المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



تأريخ علوم القرآن  
  
1950   03:22 مساءً   التاريخ: 17-10-2014
المؤلف : محمد باقر الحكيم
الكتاب أو المصدر : علوم القرآن
الجزء والصفحة : ص21-22 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

كان الناس على عهد النبي (صلّى الله عليه وآله) يسّمعون إلى القرآن ، ويفهمونه بذوقهم العربيّ الخالص ، ويرجعون إلى الرسول (صلّى الله عليه وآله) في توضيح ما يشكل عليهم فهمه ، أو ما يحتاجون فيه إلى شيءٍ من التفصيل والتوسّع.

فكانت علوم القرآن تُؤخذ وتُروى عادةً بالتّلقين والمشافهة ، حتّى مضت سنون على وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله)  ، وتوسّعت الفتوحات الإسلامية ، وبدرت بوادر تدعو إلى الخوف على علوم القرآن ، والشعور بعدم كفاية التّلقّي عن طريق التّلقين والمشافهة ، نظراً إلى بُعد العهد بالنبي نسبيّاً ، واختلاط العرب بشعوبٍ أُخرى ، لها لغاتها وطريقتها في التكلّم والتفكير ، فبدأت لأجل ذلك حركة ، في صفوف المسلمين الواعين لضبط علوم القرآن ، ووضع الضمانات اللاّزمة لوقايته وصيانته من التحريف.

وقد سبق الإمام علي (عليه السلام) غيرَه في الإحساس بضرورة اتخاذ هذه الضمانات ، فانصرف عُقيب وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله) مباشرةً إلى جمع القرآن.

ففي (الفهرست) لابن النديم (1) ، أنّ عليّاً (عليه السلام) حين رأى من الناس عند وفاة النبي ما رأى ، أقسم أنّه لا يضع عن عاتقه رداءه حتّى يجمع القرآن ، فجلس في بيته ثلاثة أيّام ، حتّى جمع القرآن ، وسيأتي البحث عن ذلك في البحث عن جمع القرآن.

وما نقصده الآن من ذلك ، أنّ الخوف على سلامة القرآن ، والتفكير في وضع الضمانات اللاّزمة ، بدأ في ذهن الواعين من المسلمين ، عُقيب وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله)  ، وأدّى إلى القيام بمختلف النشاطات ، وكان من نتيجة ذلك (علوم القرآن) ، وما استلزمته من بحوثٍ وأعمال.

وهكذا كانت بدايات علوم القرآن ، وأُسسها الأُولى على يد الصحابة والطليعة من المسلمين في الصدر الأوّل ، الذين أدركوا النتائج المترتّبة للبُعد الزمني عن عهد النبي (صلّى الله عليه وآله) والاختلاط مع مختلف الشعوب.

فأساس علم إعراب القرآن وُضِع تحت إشراف الإمام علي (عليه السلام) ، إذ أمر بذلك أبا الأسود الدؤلي وتلميذه يحيى بن يعمر العدواني ، رائدي هذا العلم والواضعين لأساسه؛ فإنّ أبا الأسود هو : أوّل من وضع نقط المصحف.

وتُروى قصّة في هذا الموضوع ، تُشير إلى شدّة غيرته ، على لغة القرآن ، فقد سمع قارئاً يقرأ قوله تعالى :

{... أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ...} [التوبة : 3] بجر اللاّم من كلمة (رسوله) فأفزع هذا اللّحن أبا الأسود الدؤلي ، وقال :

عزَّ وجه الله أن يبرأ من رسوله ، فعزم على وضع علامات معينّة تصون الناس في قراءتهم من الخطأ ، وانتهى به اجتهاده إلى أن جعل علامة الفتحة نقطةً فوق الحرف ، وجعل علامة الكسرة نقطةً أسفله ، وجعل علامة الضمة نقطةً بين أجزاء الحرف ، وجعل علامة السكون نقطتين (2).
_________________________

(1) كتاب الفهرست لابن النديم : 30 بتصرّف ، طبعة طهران.

(2) سِيَر أعلام النبلاء 4 : 81 ـ 83 للذهبي.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .