أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2016
2286
التاريخ: 9-12-2021
3729
التاريخ: 24-1-2016
1755
التاريخ: 18-11-2021
2630
|
هناك علاقة وثيقة بين التدين وحب الوطن؛ لأن الدين الحقيقي ينعكس أثره على علاقات الإنسان مع الأشياء من حوله، فتصبح تلك العلاقات قويمة واضحة، لذلك يكون حب الوطن جزءاً من الإيمان ومظهراً من مظاهره وفقاً للحديث الشريف (حب الوطن من الإيمان).
ولماذا لا يحب الإنسان وطنه ولا ينشد إليه ؟ وقد ابتنى جسمه من غذائه وارتوى من مائه واستنشق عبير هوائه ؟ إن في ذلك دلالة على حالة من اللؤم وعدم الإنصاف. بينما يكون التعلق بالوطن والمحبة له أثر لتجذر الكرامة في نفس الإنسان يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (من كرم المرء.. حنينه إلى أوطانه) وهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما اضطر إلى مغادرة مسقط رأسه مكة المكرمة والهجرة إلى المدينة المنورة، عبر عن مشاعره الجياشة تجاه موطنه، وأبرز مدى تعلقه به، وألمه لفراقه كما عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند خروجه من مكة وقف على الحَزوَرَة (سوق بمكة) فقال: (والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إليَّ، ولولا أهلك أخرجوني منك ما خرجت منك).
وذكر ورّام بن أبي فراس المالكي الأشتري في كتابه تنبيه الخواطر ونزهة النواظر المعروف بمجموعة ورّام في باب بعنوان (الشوق والحنين إلى الأوطان والوله إلى الأهل): أنه قدم أبان بن سعيد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا أبان كيف تركت أهل مكة ؟
- فقال تركتهم وقد جيدوا، تركت الإذخر وقد اعذق، تركت الثمام وقد خالص، فاغرورقت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وكان يقال: (ميلك إلى مولدك من كرم محتدك).
وحينما يتحدث الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) عن جهاد جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وجهوده يشير إلى فراق الوطن والغربة عنه كمفردةٍ بارزةٍ في معاناة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول (عليه السلام) في الدعاء الثاني من أدعية الصحيفة السجادية: (وهاجر إلى بلاد الغربة، ومحلّ النأي عن موطن رحله، وموضع رجله، ومسقط رأسه، ومأنس نفسه لإعزاز دينك).
وأيضاً في دعائه لصحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) يطلب الإمام زين العابدين لهم من الله الأجر والشكر لتحملهم عناء الهجرة عن أوطانهم فيقول: (واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم) ويعلق أحد العلماء الأعلام على هاتين الفقرتين من دعاء زين العابدين (عليه السلام) بقوله : مع أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والصحابة هاجروا إلى المدينة قاعدة الإسلام ومركز دولته وعبر عنها الإمام (عليه السلام) بأنها (بلاد الغربة).
وروي انه (صلى الله عليه وآله) لما خرج منها (مكة) مهاجراً التفت إليها وظن انه لا يعود إليها ولا يراها بعد ذلك فأدركته رقة وبكى فأتاه جبرائيل (عليه السلام) وتلا عليه قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}[القصص: 85] ، وقيل نزلت عليه حين بلغ الجحفة في مهاجرته وقد اشتاق إلى مولده ومولد آبائه وحرم إبراهيم (عليه السلام) فنزل جبرائيل (عليه السلام) فقال له: أتشتاق إلى مكة ؟ قال: نعم. فأوحاها إليه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|