مقارنة اصناف القطن المصرية والامريكية في بلاد الشام

‏الأقطان تتقسم حسب الشعر إلى ما هو طويل أو متوسط أو قصير.. فالأصناف الطويلة الشعر: تحتاج إلى مناطق حارة كالعراق ومصر وجنوبي الولايات المتحدة الأمريكية.. والأصناف القصيرة تحتاج إلى أقاليم معتدلة لتنضج فيها وتنضج لوزاتها باكرا كبلاد الشام وتركية.

‏ولما كانت الأصناف المصرية من ذوات الشعر الطويل وفترة نموها مديدة قد تصل إلى 8 ‏- 9 ‏أشهر ولا تعيش إلا سقيا وفي درجة حرارة أكثر مما موجود في سوريا لا يناسبها إقليمها المعتدل وصيفها القصير. و أمطارها التي تتأخر في الربيع وتبكر في الخريف مما أثبتته التجارب التي عملت في السنين السابقة.

‏وانما تناسب إقليم سوريا الأصناف الأمريكية ذات الشعر والعمر القصيرين نسبيا ، ومنها: صنفا لونستار ولوكت اللذان اثبتا نجاحهما وجودة صفاتهما الزراعية  والتجارية وكذا صنف آكالا زوجه هو الناجح والمعتمد عليه في العراق وتركية منذ سنين عديدة.

‏على أنه لا يكفي الاعتماد على بذور الأصناف المذكورة وحدها ولا سيما على إبقائها عدة سنوات دون تحسين واصطفاء، يأخذ زراعنا بذورها من المحالج كيفما اتفق، غير ناظرين إلى منشئها وكيفية حفظها بل إلى رخص ثمنها فقط.

‏حتى ولا يكفى أن يجدد تجار هذه البذور ويجلبونها من أمريكا مباشره كل عام بل على المراكز الزراعية الحكومية المكلفة بالدراسات والتجارب الفنية أن تقوم بالتجارب على صنفي لونستار ولوكت وأكالا روجة المذكورة ولا تكتفي بها بل تستجلب أصنافا أمريكية أخرى مما يجدونه ويكتشفونه. المحطات الزراعية هناك، فتجربها في مناطقنا المختلفة البعلية والمسقوية للحصول على انسب صنف يوافق كل منطقة عندنا من حيث وفرة الغلة ومناسبة الجو والتربة وطول التيلة ومتانتها، ومقدار النفاية وصافي الحلج ... الخ، وأن تعمل على إكثار البذور التي يظهر صلاحها وتفوقها في حقول الاكثار على مقياس واسع لضمان حاجة المزارعين السوريين في كل منطقة من البذور النقية للاستغناء عن الاستيراد ‏من الخارج على غرار ما تعمله دوائر الزراعة في العراق ومصر.