أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2016
4362
التاريخ: 4-10-2017
2046
التاريخ: 2023-08-13
1044
التاريخ: 20-1-2016
26343
|
إن البيئة بقسميها الصالح والطالح ، تلعب دورا رئيسياً في مصير الطفل ، فالبيئة الصالحة تقوده إلى الخير والصلاح والاستقامة والكمال واما البيئة السيئة فهي على العكس تماما من البيئة الصالحة لأنها فعلا تقود الطفل إلى الانحراف والرذيلة، وسوء السلوك والعاقبة.
فالطفل المولود من ابوين صالحين ويعيش في اسرة متماسكة، تسودها الفضيلة واجواء الرحمة والايمان فهو يملك تربة صالحة لنشوء السجايا الحميدة والشمائل النبيلة في نفسه واما اذا ترك الطفل في بيئة فاسدة، او انتقل إلى اسرة اخرى خبيثة في طباعها سيئة في اخلاقها منحرفة في سلوكها فان النتيجة ستكشف عن انسان منحرف فاسد شرير لان ما اكتسبه او ورثه من ابويه، من صفات حميدة لم تستطع الصمود والمقاومة اما قوة التربية التي تلقاها من البيئة الفاسدة او الاسرة الخبيثة السيئة التي عاش في وسطها.
وكمثال حي على صدق ما نقول هو ابن نوح (عليه السلام) الذي عاش فترة طفولته مع ابيه وورث منه الفضائل والسلوك السوي ، الا انه خالط الاشرار والمنحرفين، من مشركين وكافرين فافسدوا حياته وسمموا افكاره فاختفت منه تلك الفضائل الموروثة من ابيه فكان من الهالكين غرقاً مع القوم الظالمين والملحدين.
وقد حكى عنه القرآن الكريم واصفا فعله بقوله:{إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}[هود: 46] حيث كان يقول:{سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ}[هود: 43]. وابوه نوح يقول له:{لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}[هود: 43]، الا انه بفعل رفاق السوء والبيئة السيئة والعقيدة المنحرفة ترك اباه نوحاً (عليه السلام) وفضل البقاء مع الكافرين والهالكين.
وفي المقابل من ذلك, ان كثيرا من الاطفال يولدون من والدين منحرفين فاسدين ويملكون الارضية التي تساعدهم على الشذوذ والانحراف والفساد. لو نقلوا إلى بيئة صالحة وتعهدهم مربون صالحون فلا ريب البتة ان الاخلاق الذميمة والعادات السيئة التي تعودوا عليها ستختفي من حياتهم وسلوكهم وينشؤون افرداً اسوياء صالحين يتسمون بالفضيلة والإيمان والخلق الكريم.
يقول العالم الغربي (الكسيس كارل) المعروف بعلم الاجنة والانسجة في العالم بهذا الصدد ما نصه:(تؤثر العوامل السيكولوجية تأثيراً أكبر على الفرد، فهي التي تكسب حياتنا شكلها العقلي والادبي اذا انها تولد النظام او التفرق وهي التي تدفعنا إلى اهمال انفسنا او السيطرة على الدورة الدموية والتغيرات الغددية فان لنظام العقل والاستعداد الفسيولوجي تأثيراً قاطعا ليس على حالة الفرد السيكولوجي فقط بل ايضاً على تكوينه العضوي والاخلاقي ومع اننا لا نعلم إلى أي مدى تستطيع التأثيرات العقلية التي تنشا من البيئة ان تحسن او تقضي على الميول المستمدة من الاسلاف فان لا شك في انها تلعب دورا رئيسيا في مصير الفرد فهي احيانا تبدد اسمى الصفات العقلية وتجعل افرادا معينين ينمون بدرجة لم تكن متوقعة على الاطلاق.... وهي تساعد الضعيف وتجعل القوي اكثر قوة).
ويقول ايضا:(انه مهما يمكن من امر ميول الاسلاف فان كل فرد يدفع بتأثير احوال النمو في طريق يقوده اما إلى العزلة في الجبال او إلى جمال التلال او إلى حال المستنقعات حيث يطيب للسواد الاعظم من الرجال المحتضرين ان يعيشوا)(1).
وبناء على ما تقدم يجب الاهتمام بالطفل وتوفير البيئة الصالحة لنموه، والمربي الصالح لتربيته والفكر الجيد لتغذيته، والعقيدة الصحيحة لاعتقاده كعقيدة الاسلام النزيه الواقعي عقيدة محمد (صلى الله عليه واله) واهل بيته المعصومين، (سلام الله عليهم اجمعين) لينشأ انسانا سويا صالحا متكاملا يفعل الخير لنفسه، ولأبناء جنسه وامته.
ومن هنا نفهم السر من دعوة النبي نوح (عليه السلام) بالهلاك على قومه، الذين ركبوا رؤوسهم واصروا على عنجهيتهم، واثروا الفكر والضلال على الايمان والهداية بعدما يئس من هدايتهم طيلة الف الا خمسين عاماً.
{رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}[نوح: 26، 27].
نعم، انهم يستحقون الهلاك والعذاب لأنهم كافرون فاسدون ومفسدون في الارض افسدوا البيئة ولا يلدوا الا ابناء فاسدين بالوراثة والتربية الفاسدة.
_________________
1ـ الإنسان ذلك المجهول : 198.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|