تكون وتمايز الجسيدات 

بعد ان تمر خلايا الأديم المتوسط لجنين الدجاج عبر الخط البدائي فإنها تنقل بالاتجاه الجانبي , مستخدمة السطوح الداخلية للأرومة العلوية والأرومة السفلية للاستناد والتوجيه . إن الأديم المتوسط الذي تشكل حديثا هو عبارة عن طبقة مستمرة سماكتها عدة خلايا . والخلايا التي ستعطى الجسيدات تشكل شريطين خلويين غليظين , يمتدان طوليا على جانبي الأنبوب العصبي والحبل الظهري . وتلتصق خلايا بداءة الجسيدات بالصفيحة العصبية التي تقع فوقها .

الشكل (1) البنية العامة الجنين الفقاريات العليا

ومع تراجع عقدة هنسن يتشكل الانثناءان العصبيان وتبدأ خلايا الأديم المتوسط بالانفصال عن الظهارة العصبية مشكلة الأشفاع المتسلسلة من الجسيدات التي يشبه كل منها ((لبنة القرميد)) غير أن مقطعها العرضي يكون مثلثا . ولقد وجد بعض الباحثين ان هناك تلازما بين تراجع عقده هنسن وبداية تشكل الجسيدات . وتتشكل الجسيدات بشكل متسلسل من الأمام نحو الخلف خلال فواصل زمنية متساوية .

وتبقى آلية تقطع الجسيدات غير معروفة . ويقترح البعض أن هذا الأمر يتم بتأثير تحريضي من عقدة هنسن والحبل الظهري او الصفيحة العصبية . ويتصور بعض الباحثين أن الأديم المتوسط غير المتقطع على طرفي الحبل الظهري يحمل علامات أولية للجسيدات . وهذه تتحقق فيما بعد عن طريق التأثير التمايزي الذي يحدثه تراجع عقدة هنسن .

وتأخذ الجسيدات في بداية تشكلها البنية المميزة للظهارة  فكل جسيدة تكون محاطة بالصفيحة القاعدية , أما السطوح القمية للخلايا التي تحيط بالجوف المركزي للجسيدة فترتبط مع بعضها باتصالات محكمة .

وتعكس التغيرات الشكليائية الكبيرة التي تلي في الجسيدة التأثير التحريضي للحبل الظهري والأنبوب العصبي , فنتيجة لهذا التحريض تبدأ خلايا الحظ المتوسط البطني لجدار الجسيدات بالتكاثر بنشاط وتفقد البنية المميزة للظهارة وتتحول الى نسيج متوسط ثانوي ويطلق على هذا الجزء من الجسيدة اسم القطعة الصلبة Sclerotome   تنتقل هذه الخلايا مباشرة بتركيب كميات كبيرة من كبريتات الكوندروئتين , وغيرها من المواد المميزة للمادة الأساسية للغضروف . وفي نهاية المطاف يتشكل من خلايا القطعة الصلبة الفقرات والأضلاع ولوح الكتف.

ولقد تم تجريبا إيضاح الدور التحريضي للحبل الظهري والأنبوب العصبي , فإذا تم استئصال هذا البنى من الأجنة في مراحل التكون المبكرة فإن تمايز الخلايا الغضروفية من الجسيدات لا يحدث و غير ان بعض المعيطات تشير الى أن خلايا القطعة الصلبة تركب المواد المميزة للغضروف بكميات قليلة قبل حدوث التأثير التحريضي . ويسود الاعتقاد حاليا أن هذه العملية التحريضية يشارك فيها – كعوامل محرضة – مختلف أشكال الكولاجين وعديدات السكريد المخاطبة .

وبعد أن تهاجر خلايا القطعة الصلبة من الجسيدة فإن الخلايا التي كانت تقع فوق القطعة الصلبة في الزاوية الظهرية الجانبية الأنسية تعطي القطعة العضلية Myotomes  وما تبقى من خلايا الجسيدة يعطى القطعة الأدمية Dermatan  . وتشير تجارب وشم  الخلايا الى ان القطعة العضلية تعطي عضلات جدار الجسم والأطراف , أما القطعة الأدمية فتعطي في معظم قسم الجلد الواقع تحت البشرة .

المصدر

الدين ، حسن ناصر . مقدمة في علم الجنين .جامعة ناصر – كلية العلوم – قسم علوم الحياة.