الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الطرق والشوارع
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص633ــ642
2025-09-24
72
على المسلم أن يسعى إلى شق الطرق والمحافظة على أمنها ونظافتها، إذ يشكل ذلك أحد القضايا المهمة بالنسبة للمجتمع الإنساني وموضع اهتمام الأديان الإلهية، ومن ضمنها الإسلام، وقد وعدت الأحاديث والروايات بالثواب الجزيل على استحداث الطرق وتعريضها ونظافتها وإنارتها، وإليك نصوص بعض تلك الروايات:
شق الطرق
نظراً للكثير من الروايات الواردة في ثواب تنظيف الطرق، فإن استحداث الطرق له ثواب أكبر بكثير، فعن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) أنه سُئِلَ عَن قَومٍ قَسَمُوا أَرْضاً أَوْ دَارًا عَلَى أَنْهُ لا طَرِيقَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ، فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ قِسْمَةِ المُسْلِمِين تُفْسَخُ هَذِهِ القِسْمَة وَتُرَدُّ إِلَى الحَقِّ(1).
توسيع الطرق وتعريضها
يتباين عرض الطريق تبعاً لأوضاع الزمان والمكان ومقتضياتهما. ففي رواية أنْ حَدَّ الطَّرِيقِ في عصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) سَبْعَةُ أَذْرُعٍ (ثلاثة أمتار ونصف)(2)؛ ولكن طبعاً مع تطوّر وسائط النقل والصناعة في الحياة البشرية في العصر الراهن، لا بد من توسيع الطرق وتعريضها لتستجيب لهذه المتطلبات وهـو مـا جاء ذكره في الفقه أيضاً، فقد روي عن الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) أنه قال: إذا قام القائم عجل الله فرجه... وَيُوسِّعُ الطَّرِيقَ الأَعْظَمَ فَيَصِيرُ سِتِّينَ ذِرَاعًا وَيَهْدِمُ كُلِّ مَسْجِدٍ عَلَى الطَّرِيقِ ... وَكُلَّ جَنَاحٍ وَكَنِيفٍ وَمِيزَابٍ إِلَى الطَّرِيق(3).
تقديم الراجل على الراكب والحافي على المنتعل
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صَاحِبُ الدابَّةِ أَحَقُّ بِالْجَادَّةِ مِنَ الْمُرَاجِلِ وَالْحَافِي أَحَقُّ بها مِنَ المنتَعِل(4).
نظافة الطريق
لقد نهى الدين الإسلامي الحنيف عن تلويث الطرق والأزقة والأحياء والأماكن العامة؛ كما ورد في قول الإمام موسى الكاظم (سلام الله عليه): تَوَقَّ... قَارِعَةَ الطريق...(5).
وروي عن رسول (صلى الله عليه وآله) قوله في نظافة الطرق: اعزِلِ الأَذَى عَنْ طَرِيقِ المُسْلِمِينَ(6)؛ وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: الإيمانُ بِضْع وَسَبْعُونَ شُعْبَةَ... أَدْناها إماطة الأذى عَنِ الطَّريقِ...(7).
وفيما يتعلق بالاستفادة من البحر والساحل روي عنه (صلى الله عليه وآله) قوله: مَنْ أَمَاطَ عَنْ طَرِيقِ المُسْلِمِينَ مَا يُؤْذِيهِمْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ قِرَاءَةِ أَرْبَعِمائَةِ آيَةٍ كُلُّ حَرْفٍ مِنْهَا بِعَشْرِ حَسَنَاتٍ(8). المراد بالطريق هنا ليس الطرق البرية فقط، وإنما يشمل الحديث الطرق البحرية والجوية أيضاً، كما أنّ الأذى الذي يقصده الحديث لا يقتصر على الحواجز المادية التي تمنع العبور بل كل ما يسبب الأذى للمارة ويضر بسلامة المجتمع ونشاطه، مثل روائح النفايات ودخان المصانع والتلوث الصوتي والضجيج، والموانع التي تعيق انسيابية حركة مرور وسائل النقل. وخلاصة معنى هذا الحديث الشريف هو أن قدسية رعاية مبادئ البيئة تعادل حرمة تلاوة النص الديني المقدس.
كان سلوك أئمة الدين منسجماً مع أقوالهم، لَقَدْ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (سلام الله عليه) يَمُرُّ عَلَى الْمَدَرَةِ فِي وَسَطِ الطَّرِيقِ فَيَنْزِلُ عَنْ دَابَّتِهِ يُنَحِّيَهَا بِيَدِهِ عَنِ الطَّرِيق(9).
آثار النظافة في الأماكن العامة والطرق
1. الصدقة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): في الإِنْسَانِ سِتُّونَ وَثَلَثْمائةِ مَفْصِلٍ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ مَفْصِلٍ مِنْهَا صَدَقَةً... الشَّيْءُ تُنَحِّيهِ عَنْ الطَّرِيقِ...(10) تعبيراً عن أنّ عمل المفصل في رفع الموانع عن طريق الناس يعدّ صدقة.
وفي حديث شريف آخر قال (صلى الله عليه وآله): إِنَّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةً قَالَ رَجُلٌ: مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ وقَالَ (صلى الله عليه وآله): إمَاطَتُكَ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ(11). وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: أَمِطِ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، فَإِنَّهُ لَكَ صَدَقَةٌ(12)؛ وقال (صلى الله عليه وآله): إمَاطَتُكَ الحَجَرَ وَالشّوكَ وَالعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ...(13).
2. غفران الذنوب: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): غَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِرَجُلٍ أَمَاطَ غُصْنَ شَوْكِ عَنِ الطَّرِيقِ [نفايات] مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ(14).
3. ثواب قراءة أربعمئة آية: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَنْ أَمَاطَ عَنْ طَرِيقِ المُسْلِمِينَ مَا يُؤْذِيهِمْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ قِرَاءَةِ أَرْبَعِمائَةِ آيَةٍ كُلُّ حَرْفٍ مِنْهَا بِعَشْرِ
حَسَنَاتٍ(15).
4. حسنة مكتوبة: وقال (صلى الله عليه وآله): مَن أمَاطَ أذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ كُتِبَ لَهُ حَسَنةٌ وَمَن تَقَبَّلَتْ مِنهُ حَسَنَةٌ دَخَلَ الجنَّة(16)؛ وكذلك قال (صلى الله عليه وآله): مَنْ رَفَعَ حَجَراً عَنِ الطَّرِيقِ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وَمَنْ كانَتْ لَهُ حَسَنَةٌ دَخَلَ الجنَّة(17) وقال (صلى الله عليه وآله): عُرِضَتْ عَلَى أُمَّتِي بِأَعْمَالِهَا حَسَنِها وَسَيئها فَرَأَيْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا إِمَاطَةَ الْأَذَى عَنِ طريق...(18).
5. رفع عذاب القبر: وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: مَرَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (سلام الله عليه) بِقَبْرِ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ مِنْ قَابِلِ، فَإِذَا هُوَ لَيْسَ يُعَذَّبُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ! مَرَرْتُ بِهَذَا الْقَبرِ عَامَ أَوَّلَ فَكَانَ صَاحِبُهُ يُعَذِّبُ ثُمَّ مَرَرْتُ بِهِ الْعَامَ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ يُعَذِّبُ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: يَا رُوحَ الله! إِنَّهُ أَدْرَكَ لَهُ وَلَدٌ صَالِحٌ فَأَصْلَحَ طَرِيقاً وآوَى يَتِيماً فَغَفَرْتُ لَهُ بِمَا عَمِلَ ابْنُهُ(19).
6. الجنة: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ، فَقَالَ: وَالله لأنحْيَنَّ هَذَا عَنْ المُسْلِمِينَ لا يُؤْذِيهِمْ فَأُدْخِلَ الجنَّة(20)، وكذلك قال (صلى الله عليه وآله): دَخَلَ عَبْدُ الْجَنَّةَ بِغُصْنٍ مِنْ شَوْكِ كَانَ عَلَى طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ فَأَمَاطَهُ عنه(21).
ونفس هذا الثواب لمن يراعي نظافة الطرق والشوارع والأماكن العامة ولا يرمي فيها نفايات المنازل والفنادق والسيارات والمصانع ... إلخ.
إضاءة الطرق العامة
في ضوء التعاليم الدينية لا ينبغي للمرء أن يغفل عن إضاءة الشوارع والأزقة؛ روي عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدِ نِعْمَةً أَحَبَّ أَنْ يَرَى عَلَيْهِ أَثَرَهَا. قِيلَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: يُنَظِّفُ ثَوْبَهُ وَيُطَيِّبُ رِيحَهُ وَيُجَصِّصُ دَارَهُ وَيَكْنُسُ أَفْنِيَتَهُ حَتَّى إِنَّ السِّرَاجَ قَبْلَ مَغِيبِ الشَّمْسِ يَنْفِي الْفَقْرَ وَيَزِيدُ فِي الرِّزْق(22).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَنْ أَسْرَجَ فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سِرَاجاً لَمْ تَزَلِ الْمَلائِكَةُ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ مَا دَامَ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ ضَوْءُ مِنَ السراج(23). ومردّ هذا الثواب أنّ المؤمنين يستخدمون المسجد للعبادة. ويعد ذلك معياراً أيضاً لإضاءة الطرق والأماكن العامة؛ فعباد الله يستفيدون من تلك الأماكن لأغراض التردّد فيها وقضاء شؤونهم الحياتية اليومية، ومن ضمنها ممارسة الطقوس العبادية مثل المراسيم الدينية، أو إنّها تقع على مسير عباداتهم أو تمشية أمور حياتهم، وهو من السعي الذي له أجر الجهاد في سبيل الله فالْكَادُّ عَلَى عِيالِهِ كَالمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ(24).
جزاء سد الطريق
سد الطريق من المعاصي الشائعة التي، مع الأسف، لا ينتبه لها معظم الأفراد، وبالتالي ينبغي للمسلمين أن يقفوا على آثارها ونتائجها، ومن بينها طبقاً لما ورد في الروايات:
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَنْ أَخْرَجَ مِيزَاباً أَوْ كَنِيفاً أَوْ أَوَتَدَ وَتِداً أَوْ أَوْثَقَ دَابَّةً [أو ركن سيارته] أَوْ حَفَرَ بِئراً فِي طَرِيقِ المُسْلِمِينَ فَأَصَابَ شَيْئًا فَعَطِبَ فَهُوَ لَهُ ضامن(25).
قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): مَنْ أَضَرَّ بِشَيْءٍ مِنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ لَهُ ضَامِن(26)؛ أي عليه التعويض عن الأضرار.
وقد روى المرحوم الشيخ الصدوق أنَّ: مَنْ سَدَّ طَرِيقاً بَتَرَ اللَّهُ عُمُرَهُ(27).
وقال الإمام زين العابدين (سلام الله عليه):... الذُّنُوبُ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ... سَدُّ طرقِ المُسْلِمِين(28).
وجاء في رواية أخرى: مَلْعُونٌ مَن سَدّ الطَّرِيقَ المُعرَبَة(29).
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: ثَلاثٌ مَلْعُونٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ: الْمُتَغَوِّطُ فِي ظِلَّ النزالِ وَالمانع الماء المنتابَ وَالسَّادُ الطَّرِيقَ المُسْلُوك(30)؛ وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: مَنْ أَخَذَ مِنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ شَيئاً جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ مِنْ سَبْعِ أَرْضِينَ(31).
ورُوِيَ أَنَّ الْفُرَاتَ مَدَّ عَلَى عَهْدِ عَلِي (سلام الله عليه)... قَالَ: لَا أَعْفُو عَنْكُمْ إِلَّا عَلَى أَنْ أَرْجِعَ وَقَدْ هَدَمْتُمْ هَذِهِ الْمجَالِسَ وَسَدَدْتُمْ كُلَّ كُوَّةٍ وَقَلَعْتُمْ كُلَّ مِيزَابٍ وَطَمَيتُم كُلَّ بَالُوعَةٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَإِنَّ هَذَا كُلَّهُ فِي طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ وَفِيهِ أَذًى لَهُم(32).
بعض الأمثلة على سدّ الطريق
تختلف حالات وأوضاع سدّ الطريق باختلاف الزمان والمكان، نستعرض هنا بعض الأمثلة:
1. إقامة الجدران في الطرق: نهى (صلى الله عليه وآله) عن إِخْرَاجِ الجدارِ فِي طُرُقَاتِ المُسْلِمِينَ...(33).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: مَنْ أَخْرَجَ جِدَارَ الدَارِ إِلَى طَرِيقِ لَيْسَ لَهُ فَإِنَّ عَلَيْهِ رَدَّهُ إِلَى مَوْضِعِهِ وَكَيْفَ يَزِيدُ إِلَى دَارِهِ مَا لَيْسَ لَهُ وَلَنْ يَتْرُكُ
ذَلِكَ(34)؟
2. الجلوس على قارعة الطريق: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) شَرُّ الْمَجَالِسِ الأَسْوَاقُ وَالطُّرُقُ، وَخَيْرُ المَجَالِسِ المَسَاجِدُ...(35)؛ وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطرقات... [وعلى فرض عدم سد الطريق] فَإِن أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمُجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا... غَضُ الْبَصَرِ [عن غير المحارم] وَكَفُ الأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُّ عَنِ الْمُنْكَرِ(36).
3. النزول في وسط الطريق: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثَلَاثَةٌ لا يُحِبُّهُمْ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ: رَجُلٌ... نَزَلَ على طريقِ السَّبِيلِ...(37). إذن، نستخلص من أحاديث النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، أنه لا ينبغي للمسلم الجلوس على قارعة الطريق المزدحم بالراكب والراجل، ويصبح مصدر إزعاج وأذى للمارة، بل عليه أن يتنحى نحو حافة الطريق.
4. تلويث الطرق: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتَّقُوا المَلَاعِنَ الثَّلَاثَ:... أَنْ يَقْعُدَ أَحَدُكُمْ فِي ظِلُّ يُسْتَظَلُّ فِيهِ أَوْ فِي طَرِيقٍ أَوْ فِي نَقعِ مَاءٍ(38)، وَقَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ (سلام الله عليه) أَيْنَ يَتَوَضَّأُ الْغُرَبَاءُ؟ فَقَالَ: يَتَّقُونَ... الطُّرُقَ النَّافِذَةَ...(39).
5. الصلاة في الطرق المزدحمة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سَبْعَةُ مَوَاطِنَ لا تَجُوزُ فِيهَا الصَّلاةُ:... وَمَحَجَّةُ الطَّرِيق(40).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: عَشَرَةُ مَوَاضِعَ لا يُصَلَّى فِيهَا.... مَسَانُ الطَّرِيقِ...(41).
تذكير: طبقاً لمضامين هذه الأحاديث والروايات الشريفة فإن أفعـال مـن قبيل الوقوف أو الجلوس أو التجمع أو ركن وسائل النقل في الأماكن التي تسبب سد الطريق وإعاقة انسيابية تردّد المارة في الأزقة والشوارع والأرصفة العامة والتقاطعات وكذلك تسيير قوافل الأفراح والأعراس، فإنّها تعد من أمثلة سد الطرق ناهيك عما تسببه من ضجيج وتلوّث صوتي؛ كما أن وضع البضائع والسلع والأشياء أمام المحلات والمتاجر في الأماكن المذكورة آنفاً، وكذلك نصب المظلات على المحلات، أو وضع البضائع والأشياء في الحدائق والمواقف العامة... إلخ لأغراض الاستفادة الشخصية والتي تسبب إعاقة انسيابية التردّد والسير كلها من أمثلة موانع الطريق، وتترتب عليها العقوبات المنصوص عليها في الأحاديث والروايات.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الأماكن المخصصة للتردّد والمرور في المساجد والمزارات والمصليات والحدائق والمحطات والمدارس والجامعات... وغيرها، تعد معابر عامة، وأي تضييق أو سدّ لهذه المعابر ينطبق عليها نفس هذا الحكم.
تردد النساء على حافة الطرق والأزقة والشوارع
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليسَ لِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ... فِي الطُّرُقِ إِلَّا الحَوَاشِيَ(42)؛ وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: لَيْسَ لِلنِّساءِ وَسَطُ الطَّرِيق(43).
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) قوله: أَيُّ إِمْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ وَخَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا؛ فَهِيَ تُلْعَنُ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهَا مَتَى رَجَعَتْ(44).
وعن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) أنه قال: لا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَمْشِيَ فِي وَسَطِ الطَّرِيقِ وَلَكِنَّهَا تَمْشِي إِلَى جَانِبِ الْحَائِطِ(45)؛ وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَمشِيَ وَسَطَ الطَريق؛ وَلَكِنْ تَمْشِي فِي جَانِبِيهِ(46).
ملاحظة: الرسالة التي تحملها هذه الأحاديث هي أن تردّد النساء في الأماكن العامة والطرق يجب أن يكون على نحوٍ لا يثير انتباه غير المحارم، صوناً لشخصية المرأة وعفّتها.
_________________________
(1) دعائم الإسلام، ج 2، ص 500.
(2) مرآة العقول، ج 19، ص 401. وردت في كتاب (الكافي، ج 5، ص 295) هذه العبارة: ... وَالطَّرِيقُ إِذَا تَشَاحَّ عَلَيْهِ أَهْلُهُ فَحَدُّهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ.
(3) الغيبة، الطوسي، ص 475.
(4) دعائم الإسلام، ج 1، ص 348 انظر: مكارم الأخلاق، ص 258.
(5) تحف العقول، ص 411.
(6) الجامع الصغير، ج 1، ص 174.
(7) الجامع الصغير، ج 1، ص 478.
(8) الأمالي، الطوسي، ص 183.
(9) الأمالي، الطوسي، ص 673؛ بحار الأنوار، ج 72، ص 50.
(10) الجامع الصغير، ج 2، ص221.
(11) الدعوات، ص 98؛ مستدرك الوسائل، ج 7، ص 242.
(12) الجامع الصغير، ج 1، ص 251.
(13) الجامع الصغير، ج 1، ص 497.
(14) الجامع الصغير، ج 2، ص 201.
(15) الأمالي، الطوسي، ص 183؛ مستدرك الوسائل، ج 12، ص 385.
(16) الجامع الصغير، ج 2، ص 581.
(17) الجامع الصغير، ج 2، ص 604.
(18) الجامع الصغير، ج 2، ص 153.
(19) الأمالي الصدوق، ص 512؛ انظر: الكافي، ج 6، ص 3 - 4.
(20) الجامع الصغير، ج 2، ص 535.
(21) کتاب الخصال، ص32.
(22) الأمالي الطوسي، ص 275؛ وسائل الشيعة، ج 5، ص 7.
(23) الفقيه، ج 1، ص 237.
(24) الكافي، ج 5، ص 88.
(25 و 26) الكافي، ج 7، ص 350.
(27) الفقيه، ج 1، ص 26.
(28) معاني الأخبار، ص 271.
(29) مجمع البحرين، ج 2، ص119.
(30) الكافي، ج 2، ص 292.
(31) الجامع الصغير، ج 2، ص 559.
(32) الخرائج والجرائح، ج 1، ص 230 - 231؛ مستدرك الوسائل، ج 17، ص119.
(33) دعائم الإسلام، ج 2، ص 487.
(34) دعائم الإسلام، ج 2، ص 487.
(35) الجامع الصغير، ج 2، ص 77.
(36) الجامع الصغير، ج 1، ص 447.
(37) الجامع الصغير، ج 1، ص 545.
(38) الجامع الصغير، ج 1، ص 27.
(39) الفقيه، ج 1، ص 25.
(40) الجامع الصغير، ج 2، ص 43.
(41) المحاسن، ص 13؛ الكافي، ج 3، ص390.
(42) الجامع الصغير، ج 2، ص 462؛ انظر: مكارم الأخلاق، ص 259.
(43) الجامع الصغير، ج 2، ص 462.
(44) وسائل الشيعة، ج 14، ص 114.
(45) الفقيه، ج 3، ص 561.
(46) مكارم الأخلاق، ص258.
الاكثر قراءة في البيئة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
