المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



احكام المنازل واماكن السكن  
  
1664   09:07 صباحاً   التاريخ: 20-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص210-212
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /

تحتلّ مسألة الاعمار والبناء من حيث الموقع الجغرافي لها وشكلها الهندسي وسائر الامور المتعلقة بها الصدارة في الاهتمامات البيئية نظرا لما تعكسه من جمال على الطبيعة فيما لو جرى بناؤها ضمن المعايير والقوانين المتبعة، او لهجة تشويهها للبيئة فيما لو يراعى فيها هذه المعايير والقوانين.

لذا تعطي المجالس البلدية في المدن والقرى الاهتمام الخاص بها، ولا يمكن ان تجد في مدينة او قرية ما فراغا من الناحية القانونية في هذا المجال، حيث يجري اتباع نظام خاص بها، او ما هو متعارف عليه اليوم من ضرورة الحصول على الرخصة قبل المباشرة بالبناء.

ولا يخفى مدى العلاقة والارتباط الكبير بين العمل على تخطيط وتنظيم عملية بناء الدور والمساكن وبين قضايا البيئة.

فكما ان لها دورا اساسيا في الصورة الجمالية لطبيعة البيئة، فكذلك لها مستتبعات على الصحة العامة، وذلك ان بناؤها وفقا للشروط المتبعة ومراعاة شروط الصحة العامة كما في توفير البنى التحتية ومجاري الصرف الصحي وغيرها، ويمكن ان يجنب المدن والقرى الكثير من الكوارث الصحية المؤثرة على البيئة.

هذا فضلا عن وجوب مراعاة الانظمة لجهة الحفاظ على النظافة العامة التي تترك اثارا ايجابية او سلبية على صحة الانسان وسائر الكائنات الحية.

ومن هنا كان للإسلام قوانينه واحكامه في بناء الدور والمساكن من جهات مختلفة وكلها تدخل في نطاق الحفاظ على البيئة العامة.

ويظهر من بعض الروايات اهتمام النبي (صلى الله عليه واله) بنفسه بتخطيط وتنظيم اماكن سكنه التي ينوي بنائها، وهذا ما حصل عندما دخل النبي (صلى الله عليه واله) إلى المدينة مهاجرة اليها من مكة المكرمة، ولم يكن يملك دارا فيها. ففي الحديث مع معاوية بن عمار، عن ابي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال : لما دخل النبي (صلى الله عليه واله) المدينة خط دورها برجله، ثم قال : اللهم من باع رباعه فلا تبارك له (1).

وبين العلامة المجلسي المراد من قوله (عليه السلام) (خط دورها) فقال : بالفتح، أي حولها، او بالضم جمع الدار، فالمراد بها الدور التي بناها له ولأهل بيته واصحابه (صلى الله عليه واله)، والرباع بالكسر جمع الربع بالفتح وهي الدار (2).

ومهما كانت التفسيرات لهذا الحديث الشريف، فانه يظهر منه انه (صلوات الله عليه) تولى بنفسه قضية البناء وتنظيم البيوت وعمل على انشائها على أساس منظم وشرعي، خصوصا ان داره (صلى الله عليه واله) ستكون المحور الذي على اساسه تبنى سائر الدور.

_________________

1ـ الكافي، م.س، ج5، ص92، باب 50، ح7.

2- بحار الانوار،م.س،ج19،ص120،ح4.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.