المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المحفزات الضوئية النانوية
2023-12-03
الآلية التحفيزية للإنزيم
2023-11-21
الات الحصاد الميكانيكية (المحشات)
18-2-2018
معنى الكيل
2024-07-15
Exocytosis
18-10-2015
آلية تدوير الشحنة الكهربائية ضمن الفضاء البروتوني في نواة الذرة
2023-10-21


الحياة الاقتصادية بؤس المسلمين وترف الامويين  
  
2766   03:28 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص407-408.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2016 2830
التاريخ: 2-4-2016 3028
التاريخ: 2-4-2016 2982
التاريخ: 2-4-2016 2705

الحياة الاقتصادية في عصر الإمام زين العابدين (عليه السلام) كانت مشلولة و مضطربة إلى أبعد الحدود فقد تدهورت الزراعة التي هي العمود الفقري للاقتصاد العام في ذلك العصر و ذلك بسبب الفتن و الاضطرابات الداخلية و اهمال الدولة لمشاريع الري و ما يوجب اصلاح الأرض و قد نجم عن ذلك شيوع مجاعات عامة عرض لها المؤرخون كما ارتفعت أسعار السلع و قد خلت أكثر البيوت من حاجات الحياة و اصبحت بطون الناس طاوية و أجسامهم عارية و قد صور شاعر أسدي‏  سوء حياته الاقتصادية و ما فيه من بؤس و شقاء بقصيدة يمدح بها بعض نبلاء الكوفة طالبا منه أن يسعفه بمعروفه و بره اسمعوا ما يقول :

يا أبا طلحة الجواد أغثني‏                   بسجال من سيبك المعتوم‏

أحي نفس- فدتك نفسي- فإني‏             مفلس قد علمت ذاك قديم‏

أو تطوع لنا بسلف دقيق‏                   أجره- إن فعلت ذاك- عظيم‏

قد علمتم- فلا تقاعس عني-               ما قضى اللّه في طعام اليتيم‏

ليس لي غير جرة و اصيص‏               و كتاب منمنم كالوشوم‏

و كساء أبيعه برغيف‏             قد رقعنا خروقه بأديم‏

و أكاف أعارنيه نشيط             و لحاف لكل ضيف كريم‏

أ رأيتم هذا التملق و الاستعطاف من هذا الشاعر البائس الذي نهشه الفقر و الحرمان؟ لقد أماته الجوع و يطلب أن يسعفه هذا الكريم بالطعام ليحيي نفسه و ذكر ما يملكه من أثاث بسيط كان به في منتهى البؤس و الفقر , و كانت عامة الشعوب الإسلامية تعيش حياة بائسة لا تعرف السعة و الرخاء و قد تحول الاقتصاد العام إلى جيوب الأمويين و عملائهم .

و انغمس الأمويون بالنعم و الترف فكان فتيانهم يرفلون في القوهي‏ و العرشي كأنهم الدنانير الهرقلية و كان عمر بن عبد العزيز يلبس الثوب بأربعمائة دينار و يقول: ما أخشنه‏ و روى هارون بن صالح عن أبيه قال: كنا نعطي الغسال الدراهم الكثيرة حتى يغسل ثيابنا في أثر ثياب عمر بن عبد العزيز من كثرة الطيب - يعني المسك- الذي فيها و كان مروان بن ابان بن عثمان يلبس سبعة أقمص كأنها درج بعضها أقصر من بعض و فوقها رداء عدني بألفي درهم‏  و قد ذكر المؤرخون نوادر كثيرة من ترفهم و تلاعبهم باقتصاد الأمة و ثرواتها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.