أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
1940
التاريخ: 10-4-2016
6286
التاريخ: 8-4-2016
2630
التاريخ: 10-4-2016
1590
|
ان من المهم فحص المتهم وملابسه والجريح والمتوفى ومكان الحادث واتباع طريقة منتظمة في الفحص بحيث لا يهمل موضع دون فحص وان تثبت مواقع البقع المشتبه بكونها دموية على مخططات تعد لهذا الغرض أو أن تصور . تفحص الاثاث والجدران والابواب والنوافذ ومقابضها وما تحت الفرش والسرر والسجاد وان لا ينخدع الفاحص بالنظافة الظاهرة في المكان فكم من وقعة اتضح لنا وجود الدم في قعر بالوعة مغسلة نظيفة من الفخار الابيض أو في باطن مقبض خنجر مغسول بعد فك مقبضه حيث اتضح ان آثار الدم تسربت أثناء الغسل خلال بعض المناطق الانفصالية لخشبة المقبض . بعد الانتهاء من الفحص تؤخذ نماذج متعددة تحفظ داخل مغلفات منفردة توسم بأرقام متسلسلة ، ومن الخطأ خلط النماذج اذ لا يستبعد أن تكون النماذج المأخوذة من البقع الدموية المتباعدة ذات مصادر مختلفة ، وفي حالات خاصة نعلق أوراقاً حذاء التلوث الدموي يكتب فيها نفس الارقام المتسلسلة التي كتبت على مغلفات النماذج ثم تصور على أن يظهر الرقم المتسلسل في الصورة حذاء كل بقعة وبذلك يستطيع الحاكم فيما بعد أن يحصل على فكرة واضحة عن مواضع الدماء وطرز انتشارها في محل الحادث .عند العثور على بقع تحت أظافر متهم يشك انها دموية تغطس انامله في وعاء يحوي كمية كافية من الماء المقطر لاذابة البقع ثم يفحص النقيع مختبريا بحثا عن الدم .
مصدر البقع : - يختلف مصدر البقع الدموية فقد تكون من الانف أو المعدة او الصدر أو بسبب النفاس أو الاسقاط أو الطمث أو نتيجة نزف شرياني أو وريدي وكثيرا ما يطلب من الطبيب العدلي ابداء الرأي عن مصدرها وتمهيداً للاجابة ينبغي ملاحظة شكل البقع ولونها وطرز انتشارها ، فالنزف الشرياني ينبثق بقوة محدثا أقواسا متقطعة تنخفض تدريجيا وتنتهي في الغالب بمنطقة دموية واسعة تكون جوار الجثة وذلك عندما يسقط الجريح مغشيا عليه ثم يموت ، أما النزف الوريدي فغير متقطع ولونه داكن . تمثل بعضا البقع الناتجة عن مسح اليد المدماة أو الآلة الحادة الملوثة بالدم في الملابس أو في الحائط شكل النصل أو أصابع اليد كما أن أخمص القدم الملوث بالدم يترك انطباعا واضحا على الارض يمكن الاستفادة منه لتعقيب سير صاحب القدم ولمطابقة الاثر الدموي مع طبعة قدم أي منهم . تحدث النقط الدموية الساقطة عموديا بقعا دائرية مسننة الحافة يختلف مدى تسننها تبعا للعلو الذي سقطت منه قطرات الدم ، وان كان السقوط باتجاه مائل فتتكون بقع بيضية تتمادى ببروزات رفيعة تشير الى اتجاه الدم الساقط وكلما صغرت زاوية ميل سقوط الدم أزداد الشكل البيضي طولا . وفي وقائع عديدة شاهدناها أمكن بنتيجة فحص آثار الدماء معرفة مكان اقتراف الجريمة ونوع الآلة المستعملة وموضع الجاني وقت ارتكابها والحركات الارادية التي قام بها الجاني أو المعتدي عليه .
عمر البقعة : - يتعذر تقدير عمر البقعة الدموية بصورة دقيقة ومضبوطة بيد أن من الممكن ابداء رأي تقريبي استناداً الى التطور الذي يطرأ على الدم المنزوف .
تشخيص الدم : - لا يمكن تشخيص الدم استنادا الى مظهره الخارجي فلا بد من اللجوء الى بعض الفحوص المختبرية التي تكشف عنه وان مرت عليه عشرات السنين بشرط أن يكون محتفظا بطبيعته ولم يتعفن . تكشف الفحوص المختبرية النقاط التالية : -
أ- هل التلوث دموي المنشأ ؟ : - ان الاختبارات الخاصة بالكشف عن طبيعة الدم شديدة الحساسية بحيث يكشف بعضها عن دم محلول بنسبة 1-300000 أو حتى 1-1000000 ويكشف البعض الآخر عن دم محاول بنسبة 1-5000000 .
ب- هل الدم انساني أو حيواني المنشأ ؟ : يمكن التثبت من كون التلوث الدموي انساني او حيواني المنشأ حتى عندما يكون في محلول بنسبة 1-1000 كما ان الاختبارات الخاصة تثبت كونه يعود لحيوان معين أو لآخر .
جـ - المجموعات الدموية : يصنف الدم البشري الى مجموعات
أربعة : أ و ب و أ ب و . و يستند هذا التصنيف الى وجود مولد الضد او انعدامه في كريات الدم الحمراء واحتواء مصل الدم على أجسام ضدية أو انعدام وجودها ولا يمكن اعطاء دم من شخص لآخر بدون فحص مجموعتيهما الدمويتين والتأكد من أن لا مانع من عملية النقل من وجهة طيبة والا فالموت هو مصير من نقل اليه الدم .
اذا مزجت كريات حمراء تحوي مولد الضد مع مصلِ يحوي الاجسام الضدية ارتصت الكريات ببعضها مكونة كتلة واحدة ولذلك سميت مولدات الضد بمولدات الراصة والاجسام الضدية المقابلة لها بالراصات . وعليه يمكن تعيين مجموعة دم أي شخص باختبار ما يحويه مصله من راصات بعد مزج مقدار منه بكريات حمراء يعرف نوع مولدات الراصة التي فيها أو بأختبار ما تحويه الكريات من مولدات الراصة بعد مزج مقدار منها بمصولِ معروفة الراصة .تتولد مولدات الراصة في الكريات الحمراء خلال الحياة الجنينية وقد تتأخر أحياناً حتى أواخر دورة الحمل ، أما الراصات فتتولد بعد الولادة بفترة تتراوح بين عدة شهور الى سنة واحدة وتزداد في الوقت نفسه خلال هذه الفترة حساسية مولدات الراصة في الكريات . لقد تم اكتشاف المجموعات الدموية في سنة 1900 من قبل عالم نمساوي وفي سنة 1910 تبين لعالمين آخرين على أن - أ - على نوعين أ ا و أ 2 وتكون المجموعات الدموية حينئذ كالآتي : -
أ1 و أ2 أ1 ب و أ2 ب و ب و . وفي سنة 1927 اكتشفت مجموعة ثلاثية اخرى لا علاقة لها بالمجموعة الرباعية المنوه عنها فيما تقدم رمز لها بحرف م و ن و م وباكتشاف هذه المجموعة تبين ان كل شخص يحمل مجموعة أ مثلا أو ب أو أية مجموعة اخرى لابد وان يكون دمه من مجموعة م أو ن أو م ن . وفي سنة 1937 تبين ان الدم يصنف الى ر هـ ايجابي أو ر هـ سلبي وهكذا ازدادت مجموعات الدم وبازديادها تزداد الفائدة التحقيقية والاسعافية .
تبقى المجموعات الدموية في الانسان ثابتة طيلة حياته وكذلك في الدم المراق خارج الجسم ان لم يتلف كأن يتفسخ او يحرق علما بأن المجموعة الدموية لا تختلف باختلاف الجنس .
وراثة المجموعات الدموية : - يطلب الى الطبيب العدلي أحيانا ابداء الرأي العلمي في وقائع الاغتصاب وحالات الحبل الناتجة عنه ، كما قد يُستشار عند وقوع اختلاف بين عائلتين او أكثر على نسبة طفلٍ مخطوف أو متنازع عليه كما هو الحال عندما يختلط مع الآخرين في مستشفى الولادة مثلا ، فينبغي حينئذ فحص دم الوليد الزوجين (الرجل والمرأة) ولا يمكن ابداء أي رأي بدون ذلك يستحسن اجراء الفحص بعد اجتياز الوليد السنة الاولى من عمره .
مدى الاستفادة الطبية العدلية من المجموعات الدموية : - ان للمجموعات الدموية أهمية بالغة ففي كثير من الوقائع يمكن أفادة التحقيق وتقديم براهين علمية تساعد على كشف تضليل المتهم او المشتكي كما يتضح مما يلي : -
أ- تلوث آلة قاطعة بعدم بشري يدعي مالكها ، المتهم بجريمة ما ، ان التلوث حصل من دم نزف من يده بعد اصابة عارضية .
ب- تلوث باب غرفة دار سرقت بعض محتوياتها بدم بشري .
يشك بأنه من دم شخص متهم بالسرقة جرحت يده عند محاولته فتح الباب او كسر قفلها .
جـ - تلوث صندوق خشبي أو كيس من الجنفاص أو سيارة يدم بشري حصل عند نقل جثة قتيل من محل وقوع الجريمة الى محل آخر لغرض دفنها أو الالقاء بها كاملة او بعد تقطيعها في محل بعيد عن الانظار .
د- تلوث سيارة بدم بشري اتهم مالكها بدعس شخص ما وينكر هو مدعيا ان التلوث حصل بعد جرح يده عندما كان يحاول أصلاح عطلٍ فيها أو من دم جريح قام بنقله الى المستشفى لاسعافه .
هـ - تلوث منديل أو غطاء سرير أو قميص داخلي بدم بشري يشك بأنه حصل من دمٍ بعد ازالة بكارة بنت اغتصاباً .
ولإيضاح مدى الاستفادة نذكر المثال التالي على سبيل الايضاح لا الحصر :
عثر على خنجر في دار متهم بقتل آخر ، أفاد بعد استجوابه أن الدم الموجود على الخنجر كان قد حصل بعد جرح يده بصورة عارضية وان لا علاقة له بالقتل فتعين مجموعة دم الخنجر ودم المتهم ودم القتيل (يؤخذ انموذج من دم الجثة قبل ظهور التفسخ) ، فأن ظهر بنتيجة الفحص على ان مجموعة دم الخنجر (أ) ومجموعة دم المتهم (ب) فلا صحة لما ادعاه المتهم بصورة مطلقة اذ لو كان صحيحا لظهرت نتيجة فحص دم الخنجر مشابهة لنتيجة فحص دم المتهم ، ومن ناحية اخرى اذا أظهر الفحص ان دم القتيل من مجموعة (أ) فيمكن الاستفادة من النتيجة كقرينة تضاف الى الادلة التحقيقية ولا يمكن اعتبارها دليلا قطعيا اذ من الجائز أن تكون الآلة قد تلوثت بدم القتيل عندما طعن بها كما يجوز من ناحية اخرى ان تكون قد تلوثت بدم اي شخص آخر بشرط أن تكون مجموعة دمه من نفس مجموعة دم القتيل ولا يمكن ترجيح أحد الاحتمالين من وجهة علمية وعلى المحقق في هذه الحالة استنباط الادلة التحقيقية لتأييد رأي وتنفيذ الآخر .
ان الطريقة التي تتبع في الوقائع الطبية العدلية لغرض الاستفادة تحقيقيا من تثبيت المجموعات الدموية هي أن يصنف انموذج الدم أولا وفي حالة تشابه مجموعة مع آخر حسب المجموعة الرباعية كأن يظهر مثلا ان الخنجر ملوث بدم من مجموعة أ وان دم الجريح من نفس المجموعة اي - أ - فيصنف الدم تبعا للمجموعة الثلاثية فأن تبين بأن دم الخنجر من مجموعة م ودم الجريح من مجموعة ن فهذا يعني جزما بأن دم الخنجر يختلف عن دم الجريح . فأن ظهرت النتيجة متشابهة ايضا بالنسبة للمجموعة الثلاثية بالاضافة للرباعية فيصنف الدم حسب المجموعات الاخرى بيد انه ليس من المستبعد ان يستمر التشابه في كافة الحالات الامر الذي يضطر المحقق في النهاية الى الاستناد الى الادلة التحقيقية .يظهر مما تقدم بان اختلاف المجموعة الدموية يعتبر كدليل مؤكد على اختلاف منشأ الدم كما يعتبر التشابه كدليل احتمالي .ان من المفيد أن أذكر بأن عدد الفحوص المختبرية الخاصة بالكشف عن الدم وتعيين منشأه أخذ في الازدياد فقد كان العدد في العراق 346 خلال سنة 1958 ثم ارتفع بصورة مطردة فبلغ 554 خلال سنة 1964 أما في سنة 1966 فكان عدد 552 وعدد فحص المجاميع الدموية 116 وفي سنة 1969 بلغ 468 وعدد المجاميع 127 وفي سنة 1973 بلغ 626 وعدد المجاميع 166 وفي سنة 1975 انخفض العدد قليلاً فبلغ 528 وعدد المجاميع 122 . علما بأن هذه الفحوص تجري في معهد الطب العدلي - بغداد .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد 112 من مجلة حيدرة للفتيان
|
|
|