الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
ثواب شق الأنهار
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص629ــ631
2025-09-29
48
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سَبْعَةُ أَسْبَابٍ يُكْتَبُ لِلْعَبْدِ ثَوَابُهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ: رَجُلٌ ... أَجْرَى نَهَراً...(1).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أيضاً قوله: سِتُّ خِصَالٍ يَنْتَفَعُ بِهَا الْمُؤْمِنُ بَعْدِ مَوْتِهِ: ... صَدَقَةٌ مَاءٍ يُجْرِيهِ...(2).
تذكير: هذه الروايات ليست بصدد تبيين جميع الأعمال الصالحات الباقيات حتى بعد الموت -؛ ولذلك نجد اختلاف تعدادها في المناسبات المختلفة والقاسم المشترك والعام بينها هو ما تصرح به الآية الكريمة {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12]؛ أي إنّ ما يفعله في حياته، وما يخلفه بعد موته من باقيات صالحات، يسجل في صحيفة أعماله.
الاستفادة من البحر والساحل
الله تعالى هو الممسك بمقاليد جميع الخلائق، وقـد سـخر البحار والأنهار والشمس والقمر والليل والنهار للإنسان لكي يستفيد منها: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [إبراهيم: 32، 33].
الظروف الطبيعية للتمتع بالنعمة هي عدم تلويثها، وتدخل البحار في هذا السياق. وقد قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): مَنْ أَمَاطَ عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ مَا يُؤْذِيهِمْ كَتَبَ اللهُ لَهُ أَجْرَ قِرَاءَةِ أَرْبَعِمِائَةِ آيَةٍ كُلُّ حَرْفٍ مِنْهَا بِعَشْرِ حَسَنَاتٍ(3)، ويشمل الحديث الشريف الممرات البحرية والجسور الجوية أيضاً، ذلك أن المراد بالشيء المؤذي ليس الموانع المادية فحسب، وإنّما كل ما يسبب الأذى للمجتمع أو التأثير سلباً على صحته ونشاطه.
قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): مِنْ أَعْظَمِ الْفَجَائِعِ إِضَاعَةُ الصَّنَائِعِ(4).
البحر والفلك المسخّرة هي من صنائع الله الكبرى ويستفيد منها الجميع؛ فعـدم تلويث البحار، وتجنّب الإضرار بالسفن وصيانتها هي من أمثلة هذه الأحاديث الشريفة.
عدم تلويث مياه البحر
هنالك بعض الآيات الكريمة من قبيل {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم: 41]، {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30]، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96] و {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11] تدل دلالة تامة على أن الإنسان جزء من الجسم المتحد والمتماسك لعالم الإمكان، وفي مظالمه ومعاصيه انتشار للفساد في البر والبحر؛ كما أنّ الأرض والسماء تفيض بالبركات إن هـو اختار الخيرات والطاعات والصلاح. وبطبيعة الحال، فإن نيران الفساد تلك سوف تلتهم الإنسان العاصي ومعه سائر خلائق البر والبحر(5). وقد روي عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) قوله: حَيَاةُ دَوَابِّ البَحْرِ بِالمَطَرِ، فَإِذَا كُفَّ المَطَرُ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي البَحرِ وَالبَرِّ وَذَلِكَ إِذَا كَثُرتِ الذُّنُوبُ وَالْمَعَاصِي(6).
_________________________
(1) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، ج 2، ص 110.
(2) کتاب الخصال، ص 323.
(3) الأمالي، الطوسي، ص 183؛ مستدرك الوسائل، ج 12، ص 385.
(4) غرر الحكم، ص 387.
(5) تسنيم، ج 4، ص 540.
(6) تفسير القمي، ج 2، ص 160.
الاكثر قراءة في البيئة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
