أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2022
1322
التاريخ: 10-12-2015
7745
التاريخ: 2023-08-08
1819
التاريخ: 3-10-2021
2114
|
صحا- بقي الشيء يبقى بقاء ، وأبقاه اللّه ، وبقي من الشيء بقيّة ، والباقية توضع موضع المصدر- {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ } [الحاقة : 8] أي بقاء ، وأبقيت على فلان إذا أرعيت عليه ورحمته ، ويقال لا أبقاك اللّه ، ولا أبقى اللّه عليك إن أبقيت علىّ ، والاسم منه البقيا ، وكذلك البقوى. وبقّيته : نظرت اليه وترقبته. واستبقيت من الشيء : تركت بعضه ، واستبقاه : استحياه.
مصبا - بقي الشيء يبقى من باب تعب بقاء وباقية : دام وثبت ، ويتعدّى بالألف فيقال أبقيته ، والاسم البقوى والبقيا ، ومثله الفتوى والفتيا والثنوي والثنيا وهي الاسم من الاستثناء. وطيئ تبدّل الكسرة (في الماضي) فتحة وتنقلب الياء ألفا فيصير بقا ، وكذلك كلّ فعل ثلاثي سواء كانت الكسرة والياء أصليّتين- بقا ونسا وفنا ، أو كان ذلك عارضا كما لو بني للمفعول فيقولون في هدى وبنى : هدا وبنا.
مقا- بقي : أصل واحد وهو الدوام. قال الخليل : بقي الشيء يبقى بقاء وهو ضدّ الفناء. ولغة طي : يبقى ، وكذلك لغتهم في كلّ مكسور ما قبلها يجعلونها ألفا- بقي ورضى ، لأنّهم يكرهون اجتماع الكسرة والياء. ويقولون في جارية وبانية وناصية : جاراة وباناة وناصاة. وهو يبقى الشيء ببصره إذا كان ينظره ويرصده ، وبقيت فلانا أبقيه إذا رعيته وانتظرته ، وبقينا رسول اللّه : انتظرناه ، وهذا يرجع الى الأصل ، فانّ الانتظار بعض الثبات والدوام.
الفائق- بقينا رسول اللّه ذات ليلة : انتظرنا ، والاسم منه البقوى قلبت الياء فيها واوا ، وكذلك كلّ فعلى إذا كانت اسما كالتقوى والرعوى والشروى ، وإذا كانت صفة لم تقلب ياؤها- صديا وخزيا.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو ما يقابل الفناء ، ويدلّ عليه تقابله به في- {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} [الرحمن : 26]... { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن : 27]. وقريب من الفناء معنى النّفاد ، كما في- {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ } [النحل : 96].
{وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ } [النحل : 96].
{وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [القصص : 60].
كلّ ما كان محدوديّته أشدّ وحدوده أكثر : فالبقاء والثبات فيه أضعف ، والفناء والنفاد والزوال اليه أسرع.
فعالم المادة في جميع مراتبها وطبقاتها وأنواعها ، أصلا وفرعا جوهرا وعرضا ، قولا وفعلا وفكرا ، وما يتعلّق بها : كلّها في معرض الفناء- مٰا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ ...- {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} [الرحمن : 26].
فكلّ ما كان بحدّ فيه أقلّ : فالقوّة والشدّة والدوام فيه أقوى ، الى أن ينتهى الى من ليس له نهاية ولا حدّ ولا ضعف ولا حاجة بوجه من الوجوه ، وهو الأزلي الأبدي الحىّ القيّوم القادر العالم.
فكما أنّ اللّه المتعال أبدىّ حقّ : فكذلك كلّ ما يتعلّق به ويرجع اليه من ذات أو عمل أو قول أو علم.
{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } [الرحمن : 27].
{وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى : 17].
{وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا } [الشورى : 36].
وعالم الآخرة يقابل عالم الدنيا : فاللطف والرقّة فيه اكثر ، والحدود والكثافة فيه أقلّ ، فهو أقوى وأبقى. فكذلك كلّ ما يتعلّق بهذا العالم :
{وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى } [طه : 127].
ثمّ إنّ مفهوم البقاء إن اعتبر بنفسه فيعبّر عنه بكلمة- الباقي والبقيّة.
{بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ} [هود : 86].
أي الباقي عند اللّه وللّه ، وما يدّخر عنده من الثواب والجزاء والفضل.
{مٰا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ ومٰا عِنْدَ الله باق}.
{وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ} [الكهف : 46].
أي ما يبقى من الأعمال الصالحة.
وان اعتبر بالنسبة الى الغير : فيعبّر بكلمة أبقى- {وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } [طه : 73]
فانّ هذا الكلام من السحرة في جواب قول فرعون- {وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى} [طه : 71] وهكذا- {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه : 131].
فانّه في مقابل- {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا} [الحجر : 88].
وهكذا في سائر الموارد.
وأمّا التعبير بكلمة- يبقى- {وَ يَبْقىٰ وَجْهُ رَبِّكَ} : للاشارة الى تجدّد البقاء واستدامته في جميع مراحل فناء الموجودات- {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى} [الرحمن : 26 ، 27]....
وأمّا الفرق بين البقاء والدوام والثبات.
فإنّ البقاء : هو الثبات على حالة سابقة وكونها مستصحبة.
ويعتبر في مفهوم الثبات : التّحقيق في نفس الأمر ويقابله الزوال.
ويعتبر في الدوام الامتداد من حيث هو من دون نظر الى الحالة السابقة وثباتها. أو الى تحقّق الموضوع.
_____________
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|