أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-02-2015
3014
التاريخ: 2023-06-07
1113
التاريخ: 2024-09-01
269
التاريخ: 2024-06-27
561
|
كان الناس على عهد النبي (صلّى الله عليه وآله) يسّمعون إلى القرآن ، ويفهمونه بذوقهم العربيّ الخالص ، ويرجعون إلى الرسول (صلّى الله عليه وآله) في توضيح ما يشكل عليهم فهمه ، أو ما يحتاجون فيه إلى شيءٍ من التفصيل والتوسّع.
فكانت علوم القرآن تُؤخذ وتُروى عادةً بالتّلقين والمشافهة ، حتّى مضت سنون على وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وتوسّعت الفتوحات الإسلامية ، وبدرت بوادر تدعو إلى الخوف على علوم القرآن ، والشعور بعدم كفاية التّلقّي عن طريق التّلقين والمشافهة ، نظراً إلى بُعد العهد بالنبي نسبيّاً ، واختلاط العرب بشعوبٍ أُخرى ، لها لغاتها وطريقتها في التكلّم والتفكير ، فبدأت لأجل ذلك حركة ، في صفوف المسلمين الواعين لضبط علوم القرآن ، ووضع الضمانات اللاّزمة لوقايته وصيانته من التحريف.
وقد سبق الإمام علي (عليه السلام) غيرَه في الإحساس بضرورة اتخاذ هذه الضمانات ، فانصرف عُقيب وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله) مباشرةً إلى جمع القرآن.
ففي (الفهرست) لابن النديم (1) ، أنّ عليّاً (عليه السلام) حين رأى من الناس عند وفاة النبي ما رأى ، أقسم أنّه لا يضع عن عاتقه رداءه حتّى يجمع القرآن ، فجلس في بيته ثلاثة أيّام ، حتّى جمع القرآن ، وسيأتي البحث عن ذلك في البحث عن جمع القرآن.
وما نقصده الآن من ذلك ، أنّ الخوف على سلامة القرآن ، والتفكير في وضع الضمانات اللاّزمة ، بدأ في ذهن الواعين من المسلمين ، عُقيب وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وأدّى إلى القيام بمختلف النشاطات ، وكان من نتيجة ذلك (علوم القرآن) ، وما استلزمته من بحوثٍ وأعمال.
وهكذا كانت بدايات علوم القرآن ، وأُسسها الأُولى على يد الصحابة والطليعة من المسلمين في الصدر الأوّل ، الذين أدركوا النتائج المترتّبة للبُعد الزمني عن عهد النبي (صلّى الله عليه وآله) والاختلاط مع مختلف الشعوب.
فأساس علم إعراب القرآن وُضِع تحت إشراف الإمام علي (عليه السلام) ، إذ أمر بذلك أبا الأسود الدؤلي وتلميذه يحيى بن يعمر العدواني ، رائدي هذا العلم والواضعين لأساسه؛ فإنّ أبا الأسود هو : أوّل من وضع نقط المصحف.
وتُروى قصّة في هذا الموضوع ، تُشير إلى شدّة غيرته ، على لغة القرآن ، فقد سمع قارئاً يقرأ قوله تعالى :
{... أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ...} [التوبة : 3] بجر اللاّم من كلمة (رسوله) فأفزع هذا اللّحن أبا الأسود الدؤلي ، وقال :
عزَّ وجه الله أن يبرأ من رسوله ، فعزم على وضع علامات معينّة تصون الناس في قراءتهم من الخطأ ، وانتهى به اجتهاده إلى أن جعل علامة الفتحة نقطةً فوق الحرف ، وجعل علامة الكسرة نقطةً أسفله ، وجعل علامة الضمة نقطةً بين أجزاء الحرف ، وجعل علامة السكون نقطتين (2).
_________________________
(1) كتاب الفهرست لابن النديم : 30 بتصرّف ، طبعة طهران.
(2) سِيَر أعلام النبلاء 4 : 81 ـ 83 للذهبي.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|