المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
صلاة الليل بإشارات القرآنية
2024-04-18
الائمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
2024-04-18
معنى الصد
2024-04-18
ان الذي يموت كافر لا ينفعه عمل
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملتان الحادية عشرة والثانية عشرة.
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملة الثالثة عشرة السنة الثامنة والثلاثون.
2024-04-18

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


طيبة ولاء أروى بنت الحارث  
  
2730   01:08 صباحاً   التاريخ: 5-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2، ص412-416
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

أروى بنت الحارث بن عبد المطلب من سيدات نساء المسلمين فى اقدامها وشجاعتها وحسن منطقها قد عرفت بالولاء والحب لأمير المؤمنين (عليه السلام) وفدت على معاوية فوجهت له سهاما من القول وعرضت في كلامها عن محنة أهل البيت (عليه السلام) وما لاقوه بعد النبي (صلى الله عليه واله) من المحن والبلاء وهذا نص كلامها : أنت يا ابن أخي لقد كفرت بالنعمة وأسأت لابن عمك الصحبة وتسميت بغير اسمك وأخذت غير حقك بغير بلاء كان منك ولا من آبائك في الإسلام ولقد كفرتم بما جاء به محمد (صلى الله عليه واله) فأتعس الله منكم الجدود وأصعر منكم الخدود حتى رد الله الحق الى أهله وكانت كلمة الله هي العليا ونبينا محمد (صلى الله عليه واله) هو المنصور على من ناوأه ولو كره المشركون فكنا أهل البيت أعظم الناس فى الدين حظا ونصيبا وقدرا حتى قبض الله نبيه (صلى الله عليه واله) مغفورا ذنبه مرفوعا درجته شريفا عند الله مرضيا فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم وصار ابن عم سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى حيث يقول :  يا ابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني  ولم يجمع بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) لنا شمل ولم يسهل لنا وعر وغايتنا الجنة وغايتكم النار .

وكان ابن العاص حاضرا فلسعه كلامها فاندفع قائلا : أيتها العجوز الضالة أقصري من قولك وغضي من طرفك .

فقات : ومن أنت لا أم لك؟

قال : عمرو بن العاص.

قالت : يا ابن اللخناء النابغة أتكلمني؟!! أربع على ضلعك وأعن بشأن نفسك فو الله ما أنت من قريش فى اللباب من حسبها ولا كريم منصبها ولقد ادعاك ستة من قريش كل واحد يزعم أنه أبوك ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة مع كل عبد عاهر فأتم بهم فانك بهم أشبه.

والتفت لها مروان بن الحكم فقال لها : أيتها العجوز الضالة ساخ بصرك مع ذهاب عقلك فلا تجوز شهادتك .

فانبرت إليه قائلة : يا بني أتتكلم؟ فو الله لأنت الى سفيان بن الحارث بن كلدة أشبه منك بالحكم وإنك لتشبهه فى زرقة عينيك وحمرة شعرك مع قصر قامته وظاهر دمامته ولقد رأيت الحكم ماد القامة ظاهر الأمة سبط الشعر وما بينكما من قرابة إلا كقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرب ؛ فاسأل أمك عما ذكرت لك فانها تخبرك بشأن أبيك إن صدقت .

ثم التفتت الى معاوية فقالت له : والله ما عرضني لهؤلاء غيرك وإن أمك هند القائلة فى يوم أحد في قتل حمزة رحمة الله عليه :

نحن جزيناكم بيوم بدر          والحرب يوم الحرب ذات سعر

ما كان عن عتبة لي من صبر      أبي وعمي وأخي وصهري

شفيت وحشي غليل صدري         شفيت نفسي وقضيت نذري

فأجبتها :

يا بنت رقاع عظيم الكفر            خزيت فى بدر وغير بدر

صبحك الله قبيل الفجر               بالهاشميين الطوال الزهر

بكل قطاع حسام يفري               حمزة ليثي وعلي صقري

فثار معاوية والتفت الى ابن العاص ومروان قائلا : ويلكما أنتما عرضتماني لها وأسمعتماني ما أكره .

ثم التفت إليها فقال لها : يا عمة اقصدي حاجتك ودعي عنك أساطير النساء .

قالت : تأمر لي بألفي دينار وألفي دينار وألفي دينار.

فقال : ما تصنعين بألفي دينار؟

قالت : أشتري بها عينا خرخاره في أرض خوارة تكون لولد الحارث ابن عبد المطلب.

فقال : نعم الموضع وضعتها فما تصنعين بألفي دينار؟

قالت : أزوج بها فتيان عبد المطلب من أكفائهم.

قال : نعم الموضع وضعتها فما تصنعين بألفي دينار؟

قالت : أستعين بها على عسر المدينة وزيارة بيت الله الحرام.

فقال : نعم الموضع وضعتها هي لك نعم وكرامة.

ثم التفت إليها بعد هذا العطاء الجزيل ليرى مدى اخلاصها لأمير المؤمنين قائلا : أما والله لو كان علي ما أمر لك بها!!

فقالت : صدقت إن عليا أدى الأمانة وعمل بأمر الله وأخذ به وأنت ضيعت أمانتك وخنت الله فى ماله فأعطيت مال الله من لا يستحقه وقد فرض الله في كتابه الحقوق لأهلها وبيّنها فلم تأخذ بها ودعانا علي الى أخذ حقنا الذي فرض الله لنا فشغل بحربك عن وضع الأمور في مواضعها وما سألتك من مالك شيئا فتمن به إنما سألتك من حقنا ولا نرى أخذ شيء غير حقنا أتذكر عليا فضّ الله فاك وأجاهد بلاءك؟.

ثم بكت وقالت راثيه لأمير المؤمنين :

ألا يا عين ويحك أسعدينا           ألا وابكي أمير المؤمنينا

رزينا خير من ركب المطايا     وفارسها ومن ركب السفينا

ومن لبس النعال أو احتذاها       ومن قرأ المثاني والمئينا

إذا استقبلت وجه أبي حسين       رأيت البدر راع الناظرينا

أمر لها معاوية بستة آلاف دينار فأخذتها وانصرفت وقد أراد معاوية بتكريمه لها استمالة قلبها وصرفها عن حب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد خاب سعيه فان من طبع على حب أمير المؤمنين والإخلاص إليه كيف يغيره المال؟ وتقلب عقيدته المادة وقد فاهت بهذا الشعور الطيب كريمة أبي الأسود الدؤلي فقد بعث معاوية حلوى هدية الى أبيها ليستميله عن حب أمير المؤمنين (عليه السلام) فتناولت ابنته قطعة من تلك الحلوى ووضعتها في فيها فقال لها أبوها :

 يا بنتي القيها فانها سم هذه حلواء أرسلها إلينا معاوية ليخدعنا عن أمير المؤمنين ويردنا عن محبة أهل البيت!! فلما سمعت بذلك انبرت الى أبيها تعرب له عن شعورها الطيب وعن مدى حبها لأمير المؤمنين قائلة : قبحه الله يخدعنا عن السيد المطهر بالشهد المزعفر تبا لمرسله وآكله!! ثم قاءت ما أكلته وأنشأت تقول :

أبا لشهد المزعفر يا ابن هند             نبيع عليك أحسابا ودينا

معاذ الله كيف يكون هذا                    ومولانا أمير المؤمنينا




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات