أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-5-2022
1366
التاريخ: 26-5-2022
1523
التاريخ: 7-5-2022
5896
التاريخ: 24-1-2021
1805
|
يتفاوت موقع العواصم العربية بين وجودها على الساحل أو في الداخل، فمن بين الاثنتين والعشرين عاصمة عربية نجد أربع عشر عاصمة ساحلية تقع على بحار ومحيطات مختلفة ، والعواصم الثمانية داخلية ، والعواصم الساحلية هي نواكشوط في موريتانيا ، والرباط في المغرب ، والجزائر في الجزائر ، وتونس في تونس ، وطرابلس في ليبيا ، وجيبوتي في جيبوتي ، ومقديشيو في الصومال ، وهذه العواصم السبعة تقع في قارة أفريقيا ، أما عن العواصم الساحلية في الجانب الأسيوي فهي مسقط في عمان ، وأبو ظبى في الإمارات العربية المتحدة ، والدوحة في قطر ، والمنامة في البحرين ، والكويت في الكويت ، وبيروت في لبنان ، وبالنسبة للعواصم الداخلية هي : القاهرة في جمهورية مصر العربية ، والخرطوم في الجمهورية السودانية ، وأسمرة في أريتريا تقع في قارة أفريقيا ، إلى جانب صنعاء في الجمهورية العربية اليمنية ، والرياض في المملكة العربية السعودية ، ودمشق في الجمهورية العربية السورية ، وعمان في المملكة الأردنية الهاشمية ، وبغداد في الجمهورية العراقية ، والقدس في فلسطين . وفى الجزيرة العربية تسود العواصم الساحلية في مقابل عاصمتين داخليتين هما : الرياض وصنعاء ، ولا يوجد في الوطن العربي دول داخلية فجميع البلاد العربية لها سواحل وإن تفاوتت طول الجبهة الساحلية بين دولة وأخرى ، فأقل الدول في الجهات الساحلية في البلاد العربية هي : العراق والأردن وسوريا ، وهذه الدول بالفعل هي دول عواصم داخلية وليست ساحلية .وقد حدد الاستعمار في بعض الفترات في توجيه العواصم في الوطن العربي نجد حالة السياسة هي تحويل العاصمة في المغرب من فارس إلى الرباط على الساحل ، وكذلك تحويل العاصمة من إطار الداخلية إلى نواكشوط الساحلية .أما من حيث الموقع في النطاقات المناخية فإن أغلب العواصم العربية وبصفة أساسية في الجانب الأسيوي عواصم مدارية ، وتقع في المنطقة المدارية عواصم اليمن والسعودية وعمان وقطر ، وفى أفريقيا عواصم الصومال والسودان وجيبوتي وموريتانيا وأريتريا ، كما تقع في مناطق قريبة من المناطق المدارية عواصم منطقة الخليج في بيئات أكثر اعتدالا عواصم بلاد الشام والمغرب العربي ومصر وليبيا .ولقد تفاعلت مجموعة من عوامل الموضع والموقع من الظروف السياسية في اختيار العواصم العربية ، وهنا سنحلل مواقع العواصم تحليلا مفصلا من ثلاثة زوايا هي :
1-الموقع السياسي: أي بالإشارة لموقعها برقعة الدولة.
2-الموقع العمراني : أي باعتبار الكتل البشرية والسكانية الكبرى داخل الوحدة السياسية .
3-الموقع الطبيعي : أي بالنظر إلى عامل التوسط الجغرافى للأندسكيبا.
أولا: الموقع السياسي:
معظم العواصم العربية تبدو هامشية ومتطرفة على الخريطة السياسية لدولها ، فأكثر العواصم توسطا وهى بغداد تجنح إلى الناحية الشرقية أو الحدود الشرقية أكثر من الحدود الغربية ، ودمشق تتجه نحو الجنوب الغربي من الرقعة السياسية ، وعمان تجنح نحو الشمال الغربي من الرقعة السياسية ، وبيروت تتجه نحو الساحل بعيدا عن الدولة وإن توسطت الساحل ذاته ، وتتطرف عواصم دول الخليج نحو السواحل تاركة الجانب الداخلي خلفها ، وينطبق مثل ذلك على الكويت وأبو ظبى والدوحة والمنامة ومسقط ، كما أن الرياض تتخير وسط نجد وتترك خلفها معظم أجزاء الدولة في الجانب الغربي والجنوب الغربي والجنوب ، وصنعاء تكاد تكون هي العاصمة الأكبر من حيث اتجاهها لتوسطها الدولة تقريبا ، قبل انضمام اليمن الجنوبي ، وأصبحت الأجزاء الشرقية بعيدة عنها ، والقاهرة بعيدة عن التوسط الجغرافى فهي تبعد عن الساحل نحو 170 كم بينما يمتد الصعيد خلفها بـ 80 كم فأكثر ، ويتضح الطرف في الجزائر وليبيا فتقل المسافة بين الجزائر مثلا ونحو الجنوب في الدولة عن أكثر من 200 كم ، وتشبه الخرطوم في توسطها بغداد وإن كانت تجنح إلى الشمال عن الجنوب بنسبة 1 : 2 كما تتطرف نواكشوط ومقديشيو وجيبوتي لاتخاذها مواضع ساحلية ، بينما تقع أسمرة عاصمة أريتريا في الجزء الشمالي الغربي بعيدا عن الطرف الجنوبي الشرقي ، والتوسط الهندسي لا يوجد تقريبا إلا في القدس .
والخلاصة أن أغلب العواصم العربية عواصم في حدودها السياسية لاسيما في الدول الأكبر مساحة ، وهذا بلا ريب له مشاكله العملية في الضبط والربط ، والتماسك الداخلي وسرعة التجاوب والإشراف ، ويضعف في المركزية الإدارية وقبضته العامة في الأطراف البعيدة خاصة في الهيئات التي تسود فيها الصحارى الشاسعة وتسوء فيها المواصلات وعوائق السطح ، ولكن لحسن الحظ أن العالم العربي يخلو من العوامل التي قد تجلب جوانب سياسية كهذا التطرف الجغرافى ، فالوطن العربي أو على الأقل في وحداته السياسية يعتبر متجانسا سلاليا وحضاريا وإن كان الأمر لا يخلو من الأقليات التي قد تثير بعض المشاكل ، ولكن ظروف المواصلات الحالية واستعدادات الدول تقلل من هذه الأخطار ، ومثلها مشكلة الأكراد في العراق ، والضواري في الجزائر ، وفى الدول التي تقع في المناطق المدارية تحاول عواصمها أن تأخذ باتجاهها نحو الشمال كما في القاهرة والخرطوم والرياض وصنعاء ، وعلى العكس من ذلك في الدول الأوربية الباردة التي تجنح إلى الجنوب حيث الدفيء .
ثانيا: الموقع العمراني :
إذا تغير الإطار من الحد السياسي إلى الحد العمراني أو السكاني ، وجدنا أن تطرف العواصم العربية أقل من الحقيقة فيما يبدو على السطح ، فأغلب العواصم العربية تقع في كتلة الوسط في كفة المعمورة الفعلي في دولتها حيث تتركز الحياة البشرية ويزداد الإنتاج ويشتد الترابط ، فبغداد تتوسط المعمور العراقي ، ودمشق وعمان تتوسطان الجزء الفعال في المعمور الأردني ، والكويت تتوسط العمران الكويتي ، والدوحة هي رأس الدولة ، وكذلك المنامة ، وكذلك أبو ظبى الأساس الذى يتركز معظم السكان لا في نطاق توسط المدينة ذاتها ، وهى الدول كما هو معروف وتتوسط مسقط النطاق المعمور في السهل الساحلي العماني حيث معظم السكان ، كما تتوسط صنعاء اليمن هندسيا وعمرانيا ، وفى الجزيرة تتطرف الرياض بعض الشيء بين المعمور وإن كان يوجد في السعودية نطاقان معموران ، الأول في نجد والمنطقة الشرقية ، والآخر في المنطقة الغربية ، وتتوسط الرياض النطاق الأول وتتوسط مكة النطاق الثاني ، وتتوسط جيبوتي ومقديشيو في بلدهما ، وتتوسط الخرطوم المعمور السوداني حيث تقع عند التقاء محوري الكثافة السكانية المحور الشمالي الجنوبي على طول النيل والمحور الشرقي الغربي مع نطاق السافانا ، وتتوسط القاهرة المعمور المصري حيث الكثافة السكانية في الدلتا شمالها وفى الصعيد جنوبها ، أما طرابلس فتقع في أحد نطاقين معمورين والنطاق الآخر تتوسطه في برقة بنغازي ، وتتوسط تونس المعمور التونسي وكذلك الجزائر والمغرب ونواكشوط .
ثالثا: الموقع الطبيعي:
ويقصد به الموقع الجغرافي في اللاند سكيب ويقصد به بؤرة البيئات في التفاصيل الدقيقة لموقع العاصمة في إطارها الطبيعي كما تبدو في اللاند سكيب ويمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنماط ، العواصم الساحلية ومواقع ملاقى الأنهار أو العواصم النهرية ، ومواقع عواصم الصحراء . وتمتاز العواصم الساحلية أساسا بمواقع الرؤوس والخلجان بينما تتماشى موقع المصبات والدالات ، فلا يوجد عاصمة عربية على نهر كبير وإن كانت الرباط تقع على نهر بورقراق وهو نهر صغير إلا أنها تتماشى مع نهر سيبو الكبير ، وتبتعد الجزائر عن نهر شليفا وتحتمى في خليجها ، وتبتعد تونس عن نهرى الماجردا ويليانة وتقع على خليج تومس ، وإن كان موقف بيروت على نهر بيروت فإنها تقع بصفة أساسية على الراي والخليج ، راي بيروت وخليج سان جورج . أما من ناحية العواصم الساحلية هي رؤوس وخلجان ينطبق ذلك على طرابلس والكويت والدوحة ومسقط وعدن وجيبوتي ومقديشيو وأبو ظبى والمنامة .
أما نواكشوط تبعد عن الساحل لوجود المستنقعات وإن كانت عاصمة ساحلية لها ميناء ، وتتفادى هذه العواصم الساحلية الأنهار خوفا من الإطماء . ويعتبر موقع تونس ذا أهمية بالغة حيث التقاء السهل الجنوبي مع سهل الماجردا أما الجزائر فلا تتوسط اللاند سكيب لأن اللاند سكيب الجزائري في الشمال والتي تقع فيه مدينة الجزائر – مستطيل وشريط ولا يوجد ف يه موضع لتوسط بؤري ، أما موضع بيروت فموقع عقدي تتوسطه السكك الحديدية وممرات الطرق التي تربطها بدمشق ، ومن ثم العراق والشام ، والكويت تتوسط المعمور واللاند سكيب الطبيعية ، وكذلك الدوحة حيث الساحل الشرقي المعمور وخطوط المواصلات والطرق التي تأتى من أنحاء قطر إلى الدوحة ، أما المنامة لا تتوسط اللاند سكيب بسبب جزرية البحرين ، وأبو ظبى تقع على جزيرة بعيدة عن اللاند سكيب وإن كان الاتجاه البحري لدولة الإمارات يعطى بعض الأهمية لهذا المجال لأبو ظبى ، وتأتى مسقط في التقاء السهل الساحلي وسهل الباطنة مما يعطيها في اللاند سكيب المعمور أو الطبيعي ، أما أسمرة فتقع في الموقع الاقتصادي الهام في دولتها ، وعلى الأطلنطي توجد نواكشوط في موضع هام بين الجنوب والشمال والتي تتوسط الأقاليم الجغرافية كلها في تلك الدولة ، أما الرباط فبعيدة إلى حد ما عن التوسط .
وإذا انتقلنا إلى العواصم الداخلية فهناك نمطان: ملاقى مواقع الأنهار ومواقع هوامش الصحراء. أما مواقع ملاقى الأنهار فتمثل توسط هيدرولوجي ممتاز ، وأهم العواصم التي تقع هنا في القاهرة وبغداد والخرطوم ، والقاهرة تمتاز بطبيعة محققة ممتازة حيث الموقع بين الدلتا والصعيد ، كما أن هناك علاقات ببقية أجزاء مصر شرقا وغربا ، أما بغداد فهي رزس الدلتا الحقيقية للرافدين وهى وسط العراق حيث يتقارب النهران أكثر ما يتقاربا ، كما أنها تقع بين مساحات الدلتا الرخوة والأرض الصلبة ، أما الخرطوم فتعتبر على رزس دلتا غنية للغاية حيث التحام السافانا والصحراء ، أما النمط الثالث وهو مواقع هوامش الصحراء فتقع عليه عواصم دمشق وعمان والرياض ، وتعتبر مناطق التقاء للزراع والرعاة وتقارب الاستبس بالمزروع وبين المعمور واللامعمور ، وكلها بالفعل مواقع حية استراتيجية تستمد أهميتها من أنها موضع من المواضع الغنية على طريق موقع حيوى ، وبالتالي فهي مدن موقع وموضع يتبقى على خريطة الوطن العربي ، صنعاء التي تمثل التقاء اليمن ، وكما سبق أن أشرنا فهي تعتبر العاصمة المتوسطة العامة في الوطن العربي ، وذلك قبل أن يتم الاتحاد بين شطري اليمن .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|