المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Measles
22-2-2016
السيطرة على التحلل الحيوية Decay Biocontrol
11-1-2018
Serial decimal dilution of the sample
13-3-2016
إستراتيجيات التغيير المطلوبة في العمل التطوعي المحلي
28-7-2016
لا تدركه الابصار
8-10-2014
الاغراء والتحذير
21-10-2014


حلم الامام السجاد  
  
8729   04:22 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص77-79.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

الحلم من صفات الأنبياء و المرسلين و هو من أجل صفات‏ الإنسان و أميزها لأنه ينم عن سيطرة الإنسان على نفسه و عدم خضوعه لأية نزعة من نزعات الغضب و الانتقام و قد عرفه الجاحظ بقوله : إنه ترك الانتقام عند شدة الغضب مع القدرة على ذلك و كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) من أعظم الناس حلما و أكظمهم للغيظ و قد ذكر الرواة و المؤرخون بوادر كثيرة من حلمه كان منها ما يلي:

1- كانت له جارية تسكب في يديه الماء إذا أراد الوضوء للصلاة فسقط الابريق من يدها على وجهه الشريف فشجه فبادرت الجارية قائلة:  إن الله عز و جل يقول: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: 134].

و أسرع الإمام قائلا: كظمت غيظي .

و طمعت الجارية في حلم الإمام و نبله فراحت تطلب منه المزيد قائلة: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134].

فقال لها الإمام برفق و لطف: عفا الله عنك .

و أسرعت الجارية قائلة: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134] , و قابلها الإمام بمزيد من اللطف و الإحسان قائلا: اذهبي فأنت حرة .

2- و من بوادر حلمه أن و غدا لئيما استقبله بالسب و الشتم بلا سبب فقابله الإمام باللطف قائلا له: يا فتى إن بين أيدينا عقبة كئودا فإن جزت منها فلا أبالي بما تقول و إن أتحير فيها فأنا شر مما تقول .

لقد كان الإمام مشغولا بعواطفه و مشاعره نحو الله و الفزع من أهوال دار الآخرة التي لا ينجو فيها إلا المتقون و لم يزعجه هذا الهراء الذي ينم عن نفس قد خسرت الأخلاق و الآداب.

3- و من آيات حلمه انه خرج من المسجد فسبه رجل فأسرع إليه الناس للانتقام منه فنهاهم (عليه السلام)  عن ذلك و أقبل عليه قائلا: ما ستره الله عنك أكثر أ لك حاجة نعينك عليها؟ .

و خجل الرجل و ود أن الأرض قد ساخت به و لما نظر إليه الإمام أشفق عليه فألقى إليه خميصة كانت عليه و أمر له بألف درهم و قد قلع بذلك من نفس الرجل نزعة الاعتداء على الناس بغير حق و أعاده إلى طريق الحق و الرشاد فكان إذا رأى الإمام بادر إليه قائلا: إنك من أولاد الأنبياء .

4- و ظاهرة أخرى من حلم الإمام أن لئيما اعتدى عليه فسبه فأشاح (عليه السلام) بوجهه عنه فانتفخت أوداج اللئيم و راح يقول له: إياك أعني .

و أسرع الإمام قائلا: و عنك أغضي .

و تركه الإمام و انصرف عنه و لم يقابله بالمثل‏ و قد تميز الرجل غيظا و غضبا.

5- و من عظيم حلمه أن رجلا افترى عليه و بالغ في سبه فقال (عليه السلام)  له:  إن كنا كما قلت فنستغفر الله و إن لم نكن كما قلت فغفر الله لك .

و بهت الرجل و راح يعتذر من الإمام قائلا: جعلت فداك ليس كما قلت أنا فاغفر لي , فقابله الإمام ببسمات مقرونة بالرضا و العفو قائلا: غفر الله لك .

و انصرف الرجل و كله إعجاب و إكبار للإمام و هو يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته فيمن يشاء .

6- و نادرة أخرى من حلمه فقد كان رجل من آل الزبير اعتدى عليه شخص فسبه فأعرض عنه فلما انصرف الرجل قام الزبيري فجعل يسب الإمام و يفتري عليه و الإمام ساكت لم يجبه فقال له الزبيري: ما يمنعك من جوابي؟.

فقال له الإمام برفق و لطف: ما منعك من جواب الرجل‏ .

هذه بعض النوادر التي ذكرها المؤرخون من حلمه و هي تكشف عن طاقات غير متناهية من الفضائل الماثلة فيه و التي رفعته إلى أعلى درجات الكمال الإنساني.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.