المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الطبيعة القانونية لحقوق الشخصية
16-5-2016
حساسية الشباب
19-1-2016
الشيخ صالح بن محمد الشهير بالعسيلي العاملي.
29-11-2017
السد (Dam)
29-6-2021
حق المرأة في توكيل من تشاء في تزويجها
2024-02-13
ما هو الدليل على مشروعية لبس السواد ؟
1-10-2020


‏المثقف منتقي للحقائق الجديدة  
  
2337   01:36 صباحاً   التاريخ: 25-1-2016
المؤلف : د. معن خليل العمر
الكتاب أو المصدر : علم اجتماع المثقفين
الجزء والصفحة : ص35-36
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016 7749
التاريخ: 2023-09-24 2554
التاريخ: 2023-03-21 1517
التاريخ: 28-6-2017 20750

هو الذي لا يتبع نظاما واحدا في الفكر، بل ينتقي كل ما يعتبره الأفضل في جميع الأنظمة. في الواقع أن محيط المثقفين مليء، بالأحداث المتنوعة التي تدفعه نحو انتقاء أو اصطفاء ‏الأفضل في نظره أو ما يناسب مستوى طموحه ويعلن عنه أمام الناس. لكن هناك حالة تفيد أن المثقف يشاهد شيئاً صحيحاً في الحياة الاجتماعية أو في الاتجاه الفكري لكنه لا يرغب تناوله أو تبنيه بسبب خوفه من انتقاد المعارضين لهذا الشيء الصحيح الذي وجده، وهذا ما يبعده عن الانتقاء المصطفي للأفكار والآراء السائدة في محيطه الاجتماعي. جدير بالذكر ان دور المثقف يتطلب ممارسة إبداء الرأي أو الحكم العلمي النزيه والمتجرد والمحايد إلا أن واقع الأمر لا يسمح له بذلك بسبب كل جهة تريد أن تظهر بقوتها على حساب الأخرى والقلة القليلة تقبل بسلطة النقد البناء، واذا حصل انتقاء، من نزيه فإنه من باب المصادفة التاريخية ، علما بأن الانتقاء لا يحصل على استحسان جميع الأطراف السائدة في محيط المثقف.

‏مما لا ريب فيه أن المثقف يبحث عن الحقائق والقرائن لكي يصل إلى قناعة في معتقده ونزاهته في حكمه جهد الإمكان لأن ذلك يخدم اسمه ‏العلمي ويرقي من سمعته العلمية واعتبارها ويحميه من الإساءة إلى عمله واسمه، لذا فإن هذه المهمة الجسيمة تتطلب منه أن يلم بمعرفة واسعة حول الحقيقة المرادة وما تتضمنه من سلبيات وايجابيات، عندها يطور دوره  الثقافي في المحيط المعرفي. إذن لا يقتضي الواجب فقط تجميع معلومات بصدق وأمانة بل يقتضي انتقاء ما هو أكثر صدقا وأكثر قدرة في خدمة مصالح الناس وليس المصلحة الخاصة. ومن خلال هذا الانتقاء يكون قد أضفى سمة إيجابية لتقييمه الذي بدوره يرقِّي درجة نزاهته في انتقائه للأحداث الاجتماعية، وهذا يؤدي بالتالي إلى حماية اسمه الثقافي واعتباره الاجتماعي بين المثقفين والناس العاديين، ويعني أيضا أن المثقف عندما ينتقي حقيقة تاريخية لكي يعرفها ويوضحها للآخرين فإنه يخدم بذلك اسمه ومصلحته الثقافية ويعززها. هنا نستطيع أن نقول بأن المثقف هو ذلك الفرد الذي ينتقي الأحداث الاجتماعية والتاريخية بنزاهة وموضوعية محايدة لكي يرقي ثقافته ويحمي اسمه ويرفع من درجة اعتباره الاجتماعي. وأحيانا يرى الحدث الاجتماعي الصحيح إلا أنه لا يتبناه ولا يدخل فيه خوفاً من معارضي هذا الحدث وحصوله على سهام نقدية قد تجرح اسمه وسمعته ومكانته كمثقف، عندها يتجنب هذا الموقف ‏الذي يسيء إليه والى نشاطه الثقافي على الرغم من إدراكه ومعرفته بأن سكوته وسلبيته تجاه الحدث الصحيح شيء غير مرغوب فيه. إلا أنه يكظم معرفته للحقيقة خوفا على اسمه وهذا يجعلنا نقول بأن المثقف يهمه قبل كل شي، لمعان اسمه وعمله ومتلقي أعماله. أي يهتم بأضواء الإعلا‏م وشهرته الجماهيرية، إلا أن هذا الاهتمام يحمل وجهين متناقضين : الأول يخدمه شخصيا ويسيء لاعتباره الثقافي. أي ينتفع ذاتيا لكنه يخسر جزءاً من شعبيته الثقافية. والوجه الثاني يرقي من اعتباره الثقافي لكنه يتضرر مادياً أو شخصياً . أي يقول الحقيقة التي لا يريدها أصحاب القرار والمواقع المتسلطة على الهرم الاجتماعي فيحرمونه من المكاسب المادية وحتى المعنوية إلا أنه يرتقي على السلم الثقافي بين مريديه ومتلقي نشاطاته.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.