أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2016
2462
التاريخ: 2024-09-02
352
التاريخ: 20-10-2014
5360
التاريخ: 18-8-2021
2490
|
مقا- أين : يدلّ على الإعياء وقرب الشيء. أمّا الأوّل فالأين الإعياء ، ويقال لا يبنى منه شيء (فعل) ، وقد قالوا آن يئين أينا. وأمّا القرب : فقالوا آن يئين أينا. وأمّا الحيّة الّتي تدعى الأين : فذلك إبدال والأصل الميم.
مصبا- آن يئين أينا مثل حان وزنا ومعنى ، فهو آئن ، وقد يستعمل على القلب فيقال أنى يانى مثل سرى يسرى ، وفي التنزيل : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحديد : 16]. وآن يئين أينا : تعب فهو آئن. واين : ظرف مكان يكون استفهاما ، فإذا قيل أين زيد لزم الجواب بتعيين مكانه. ويكون شرطا أيضا ويزاد ما فيقال أينما تقم أقم. وأيّان في تقدير فعّال ، وجاز أن يكون في تقدير فعلان ، وهو سؤال عن الزمان ، وهو بمعنى متى وأي حين ، وفي أين وأيّان عموم البدل ، وهو نسبة الى جميع مدلولاته لا عموم الجمع إلّا بقرينة.
صحا- أين : لا يبنى منه فعل ، وقد خولف فيه ، والأين : الحيّة مثل الأيم.
وآن أينك. وآن آنك : حان حينك ، وآن لك أن تفعل كذا يئين أينا : حان ، مثل أَنّٰي لَكِ* وهو مقلوب منه. وأين سؤال عن مكان ، وأيّان معناه أي حين وهو سؤال عن زمان مثل متى- {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} [الأعراف : 187] *. والآن اسم للوقت الّذى أنت فيه ، وهو اسم غير متمكّن وقع معرفة ، ولم تدخل عليه الألف والّلام للتعريف.
لسا- آن الشيء أينا : حان ، لغة في أنى ، وليس بمقلوب عنه لوجود المصدر. وقالوا الآن فجعلوه اسما لزمان الحال.
كليا- أيّان : يسأل به عن الزمان المستقبل ، ولا يستعمل إلّا فيما يراد تفخيم أمره وتعظيم شأنه ، نحو { أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} [القيامة : 6].
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو القرب بعد التعب والكلّ والعجز ، فمعنى الإعياء محفوظ في ضمن القرب ، يقال آن له الأمر أى قرب الأمر واختتم زمان التعب وانتهى الكلّ والعجز ، وإطلاقها على معنى الأعياء باعتبار انقضائه وقرب النجاة.
وهذه الخصوصيّة منظورة في جميع مشتقّات هذه المادّة ، مع اعتبار خصوصيّات اخر في كلّ صيغة بحسب هيئتها. وبلحاظ هذه الخصوصيّة تمتاز هذه المادّة عن مادّة- أون ، أنى ، قرب ، تعب.
أين : { أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [القصص : 62] * ، {يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} [القيامة : 10] ، {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ } [التكوير : 26 ، 27] ، {أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام : 22].
ففي هذه الآيات الكريمة يسأل عن الشركاء والطريقة المنجية بعد ابتلائهم وضلالتهم وانحرافهم وتعبهم.
أيّان : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} [الأعراف : 187] * ، {وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النحل : 21] * ، { يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ } [الذاريات : 12] ، {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ } [القيامة : 6].
وفي هذه الآيات الشريفة يسأل عن الساعة ويوم البعث والقيامة بعد أن طال انتظارهم وامتدّ تحيّرهم وضلالهم واشتدّ جهلهم وانكارهم ، فالسؤال واقع عنها في هذه الموارد.
ولمّا كانت كلمة أيّان مشددة وزائدة فيها الألف : فتكون فيها زيادة معنى ، فيسأل بها عمّا يكبر ويبعد في أنظارهم ، فانّ القيامة ليست تحت اختيارهم حتّى يختاروها لأنفسهم كالشركاء والمفرّ.
ثمّ إنّ الإعياء والتعب محفوظ في جمع هذه الموارد أيضا.
أينما : {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة : 115] ، { أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا} [البقرة : 148] ، {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا} [آل عمران : 112] ، {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} [النساء : 78] ، {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد : 4] ، و{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم : 31].
أي فعلى أي حال وبأي تعب ومشقّة تكلّفتم وتحمّلتم ، فلا مناص من هذه الأمور ، ولا يبقى لكم إلّا الإعياء.
وقد زيدت حرف ما في هذه الموارد للدلالة على المبالغة والتأكيد.
الآن : {الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} [البقرة : 71]... ، {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ} [البقرة : 187]... ، {إِنِّي تُبْتُ الْآنَ} [النساء : 18]... ، {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ} [الأنفال : 66]... ، { آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ} [يونس : 91]... ، { الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} [يوسف : 51]... ، {فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا } [الجن : 9] ...
أي بعد التكلّف والتعب وأعمال اخر.
ثمّ إنّ كلمة آن تدلّ على القريب من الزمان وهو زمان الحال ، وهذا المعنى عامّ يشمل جميع الحالات باختلاف الأشخاص ، فالألف واللّام للتعريف ولتقييدها بزمان التكلّم لمن يتكلّم أي زمان حاله ، وجمعها آنات ، فيقال ما فعلت في آن من الآنات.
وأمّا ورود أين وأيّان للشرط والجزاء : فإنما يستفاد بقرائن حاليّة أو مقاليّة ، كما قلنا في كلمة أي ، وليس جزءا من مفهومهما.
______________
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|