
لقد نظر الإمام الحكيم في هذه اللوحة إلى الكون و الحياة فأقام إيمانه العميق باللّه على ذلك نظر إلى الليل و النهار القائمين على مسيرة مرتبة مذهلة أعلن عنها القرآن الكريم بقوله تعالى : {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40] من الذي رتب هذه المسيرة و ابدعها و قدرها بتلك الدقة المحيرة التي لا تتجاوز ما قدر لها قيد شعرة بل و لا قدر ثانية إنه اللّه الخالق العظيم الواهب للحياة ؛ و ذكر الإمام (عليه السلام) الفوائد الحياتية للانسان بمسيرة الليل و النهار فقد خلق تعالى الليل ليسكن فيه الانسان من حركات التعب و نهضات النصب و جعله تعالى لعباده لباسا ليلبسوا فيه الراحة و القوة , أما النهار فقد خلقه اللّه مبصرا و ضياء ليبتغي فيه الانسان من فضله تعالى و رزقه فيزرع أو يعمل أو يتجر و غير ذلك مما يدر عليه بالرزق لتستمر حياته على هذه الأرض التي يعيش عليها و لنستمع إلى قطعة أخرى من هذا الدعاء الشريف :
اللهم فلك الحمد على ما فلقت لنا من الإصباح و متعتنا به من ضوء النهار و بصرتنا من مطالب الأقوات و وقيتنا فيه من طوارق الآفات أصبحنا و أصبحت الأشياء كلها بجملتها لك سماؤها و أرضها و ما بثثت في كل واحد منهما ساكنه و متحركه و مقيمه و شاخصه و ما علا في الهواء ساكنة و متحركة و ما كنّ تحت الثرى أصبحنا في قبضتك يحوينا ملكك و سلطانك و تضمنا مشيئتك و نتصرف عن أمرك و نتقلب في تدبيرك ليس لنا من الأمر إلا ما قضيت و لا من الخير إلا ما أعطيت و هذا يوم حادث جديد و هو علينا شاهد عتيد إن احسنا و دعنا بحمد و إن أسأنا فارقنا بذم , اللّهم صل على محمد و آله و ارزقنا حسن مصاحبته و اعصمنا من سوء مفارقته بارتكاب جريرة أو اقتراف صغيرة أو كبيرة و أجزل لنا فيه من الحسنات و اخلنا فيه من السيئات و املأ لنا ما بين طرفيه حمدا و شكرا و اجرا و ذخرا و فضلا و احسانا اللهم يسر على الكرام الكاتبين مؤونتنا و املأ من حسناتنا صحائفنا و لا تخزنا عندهم بسوء أعمالنا اللهم اجعل لنا في كل ساعة من ساعاته حظا من عبادك و نصيبا من شكرك و شاهد صدق من ملائكتك اللّهم صل على محمد و آله و احفظنا من بين أيدينا و من خلفنا و عن أيماننا و عن شمائلنا و من جميع نواحينا حفظا عاصما عن معصيتك هاديا إلى طاعتك مستعملا لمحبتك , اللّهم صل على محمد و آله و وفقنا في يومنا هذا و ليلتنا هذه و في جميع أيامنا لاستعمال الخير و هجران الشر و شكر النعم و اتباع السنن و مجانبة البدع و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و حياطة الإسلام و انتقاص الباطل و اذلاله و نصرة الحق و اعزازه و ارشاد الضال و معاونة الضعيف و ادراك اللهيف , اللّهم صل على محمد و آله و اجعله ايمن يوم عهدناه و افضل صاحب صحبناه و خير وقت ظللنا فيه و اجعلنا من أرضى من مر عليه الليل و النهار من جملة خلقك أشكرهم لما أوليت من نعمك و أقومهم بما شرعت من شرائعك و أوقفهم عما حذرت من نهيك اللهم إني أشهدك و كفى بك شهيدا و أشهد سماءك و أرضك و من أسكنتهما من ملائكتك و سائر خلقك في يومي هذا و ساعتي هذه و ليلتي هذه و مستقري هذا اشهد أنك أنت اللّه الذي لا إله إلا أنت قائم بالقسط عدل في الحكم رءوف بالعباد مالك الملك رحيم بالخلق و أن محمدا عبدك و رسولك و خيرتك من خلقك حملته رسالتك فأداها و أمرته بالنصح لأمته فنصح لها اللّهم صل على محمد و آله أكثر ما صليت على أحد من خلقك و آته عنا أفضل ما آتيت من عبادك و أجزه عنا أفضل و أكرم ما جزيت أحدا من أنبيائك عن أمته إنك أنت المنان بالجسيم الغافر للعظيم و أنت ارحم من كل رحيم فصل على محمد و آله الطيبين الأخيار الأنجبين .
لقد تحدث الإمام (عليه السلام) في هذا المقطع عن خضوع جميع الأشياء لقدرة اللّه و ارادته فهو الذي يتصرف بها حسبما يشاء و أخذ بعد ذلك بالدعاء بالتوفيق لاستعمال الخير و هجران الشر و شكر النعم و اتباع السنن و مجانبة البدع و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و حياطة الإسلام و انتقاص الباطل و نصرة الحق و اعزازه و ارشاد الضال و معاونة الضعيف و ادراك اللهيف إلى غير ذلك من محاسن الأعمال و مكارم الأخلاق التي يسمو بها الانسان و قد انتقى الإمام في هذا الدعاء أجمل الالفاظ و أبلغها و من المؤكد أنه ليس في الكلام العربي بعد القرآن الكريم و نهج البلاغة ما هو أبلغ و أفصح من هذا الدعاء .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|