نماذج من الإسرائيليات في التفسير : قصّة النبي سليمان (عليه السلام) |
10664
05:37 مساءاً
التاريخ: 22-3-2016
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2014
2295
التاريخ: 8-3-2021
2486
التاريخ: 2-02-2015
2330
التاريخ: 10-10-2014
1502
|
قال تعالى : {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص : 30 - 33] .
روى السيوطي عدّة روايات في تفسير هذه الآيات ملخّصها : أنّ سليمان (عليه السلام) عرضت عليه الخيل فاشتغل بها عن الصلاة ، فقال : واللّه لا تشغلني عن عبادة اللّه تعالى جرّها عليّ ، فكشف عراقيبها وضرب أعناقها .
ثمّ ذكر عدّة روايات في صفات الخيل أنّها كانت ذات أجنحة اخرجت له من البحر لم تكن لأحد قبله ولا بعده ، وأنّها كانت عشرين ألف فرس ذات أجنحة فعقرها ، إذ قطع سوقها وأعناقها بالسيف . . .!
وعن كعب في قوله : {حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ} قال : حجاب من ياقوت أخضر محيط بالخلائق فمنه اخضرّت السماء الّتي يقال لها السماء الخضراء ، واخضرّ البحر من السماء فمن ثمّ يقال : البحر الأخضر!! «1» .
ويلاحظ في الروايات امور لا تليق بمقام الأنبياء ، إذ كيف يأمر نبي بقطع رقاب الخيل ، وهي لا ذنب لها سواء كانت أربعة عشر كما في بعض الروايات أو عشرين ألفا- في روايات أخرى- وهو ممّا لا يمكن تصوّره ، والروايات عن كعب الأحبار ، وهو ممّن اشتهرت عنه الاسرائيليات .
رأي المفسّرين الشيعة فيها :
عبّر صاحب الميزان عن خلاصة آراء المفسّرين الشيعة في تلك الروايات مبتدئا برأي صاحب مجمع البيان ، وروايته عن علي (عليه السلام) في نفي رأي كعب الّذي ذكره ابن عباس ، وينتهي الطباطبائي بالرأي إلى أنّ هذه الرواية من الإسرائيليات ، الّتي لعبت بها أيدي الوضع ، فممّا قال :
«في المجمع في قوله تعالى : {فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي . . . }، قيل : إنّ هذه الخيل كانت شغلته عن صلاة العصر حتّى فات وقتها ، عن علي (عليه السلام) ، وفي رواية أصحابنا أنّه فاته أوّل الوقت .
وفيه قال ابن عباس : سألت عليّا عن هذه الآية فقال : ما بلغك فيها يا ابن عباس؟
قلت : سمعت كعبا يقول : اشتغل سليمان بعرض الأفراس حتّى فاتته الصلاة ، فقال :
ردوها عليّ يعني الأفراس وكانت أربعة عشر فأمر بضرب سوقها وأعناقها بالسيف فقتلها فسلبه اللّه ملكه أربعة عشر يوما لأنّه ظلم الخيل بقتلها .
فقال عليّ : كذب كعب ، لكن اشتغل سليمان بعرض الأفراس ذات يوم لأنّه أراد جهاد العدوّ ، حتّى توارت الشمس بالحجاب فقال بأمر اللّه للملائكة الموكلين بالشمس : ردّوها علي فردّت فصلّى العصر في وقتها ، وإن أنبياء اللّه لا يظلمون ولا يأمرون بالظلم لأنّهم معصومون مطهّرون» .
ثمّ علّق الطباطبائي على الروايات قائلا : «وأمّا عقره الخيل وضربه أعناقها بالسيف فقد روي من طرق أهل السنّة وأورده القمي في تفسيره وكأنّها تنتهي إلى كعب الأحبار كما في رواية ابن عباس المتقدمة ، وكيف كان فلا يعبأ بها كما تقدّم . . .» .
وأشار إلى ما في الروايات من إغراق وقال :
«ومثل هذه الروايات أعاجيب من القصص رووها في قوله تعالى : {وأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً } . . .
وما روي أنّه قال يوما : لأطوفنّ اللّيلة بمائة امرأة من نسائي . . .
وما روي في روايات كثيرة تنتهي في عدّة منها إلى ابن عباس ، وهو يصرّح في بعضها أنه أخذه عن كعب أن ملك سليمان كان في خاتمه فتخطفه شيطان منه ، فزال ملكه وتسلّط الشيطان على ملكه أيّاما ، ثمّ أعاد اللّه الخاتم إليه فعاد إلى ما كان عليه من الملك ، وقد أوردوا في القصّة امورا ينبغي أن تنزّه ساحة الأنبياء عن ذكرها فضلا عن نسبتها إليهم .
فهذه كلّها ممّا لا يعبأ بها على ما تقدمت الاشارة إليه وإنّما هي ممّا لعبت بها أيدي الوضع» «2» .
______________________
(1)- الدرّ المنثور/ ج 7/ ص 177 .
(2)- الميزان/ ج 17/ ص 207- 208 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|