أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2014
1688
التاريخ: 8-5-2016
1661
التاريخ: 21-04-2015
1754
التاريخ: 18-4-2016
2671
|
يقول الإمام علي (عليه السلام) في الخطبة (153) من نهج البلاغة :
" ومن لطائف صنعته وعجائب خلقته ، ما أرانا من غوامض الحكمة في هذه الخفافيش ، التي يقبضها الضياء الباسط لكل شيء ، ويبسطها الظلامُ القابض لكل حيّ ، وكيف عشيتْ أعينُها [العشا : ضعف البصر] عن أن تستمد من الشمس المضيئة نوراً ، تهتدي به في مذاهبها ، وتتصل بعلانية برهان الشمس الى معارفها . وردعها بتلالؤ ضيائها عن المُضيّ في سبحات إشراقها [أي درجاته وأطواره] ، وأكنها في مكانها عن الذهاب في بلج ائتلاقها [أي وضوح لمعانها] ، فهي مُسدلة الجفون بالنهار على أحداقها ، وجاعلة الليل سراجاً تستدل به في التماس أرزاقها ، فلا يردُّ أبصارها إسدافُ ظلمته ، ولا تمتنع من المضي فيه لغسق دُجنته [أي شدة ظلمته] . فإذا ألقتِ الشمس قناعها ، وبدت أوضاحُ نهارها ، ودخل من إشراق نورها على الضُباب [جمع ضب : وهو الحيوان المعروف] في وجارها [الوجار : بيت الحيوان] ، أطبقت الأجفان على مآقيها [جمع مأق : وهو طرف العين الأنسي من جهة الأنف] ، وتبلّغت [أي اكتفت] بما اكتسبت من فيء لم لياليها . فسبحان من جعل الليل لها نهاراً ومعاشاً ، والنهار سكناً وقراراً . وجعل لها اجنحة من لحمها تعرج بها عند الحاجة الى الطيران ، كأنها شظايا الآذان ، غير ذوات ريش ولا قصب ، إلا أنك ترى مواضع العروق بينة أعلاماً . لها جناحان لما يرقا فينشقا ، ولم يغلظا فيثقلا . تطير وولدها لاصقُ بها ، لاجئ إليها ؛ يقع إذا وقعتُ ، ويرتفع إذا ارتفعت ، لا يفارقها حتى تشتد أركانه ، ويحمله للنهوض جناحُه ، ويعرف مذاهب عيشه ومصالح نفسه . فسبحان البارئ لكل شيء على غير مثال خلا من غيره ".
ولقد أجاد الإمام (عليه السلام) في اختيار الحيوانات التي وصفها ، وفي مقدمتها الخفّاش ، الذي أودع الله فيه أسرارا عجيبة، وصفات غريبة. فهو الوحيد من الطيور الذي يلد ولا يبيض [ولذلك فإن آذنه ظاهرة في رأسه ] وهو من الحيوانات القليلة التي تنام في النهار وتصبو الى رزقها في الليل. وبما آن عينه كليلة لا ترى في النهار ولا في الليل، فقه ابدله الله عنها بحاسة اخرى نادرة الوجود ، مرتبطة بأذنه المرهفة ، وهي ما نسميه اليوم (الرادار) فالخفاش عند طيرانه في الليل يرسل ذبذبة من حنجرته فتنتشر في الفضاء، وتصطدم بالجسم القريب منه، ثم تنعكس فيلتقطها الخفاش بآذنه، ويستطيع بذلك معرفة جهتها وتمييز بعدها عنه ، فيغير من اتجاه طيرانه ويتجنب الاصطدام بها، كل هذه العملية تتم في اقل من الثانية.
ولبيان هذه الخاصة الفريدة للخفاش ، علق الباحثون في غرفة عدة اجراس بحبال مدلاة من السقف، والقوا في الليل بخفاش في الغرفة ، فكانوا يسمعون طيران الخفاش وصفراته ، دون آن يسمعوا دقة واحدة من اي جرس، مما يدل على آنه لا يصطدم باي حبل أثناء طيرانه المستمر في ظلمة الغرفة.
فسبحان من وزع اعجازه على مخلوقاته ، وذرآ آلاءه في أرجاء ارضه ، واجواء سماته .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|