أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-29
1325
التاريخ: 16-4-2021
1496
التاريخ: 30-7-2021
1457
التاريخ: 21-1-2016
2205
|
الرشحيات المنقولة بالمفصليات
الرشحيات التي تنتقل من حيوان فقري إلى آخر بواسطة الحشرات أو القراديات تسمى الرشحيات المنقولة بالمفصليات , يوجد هناك حوالي ٢٠٠ رشح من هذه الرشحيات , حوالي ١٥٠ منها ينقلها البعوض وعدد قليل من الحشرات الثنائية الأجنحة العاضة الأخرى , بينما ينقل القراد حوالي ٥٠ منها. في الحيوان الفقري تهاجم الرشحيات أنسجة مختلفة مسببة أعراضا مرضية. أهم الأمراض الرشحية هي الحميات النزفية , التهابات المادة السنجابية وتسمى أيضا ذات السحايا. وفي حالة الحميات يهاجم الرشح جدران الأوعية الدموية الشعرية ويزيد في نضحها مسببا النزف الدموي من لحم الأسنان واللهاة والأنف والرحم والرئة والكلى. وفي حالة التهابات المادة السنجابية تهاجم الرشحيات الجهاز العصبي المركزي مسببة ما يشبه الشلل. هناك بعض الرشحيات الحميدة التي تسبب إصاباتها آلاما شديدة في الظهر والمفاصل , ولذلك تسمى الحميات القاصمة للعظم , وأحسن أمثلتها مرض الضنك أو (أبو الركب) كل هذه الرشحيات يجب أن تصل الدم لكي يمكن أخذها من قبل القراد والحشرات الماصة للدم. إن مستويات وشدة إصابة الدم بالرشح تختلف حسب أنواع المعيلات الفقرية اﻟﻤﺨتلفة , وبالتالي تختلف قابلية أخذ العدوى من قبل البعوض أو القراد الناقل. هذان العاملان ووفرة وعادات تغذية القراد والحشرات الناقلة تقرر إلى حد كبير دورات العدوى بالرشحيات المنقولة بالحشرات والمفصليات اﻟﻤﺨتلفة.
أكثر الرشحيات المنقولة استوائية ولم يعرفها سكان المناطق المعتدلة إلا بعد الاستكشافات الجغرافية وموجات الاستعمار في القرن التاسع عشر , حيث واجهوا الحمى الصفراء في المدن الأفريقية الاستوائية وإصابات الضنك الأقل خطرا. يوجد مرض الحمى الصفراء في أمريكا الوسطى والجنوبية من جنوب البرازيل وشمالا حتى هندوراس وفي أفريقيا حوالي الدرجة العاشرة جنوبا وحتى الدرجة ١٥ شمال خط الاستواء. لا توجد الحمى الصفراء في آسيا ولكن هذه القارة لا تخلو من الحشرات الناقلة الملائمة ولذلك تراقب الجهات الصحية الوضع عن كثب خوفا من وصول الحمى , إذ أن دخولها يسبب كارثة ومصيبة نظرا لكثافة السكان وانخفاض مستوى معيشتهم.
هناك نوعان من المرض بالنسبة لدورات الانتقال وهي الحمى الصفراء في المدن والحمى الصفراء في الغابات. النوع الأول عادة وبائي ويخص الإنسان وحده والبعوضة الداجنة المشهورة عايدة المصرية , أما النوع الثاني فلا يكون وبائيا , ويعتمد على الإصابة بالرشح من حيوانات خازنة دائمية , وهي القرود الوحشية والتي تستمر العدوى فيما بينها بواسطة بعوض الغابات , هذا المرض يكون عادة مميتا للقرود في أمريكا الجنوبية , ولكن ليس للقرود الأفريقية , كلا اﻟﻤﺠموعتين تكتسب المناعة الدائمة بعد: الشفاء , تماما مثل الإنسان. يحصل الإنسان على العدوى بسبب دخوله إلى الغابات , مثل أولئك الذين يشتغلون بقطع الأشجار أو الناس الذين يعيشون في القرى على حواف الغابات أو الذين يشتغلون بأشغال أخرى في الغابات , وبذلك يتعرضون للبعوض الذي هو في العادة يتغذى على القرود. إذا ما عاد مثل هؤلاء الناس المصابين إلى قراهم ومدنهم قبل أن تظهر عليهم الأعراض , فإنهم قد يصبحون مصدرا للبعوض الداجن الذي يعيش في المدن , إذا تواجدت هذه الأنواع بكثرة , سبب ذلك حدوث الوباء.عندما عرف الإنسان حوالي عام ١٩٠٥ أن البعوض هو الناقل لمسببات هذا المرض , أصبح بإمكانه مكافحته بمكافحة البعوض. ثم ظهرت وتطورت فيما بعد طرق استعمال المصول واللقاحات لحماية الأشخاص الذين قد يتعرضون للإصابة. أن هذا التقدم في مكافحة البعوض الناقل وحماية الأفراد كل طريق اللقاح الجماعي قضى تقريبا على الأوبئة في المدن والحضر في أمريكا وانخفضت إلى حد كبير في أفريقيا. أن الإصابات التي تحدث في العالم سنويا تتراوح بين( ١٠٠ - ١٠٠٠ ) , إلا أن هذه الأرقام ليست كل ما يحدث , لأن هناك حالات كثيرة تحدث من دون أن نكتشفها أو نسجلها. أن المرض يحتاج إلى المراقبة والاهتمام وليس من السهل إبادته من على سطح الأرض.
أنواع البعوض الناقلة للحمى الصفراء:
Aedes egypti- في المدن على السواحل.
Aedes africanus - في غابات أفريقيا تعيش وتتطاير ليلا في أعالي الأشجار.
Aedes Simpsoni - في غابات أفريقيا تعيش وتتطاير في النهار وفي حواف الغابات
Haemagogus Spegazzini - في غابات أمريكا الاستوائية.
Aedes leucocelaenus - في غابات أمريكا الاستوائية.
Sabethes Chloropterus - في غابات أمريكا الاستوائية.
مدة حضانة الحمى الصفراء بالإنسان والقرود حوالي ( ٤- ٥) أيام. بعد هذه المدة يظهر الرشح في الدم المحيطي , ويبقى الرشح في الدم لمدة يومين وفي هذه الأثناء يكون الإنسان والقرود معديين للبعوض. يجب أن يتكاثر الرشح في معدة البعوض لكي تصبح أعداده كبيرة بحيث تتمكن من العبور من جدار المعدة إلى التجويف الدموي في البعوضة ومنها إلى الغدد اللعابية والتي عن طريقها تعود إلى الإنسان أو القرود. يمكن الكشف عن أن البعوض مصاب بسحق عدة إناث منه ثم يحقن السائل في فئران صغيرة أو أي معيل حساس آخر. تحتاج دراسات تمييز وتصنيف الرواشح إلى مختبرات متقدمة ومجهزة بمعدات خاصة. لا يزال مرض الضنك والأمراض المشابهة القاصمة تحدث بكثرة في الأقطار الاستوائية , فقد ذكرت منظمة الصحة العالمية أن الإصابات وصلت حد ٢/ ١ مليون عام ( ١٩٧٢ ) في كولومبيا , في أمريكا الجنوبية فقط. وفي السنين الأخيرة نشأ ضرب من الرشح يسمى الضنك النزفي في جنوب شرق آسيا.
إن مسبب الضنك ليس نوعا واحدا من الرشح, بل عزل حتى الآن حوالي خمسة أنواع منها هي الأنواع, [ ٬١ ٬٢ ٬٣ ٬٤ ٥] وهناك نوع سادس مشكوك فيه. أول محل شخص وسجل فيه المرض هو الهند وجاوا وإندونيسيا , ثم بعد ذلك ظهر أنه موجود في محلات أخرى كثيرة. وفي السنين الأخيرة ظهر نوع من الضنك النزفي والذي يسبب الوفيات للأطفال في تايلند والملايو وفيتنام ولاوس والفليبين وكذلك في الهند.
أنواع البعوض الناقلة لمرض الضنك (الضنج) هي:
Aedes egypti - عالمية الانتشار.
Ae. lbopictus - في جنوب شرق آسيا.
Ae. Simpsoni - في أوغندا.
Ae. Scutellaris - في جزر المحيط الهادي وغينيا الجديدة.
إن الحمى الصفراء هي أهم أنواع الحمى النزفية وأن كانت علامات وأعراض المرض ليست مثالية. يصيب الرشح الإنسان والفقريات الأخرى لا سيما القرود. في الإنسان, يكون الصغار أكثر مقاومة وتكون الأعراض بين خفيفة إلى مميتة. في الحالات الشديدة تظهر الحمى فجأة بعد أن يكون الرشح قد مر بدور حضانة أمدها ( ٣- ٦) أيام. بالإضافة إلى الحمى, هناك صداع , وآلام في الورك والأرجل , إسهال وتقيؤ. يتأثر الكبد كثيرا ويظهر الاصفرار لا سيما في الحالات التي تنتهي بالموت.
أما حمى الضنك النزفية فإنها تكثر في جنوب شرق آسيا وقد يكون ظهورها مؤخرا بهذه الشدة بسبب إصابات رشحية مزدوجة. من أهم الأعراض , آثار النزف الخبيث وتصل الوفيات إلى حد ٧%.
ذات السحايا الرشحية:
هناك عدة أمراض في هذه اﻟﻤﺠموعة , منها ذات السحايا الرشحية الغربية والشرقية وسانت لويس وفنزويلا. من الثابت الآن أن هذه الرشحيات تصيب الطيور عادة وتنقلها أنواع بعوض الكيولكس التي تتغذى على الطيور. تصيب هذه الرشحيات الخيل أيضا. الأمراض في الإنسان خفيفة الوطأة ولكنها قد تترك أضرارا مثل تلك التي يتركها شلل الأطفال. في الشرق الأقصى يوجد مرض مشابه يسمى ذات السحايا الرشحية اليابانية.
الحميات القاصمة للعظم:
مرض الضنك عادة غير مميت والمرض يتميز بالاحمرار والآلام الشنيعة في المفاصل. في السنين الأخيرة ظهرت أمراض في أفريقيا وآسيا مشابهة بأعراضها لمرض الضنك وقد سميت عدة منها بالكلمات التي تصف قصف العظم أو قصف المفصل ومن هذه الأسماء:
شيكونغونيا (Chikungunya )
نيونك بنوغ , بيلي بيلي
إن الرشحيات التي تنقلها الحشرات والمفصليات الأخرى مجموعة غير متجانسة تحتوي على الحامض النووي الرايبوسي. لقد أمكن تصنيفها على أساس الأجسام المضادة , إلى عدة مجاميع عامة مثل أ , ب , ج. إن نوعية الأمراض لا تعني تقارب المسببات تصنيفياً.
تتكاثر الرواشح بكثرة في البعوض ففي حالة الحمى الصفراء لا تحتاج أكثر من ( ٣- ٤) أيام , وفي الضنك ( ٥- ٨) أيام في الحالات التي تشفى , تتمكن الأجسام المضادة من القضاء على الرشح خلال بضعة أيام لذلك لا يبقى فيها إلا القليل لتعدي أعدادا أخرى من الحشرات. ينتشر الرشح بعد أن يتكاثر بالخلايا المبطنة لمعدة البعوض , إلى محلات أخرى مثل الغدد اللعابية والجهاز العصبي. تعتمد الفترة التي تحتاجها الحشرة لكي تكون معدية على الحرارة , وكذلك على نوع الحشرة. فرشح الحمى الصفراء في بعوض عايدة المصرية يحتاج إلى ٣٦ يوما بدرجة حرارة ١٨ مْ و ٧ أيام في درجة ٣٧ مْ , و يظهر أن البعوض لا يتأثر بالرشح.
أكثر البعوض الناقل للرشح يعود إلى تحت العائلة كيوليسيني Culicinae.
وبالإضافة إلى الحساسية الذاتية والتفضيل الغذائي, تعتمد الأنواع على البيئة والسلوك. فمثلا يعتمد رشح الحمى الصفراء في الغابات على أنواع البعوض التي تعيش في الغابات , ولكن تبقى الأنواع التي تعيش في المدن ذات أهمية في انتشار هذا المرض في المدن. في حالات قليلة , قد تنقل بعض أنواع الأنوفلس رشحيات الحمى الصفراء والحمى القاصفة للعظم في بعض أنحاء العالم. وتعمل الطيور بمثابة الحيوان الخازن لرشحيات ذات السحايا.
المعالجة والمكافحة:
الحمى الصفراء: بعد أن ثبت أن بعوضة عايدة المصرية هي الناقلة للحمى الصفراء بين الناس في المدن , اتجهت الاهتمامات نحو مكافحة هذه البعوضة. ولما كان الإنسان لا يبقى معديا لفترة طويلة فقد أمكن مكافحة هذا المرض بسهولة. لقد أعتقد العلماء أنه أمكن القضاء على المرض. ولكن كانت تحدث حالات وبائية في المدن بين فترة وأخرى بالرغم من المكافحة والجهود المكثفة. لقد ظهر أن هذا المرض يصيب القرود أيضا وأنه موجود في الغابات , وأن هذه الحالات التي تحدث في المدن مصدرها الغابات. إن هذا الانتشار كان صدمة شديدة وأصبح الآن معروفا أنه ليس من السهل إبادة المرض , كما سبق أن فكر العلماء. ويبقى خطرا يهدد الإنسانية باستمرار. في بداية الخمسينات ابتدأت بلدان أمريكا اللاتينية باستعمال ال د. د. ت ضد يرقات و بالغات بعوضة عايدة المصرية.
وبعد استعمال دام ١٥ سنة , أدعى حوالي ١٧ قطرا أنها أبادت المرض إلا إن نشوء المقاومة ضد ال د. د. ت ووجود بعض الصعوبات الأخرى يجعل من الصعب الوصول إلى الإبادة الكاملة. وبالفعل حدثت إصابات جديدة في البلدان الخالية سابقا. ومن الممكن استعمال مبيدات الفسفور العضوي والكارباميت في الحالات الضرورية في المستقبل.
تقوم اللقاحات بأعمال تكميلية في مكافحة المرض على نطاق واسع كما أن أعمال المسح والتفتيش والبحث عن الحالات ضرورية ويقوم بها كثير من بلدان العالم.
وقد جرى استعمال الرش الدقيق جدا في الطائرات ضد البعوض بالمدن لمقاومة مرض الضنك النزفي .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|