المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المطياف Spectroscopy
26-2-2022
كراهة التكفين بالكتان.
20-1-2016
موارد قطع الصلاة
31-10-2016
القرض
26-9-2016
المولى محمد جعفر المعروف بشريعتمدار
28-1-2018
اكاذيب واضاليل تبث في الجيش الكوفي
5-4-2016


[وصايا الامام زين العابدين لأبنائه]  
  
5972   03:09 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص56-59.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016 11724
التاريخ: 24/10/2022 1278
التاريخ: 31-3-2016 3520
التاريخ: 13-4-2016 3433

سلوك الإمام زين العابدين (عليه السلام) مع أبنائه قد تميز بالتربية الإسلامية الرفيعة لهم فغرس في نفوسهم نزعاته الخيرة و اتجاهاته الإصلاحية العظيمة و قد صاروا بحكم تربيته لهم من المع رجال الفكر و العلم و النضال في الإسلام فكان ولده الإمام محمد الباقر (عليه السلام) من أشهر ائمة المسلمين و من أكثرهم عطاء للعلم و هو صاحب المدرسة الفقهية الكبرى التي تخرج منها كبار الفقهاء و العلماء أمثال ابان بن تغلب و زرارة بن أعين و غيرهما ممن اضاءوا الحياة الفكرية في الإسلام عبد الله الباهر فقد كان من أبرز علماء المسلمين في فضله و سمو منزلته العلمية و قد روى عن أبيه علوما شتى و كتب الناس عنه ذلك‏ أما ولده زيد فقد كان من أجلّ علماء المسلمين و قد تخصص في علوم كثيرة كعلم الفقه و الحديث و التفسير و علم الكلام و غيرها و هو الذي تبنى حقوق المظلومين و المضطهدين و قاد سيرتهم النضالية في ثورته الخالدة التي نشرت الوعي السياسي في المجتمع الإسلامي و ساهمت مساهمة ايجابية و فعالة في الإطاحة بالحكم الأموي .

و زود الإمام زين العابدين (عليه السلام) أبناءه ببعض الوصايا التربوية التي هي خلاصة تجاربه في هذه الحياة لتكون منهجا يسيرون عليها و فيما يلي بعض وصاياه.

1- أوصى (عليه السلام) بعض ابنائه بهذه الوصية القيمة التي القت الأضواء على الأصدقاء و الأصحاب و الزمت بالاجتناب عمن يتصف منهم بالنزعات الشريرة خوفا من سريان العدوى و التلوث إلى من يصادقهم و هذا نص وصيته:

يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم و لا تحادثهم و لا ترافقهم في طريق فقال له ولده: من هم؟ قال (عليه السلام)  إياك و مصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد و يبعد لك القريب و إياك و مصاحبة الفاسق فإنه بايعك بأكلة أو أقل من ذلك و إياك و مصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله و أنت أحوج ما تكون إليه و إياك و مصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك و إياك و مصاحبة القاطع لرحمة فإني وجدته ملعونا في كتاب ‏اللّه .

إن مزاملة هؤلاء الأصناف تجر الويل و الخسران و تعود بالأضرار البالغة على من يصادقهم و ما أكثر هؤلاء الأصناف في المجتمع قديما و حديثا و ما اندر الأزكياء و الأصفياء الذين ينتفع بمصاحبتهم.

2- و من جملة وصاياه الرفيعة لأبنائه هذه الوصية الحافلة بالنصائح الجليلة و هذا نصها: يا بني اصبر على النائبة و لا تتعرض للحقوق و لا تجب أخاك إلى شي‏ء مضرته عليك اعظم من منفعته لك .

لقد أوصى الإمام الحكيم ولده بالصبر على النوائب و الأحداث التي تداهمه و عدم الانهيار أمامها فإن ذلك مما يؤدي إلى تماسك الشخصية و صلابتها كما أوصى (عليه السلام) بعدم التعرض و التعدي على حقوق الناس فإن ذلك اضمن لسلامة الشخص من الاعتداء عليه و مقابلته بالمثل كما أوصاه بعدم اجابة الصديق إلى أمر يعود عليه بالضرر و الخسران.

3- و من وصاياه لبعض أولاده هذه الوصية الرائعة و هي: يا بني إن اللّه لم يرضك لي فأوصاك بي و رضيني لك فحذرني منك و اعلم أن خير الآباء للأبناء من لم تدعه المودة إلى التفريط فيه و خير الأبناء للآباء من لم يدعه التقصير إلى العقوق له .

و حفلت هذه الوصية بالنقاط التالية:

أ- إن الأبناء لا يكنون في أعماق نفوسهم لآبائهم من المودة و العطف مثل ما يكنه الآباء لهم و لذلك أكد تعالى في غير آية من كتابه المجيد بلزوم رعايتهم و طاعتهم.

ب- إن اللّه تعالى حذر الآباء من أبنائهم من مصادر الفتنة و الشقاء لهم.

ج- إن التربية الناجحة للأبناء هي أن لا يفرط الآباء بالمودة و الحنان لهم فإن ذلك مما يؤدي إلى ضعف شخصية الطفل و عدم استطاعته على الصمود أمام الأحداث و قد أكد هذه الظاهرة علماء التربية و النفس.

د- إن أفضل الأبناء هم الذين يقومون بخدمة آبائهم و الإحسان إليهم و بذلك يخرجون من حدود التقصير و العقوق لهم.

4- و من وصاياه القيمة هذه الوصية التي خص بها ولده الإمام الباقر (عليه السلام) و قد حذره فيها من مصاحبة الأحمق و قد جاء فيها: يا بني إياك من مصاحبة الأحمق أو تخالطه و اهجره و لا تحادثه فإن الأحمق هجنة عياب غائبا كان أو حاضرا إن تكلم فضحه حمقه و إن سكت قصر به عيه و إن عمل أفسد و إن استرعى اضاع لا علمه من نفسه يغنيه و لا علم غيره ينفعه و لا يطيع ناصحه و لا يستريح مقارنه تود أمه أنها ثكلته و امرأته انها فقدته و جاره بعد داره و جليسه الوحدة من مجالسته إن كان اصغر من في المجلس أعنى من فوقه و إن كان أكبرهم أفسد من دونه .

لقد عرض الإمام (عليه السلام) إلى لزوم الابتعاد عن الأحمق و ذلك لما في الاتصال به من المضاعفات السيئة التي تجر الويل و العطب و قد أدلى (عليه السلام) بعيوب الأحمق و نقائصه.

5- و من وصاياه الرائعة التي نصح بها ابناءه هذه الوصية: جالسوا أهل الدين و المعرفة فإن لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس و اسلم فإن ابيتم إلا مجالسة الناس فجالسوا أهل المروءات فإنهم لا يزمتون في مجالسهم .

هذه بعض وصاياه التربوية لأبنائه و قد وضع فيها المناهج السليمة لسلوكهم و مسيرتهم في هذه الحياة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.