المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

إستصحاب حكم الخاص
18-5-2020
خيار التعيين
29-8-2020
المثلجات اللبنية
29-1-2017
طـريقـة الأول فـى الأول لمعالجـة الوحـدات غيـر التامـة أول الشهـر في نـظام المـراحـل الإنـتـاجـيـة
2024-02-08
بكر بن محمد بن بقية المازني
22-06-2015
String Figure
8-6-2021


الأبله البغدادي  
  
4037   10:17 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص374-375
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-06-2015 4275
التاريخ: 30-12-2015 2565
التاريخ: 26-1-2016 4659
التاريخ: 21-06-2015 2610

هو أبو عبد اللّه محمّد بن بختيار بن عبد اللّه المولّد (الوافي بالوفيات 2:244؛ تاريخ الكامل 11:204) البغداديّ المعروف بالأبلة-إمّا لشيء من البله كان به (وفيات الأعيان 2:393) أو لأنه كان غاية في الذكاء-من باب تسمية الشيء بضدّه (الوافي بالوفيات 2:245؛ وفيات الاعيان 2:393) .

نشأ الأبله البغداديّ شابا ظريفا يتزيّا بزيّ الأجناد؛ و قيل كان يعامل بالربا. و قد مدح أبا المظفّر بن هبيرة (1). و كانت بينه و بين سبط بن التعاويذيّ نفرة، و قد هجاه ابن التعاويذيّ.

مات الأبله في بغداد، في جمادى الآخرة من سنة 579(1183 م) .

الأبله البغداديّ شاعر مجيد رقيق جمع بين الصناعة و الرقّة و كان شعره موافقا للغناء. و له قصائد طوال و مقطّعات. و فنونه المدح و الغزل و النسيب، و قد كان بارعا جدّا في التخلّص من الغزل الى المدح، كقوله مثلا:

فأقسم، إنّي في الصبابة واحدو إنّ كمال الدين في الجود واحد!

مختارات من شعره:

- قال الأبله البغداديّ يتغزّل في مطلع قصيدة له في المديح:

دعني أكابد لوعتي و أعاني... أين الطليق من الأسير العاني (2)

آليت، لا أدع الملام يغرّني ... من بعد ما أخذ الغرام عناني (3)

و مهفهف ساجي اللحاظ: حفظته... فأضاعني، و أطعته فعصاني (4)

يصمي قلوب العاشقين بمقلةٍ... طرف السنان و طرفها سيّان (5)

خنث الدلال: بشعره و بثغره ... - يوم الوداع - أضلّني و هداني (6)

يا أهل نعمان، الى وجناتكم... تعزى الشقائق لا إلى نعمان (7)

- و من أبياته السائرة، قوله من قصيدة أنيقة:

لا يعرف الشّوق إلاّ من يكابده... و لا الصبابة إلاّ من يعانيها

___________________

1) عون الدين أبو المظفر يحيى بن هبيرة بن محمد بن هبيرة أصله من قرية بني أوقر (تعرف الآن باسم «دور» - بضم الدال) ، ولد سنة 497 ه‍ ثم تفقه و تأدب و نال المناصب ببراعته و دهائه حتى وزر للخليفة المقتفي سنة 544 ه‍. و لما توفي المقتفي (555 ه‍-1160 م) استمر في الوزارة للخليفة المستنجد. و قد كثرت مدائح الشعراء فيه. و كانت وفاته سنة 560 ه‍(1165 م) (راجع تاريخ الكامل 11:130؛ وفيات الاعيان 3:229-239؛ الفخري لابن الطقطقي، مصر 1340 ه‍، ص 227-229،230؛ بيروت (دار بيروت)1966 م، ص 312-316.

2) كابد، عانى: قاسى (تحمل الشدة و الصعوبة) . اللوعة: الحرقة في القلب من مرض أو حزن أو هم.

3) آلى: أقسم. لا أدع الملام يغرني: لا أغتر باللوم فأصغي الى اللائمين (و أترك ما أنا فيه من الغرام) . أخذ الغرام عناني (زمامي، قيادي) : استولى الغرام علي.

4) مهفهف: نحيل الخصر. ساجي اللحاظ: هادئ الطرف، فاتر الطرف (في عينيه فتور: دلال و غنج) .

5) أصمى: رمى (سهما) فأصاب به مقتلا. طرف اللسان (حد الرمح أو السهم) و طرفه (عيناه) سيان (متساويان في التأثير: القتل!)

6) خنث الدلال: مكسر الدلال (فيه فتور يشبه غنج الاناث و الذكران معا) . بشعره (الأسود) ضللت (بكسر اللام الاولى و سكون الثانية) في ليل حبه (همت به) و بثغره (ذي الاسنان البيض) اهتديت (الى أن شفائي من حبه يكون بتقبيل فمه) .

7) نعمان (بفتح أوله) : واد قرب مكة. الى وجناتكم الحمر تنتسب شقائق النعمان لا الى نعمان (بضم أوله: النعمان بن المنذر) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.