المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
العمرة واقسامها
2024-06-30
العمرة واحكامها
2024-06-30
الطواف واحكامه
2024-06-30
السهو في السعي
2024-06-30
السعي واحكامه
2024-06-30
الحلق واحكامه
2024-06-30

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ابن مِكنَسَة الإسكندراني  
  
5176   09:55 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص228-229
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-2-2018 3089
التاريخ: 26-06-2015 2606
التاريخ: 25-06-2015 2365
التاريخ: 13-08-2015 2273

هو القائد أبو طاهر اسماعيل بن محمّد المعروف بابن مكنسة الإسكندرانيّ، كان منقطعا الى عامل (1) من النصارى اسمه أبو مليح فمدحه و أكثر و بالغ. و لمّا توفّي أبو مليح رثاه ابن مكنسة بقصيدة منها:

طويت سماء. المكرمات...  و كوّرت شمس المديح (2)

ما ذا أرجّي في حياتي...  بعد موت أبي مليح

ما كان بالنكس الدّنيّ... من الرجال و لا الشحيح (3)

كفر النصارى بعد ما... عقدوا به دين المسيح (4)

كانت هذه الحادثة في أيام وزارة أمير الجيوش بدر الجماليّ للمستنصر الفاطميّ، أي بين سنة 466 و سنة 487 ه‍ (1073-1094 م) . فلمّا جاء الأفضل بن بدر الجماليّ إلى الوزارة، بعد وفاة أبيه، مدحه ابن مكنسة فلم يقبل الأفضل منه لما قد سبق من مدائحه و مراثيه في أبي مليح. غير أن الأفضل لم يعش في الوزارة سوى بضعة أشهر من سنة 487 ه‍ (1094 م) فكفله عزّ الدولة بن فائق أحد موالي الدولة الفاطمية، إلى أن توفّي سنة 510 ه‍ (1116-1117 م) و قد أسنّ.

ابن مكنسة الإسكندرانيّ شاعر مكثر محسن كثير التصرّف في فنون الشعر قليل التكلّف في إيراده، يختلف شعره بين الجدّ و الهزل و بين الجزالة و الرقّة؛ و من فنونه المدح و الرثاء و الهجاء و الغزل و الخمر.

مختارات من شعره:

- قال ابن مكنسة في الغزل و النسيب:

رقّت معاقد خصره فكأنّها... مشتقّة من عقده و تجلّدي (5)

و تجعّدت أصداغه فكأنّها... مسروقه من خلقه المتجعّد (6)

ما باله يجفو، و قد زعم الورى... أنّ النّدى يختصّ بالوجه النّدي (7)

لا تخدعنّك وجنة محمرّةً... رقّت، ففي الياقوت طبع الجلمد (8)

و زعمت أنّي لست من أهل الهوى... صبّا، فقل ما شئته و تقلّد (9)

و اللّه، ما أبصرت يوما أبيضا... منذ ابتليت بحبّ طرف أسود (10)

- و له في مثل ذلك:

و عسكريّ أبدا، حيثما... تلقاه يلقاك بكلّ السّلاح (11)

حاجبه قوس، و أجفانه... نبل، و عطفاه تثنّي الرماح (12)

أغنّ مجدول هضيم الحشا... مرتدف الأرداف نضو الوشاح (13)

في لحظه راح، و في خدّه... ورد، و في فيه أقاح و راح (14)

راح و فعل الراح فيه كما... يفعل بالغصن نسيم الرياح (15)

و كيف يرجى لي صلاح و قد... بليت، يا صاح، بحبّ الملاح (16)

شققت ثوب الصبر من بعده... فليعذل العاذل و ليلح لاح (17)

__________________

1) العامل: موظف على جمع الضرائب.

2) كورت الشمس: طوى بعضها على بعض و ذهب نورها.

3) النكس: الضعيف، المقصر في النجدة و الكرم. الدني (كذا في الاصل) -الدنيء.

4) . . . . .

5) كأنها مشتقة من عقده (عقد خصره) : نحيلة. . . . و كذلك تجلدي قليل.

6) . . . . من خلقه المتجعد. . . .

7) الندى: الكرم. الوجه الندي: البشوش (يتأثر بالمكارم) . في الفلسفة القديمة أن حسن الاخلاق تابع لحسن الوجه.

8) في الياقوت (حجر كريم أحمر) طبع الجلمد (الصخر) . لون الياقوت أحمر (الحمرة لون للجمال) و لكن طبيعته قاسية كالصخر. و كذلك هذا المحبوب و جنته حمراء (جميلة) و لكن قلبه قاس.

9) الصب: المحب. تقلد القلادة (العقد) لبسها!

10) لم أجد في حياتي يوما أبيض (سرورا) منذ عشقت مليحا (جميلا) ذا طرف أسود (له عيون سود) .

11) عسكري ابدا: هو دائما يسلك سلوك الجندي (المقاتل) يحمل سلاحه دائما.

12) النبل: السهام. العطف: جانب الجسم. تثني الرماح-يشبه الرماح اذا تثنت (تمايلت) .

13) أغن: في صوته غنة (نغم، لحن جميل) . مجدول: متسق الجسم، غير مترهل أو مسترخ. هضيم الحشا (البطن) : نحيف الخصر. مرتدف الارداف: كبير مؤخرة البدن. نضو (ضعيف، نحيل) الوشاح (مكان وضع الوشاح (القسم الاعلى من البدن) ، يقصد الخصر.

14) في لحظة (عيونه) راح (خمر) يسكر المحب من النظر اليها. و في فيه (فمه) أقاح (أقحوان، أسنان نقية كبتلات زهره الاقحوان) و راح (خمر) . ريقه أيضا يسكر.

15) راح (سار) و فعل الراح (الخمر) فيه (سكران، يسير و هو يتثنى و يتمايل) .

16) يا صاح-يا صاحبي.

17) شققت ثوب الصبر (فقدت صبري) من بعده (بعد فراقه) . عذل: لام. لحى و لحا: لام، شتم لعن، قبح.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.