الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
استحداث المساحات الخضراء
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص621ــ624
2025-09-24
71
حظي موضوع المساحات الخضراء والمروج باهتمام الروايات لما لها من تأثير كبير على صحة الإنسان وسلامة البيئة. قبل أن نستعرض تلك الروايات، نلفت انتباه القارئ إلى نقطة وهي إنّ قيمة المساحات الخضراء واستحداثها لا يقتصر على الاستفادة الشخصية فحسب؛ بل تتعدّاها إلى استفادة الحيوانات والطيور، لدرجة أنه حتى مع يأس المزارع أو البستاني من حياته وبقائه، وبالتالي يأسـه من تحصيل أي نفع شخصي، حثت الروايات على استحداث المساحات الخضراء(1).
قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): ثَلاثٌ يَجْلِينَ الْبَصَرَ: النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ وَالنَّظَرُ إِلَى الْمَاءِ الْجَارِي وَالنَّظَرُ إِلَى الْوَجْهِ الحَسَن(2). إذا كانت جلوة البصر وإشراقه هو في النظر إلى المساحات الخضراء والماء الجاري، يتبيّن لنا إذاً أن استحداث الحدائق والروضات والمساحات الخضراء والمحافظة على نقاء الأجواء وصفائها هي أمور ينشدها الإسلام ويحثّ عليها؛ فلا التهاون في استحداثها جائز ولا التقصير في المحافظة عليها أو المحافظة على مصادر البيئة والمروج وروضات الأزهار مسموح. فإذا كان استحداث المساحات الخضراء يتم بالزراعة أو انتشار البذور أو الزراعة بالعُقل فإن ذلك هو الخير المضاعف(3).
إن للمساحات الخضراء والنباتات والزهور منظراً خاصاً، فقد روى الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) عن اهتمام النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالنباتات والزهور قائلاً: حَبَانِي رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) بِالْوَرْدِ بِكِلْتَا يَدَيْهِ، فَلَمَّا أَدْنَيْتُهُ إِلَى أَنْفِي قَالَ: إِنَّهُ سَيِّدُ رَيْحَانِ الْجَنَّةِ بَعْدَ الآس(4).
كان (صلى الله عليه وآله) يميل كثيراً إلى عطر الزهور، ويقول: حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمُ النِّسَاءُ وَالطَّيبُ وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاة(5)؛ وكان يرغّب على العطور ويحث على تعطير الأجواء ويقول: لَوْ أَذِنَ اللهُ تَعَالَى فِي التَّجَارَةِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ لَا تَجَرُوا فِي الْبَزِّ وَالْعِطر(6)، تعبيراً عن اهتمامه بالبيئة السليمة والهواء النقي والمعطر الذي يتحقق في ظل رعاية أصول البيئة وقواعدها.
ومن حيث أن العطر محبّب إلى الله تعالى وإلى حبيب الله (صلى الله عليه وآله) فقـد قـال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمُ... الطَّيبُ...(7).
آثار النظر إلى الخضرة
قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): أَرْبَعٌ يُضْئِنَ الْوَجْهَ:... النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ...(8).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثَلاثٌ يَجْلِينَ البَصَر: النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ...(9)؛ وفي حديث آخر قال (صلى الله عليه وآله): النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ يُسِرُّ...(10).
وروي عن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) قوله: النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ نُشْرَةٌ(11).
اشتراك المسلمين في المراتع ومياه الأنهار
تعد المراعي من المصالح العامة، وملكاً مشاعاً للمسلمين، وطبقاً للروايــات المنقولة، هم شركاء في الاستفادة منها. قال الإمام الكاظم (سلام الله عليه): سَأَلْتُهُ عَنْ مَاءِ الْوَادِي فَقَالَ: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ شُرَكَاءُ فِي الْمَاءِ وَالنَّارِ وَالْكَلإ(12).
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أيضاً أنه قال: ثَلاثٌ لا يُمْنَعْنَ: الماءُ وَالْكَلَأُ وَالنَّارِ [الوقود](13)؛ وكذلك قال (صلى الله عليه وآله): مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ وَكَلأٍ مَنَعَهُ اللهُ فَضْلَه يَوْمَ الْقِيَامَة(14).
حصر المراتع
قال الراوي: سَأَلْتُهُ [الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه]... أَيَحِلُّ لَهُ أَنْ يَحْمِيَ المُرَاعِي لِحَاجَتِهِ إِلَيْهَا؟ فَقَالَ: إِذَا كَانَتِ الأَرْضُ أَرْضَهُ فَلَهُ أَنْ يَحْمِيَ وَيُصَيَّرَ ذَلِكَ إِلَى مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ...(15).
قال الراوي: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (سلام الله عليه) عَنْ بَيْعِ الْكَلإ إِذَا كَانَ سَيْحاً فَيَعْمِدُ الرَّجُلُ إِلَى مَائِهِ فَيَسُوقُهُ إِلَى الْأَرْضِ فَيَسْقِيهِ الْحَشِيشَ وَهُوَ الَّذِي حَفَرَ النَّهَرَ وَلَهُ الماءُ يَزْرَعُ بِهِ مَا شَاءَ، فَقَالَ : إِذَا كَانَ الْماءُ لَهُ فَلْيَزْرَعْ بِهِ مَا شَاء(16)؛ وعليه، لا يجوز بيع المراعي [العامة] والتصرف بها.
__________________________
(1) أَنَّ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله) قَالَ: إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمُ الْفَسِيلَةُ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا (مستدرك الوسائل، ج 13، ص 460).
(2) تحف العقول، ص 409.
(3) انظر: اسلام ومحیط زیست، ص 270 - 271.
(4) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص 40 - 41.
(5) کتاب الخصال، ص 165.
(6) كنز العمال، ج 4، ص 31.
(7) كتاب الخصال، ص 165.
(8) كتاب الخصال، ص 237.
(9) الجامع الصغير، ج 1، ص 537.
(10) صحيفة الإمام الرضا (سلام الله عليه)، ص 72.
(11) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص 40.
(12) الفقيه، ج 3، ص 239.
(13) الجامع الصغير، ج 1، ص 537.
(14) الجامع الصغير، ج 2، ص 649.
(15) الكافي، ج 5، ص 276.
(16) الكافي، ج 5، ص 277.
الاكثر قراءة في البيئة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
