أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-3-2016
4740
التاريخ: 16-10-2014
1652
التاريخ: 16-10-2014
9514
التاريخ: 16-10-2014
2844
|
حين تتبع كلمات أصحاب التفسير الإشاري وكتبهم ، يمكن أن نأتي بتقسيمات ثلاثة للتفسير الإشاري :
أ ـ تقسيم التفسير الإشاري بحسب حالات اصحابه
ويمكن أن نقسمه الى نوعين :
1- التفسير الإشاري النظري
العرفان النظري الحاصل من الرياضات الفكرية المنظمة عادة ، الذي له نظام خاص حول المبدأ والمعاد والأنفس والآفاق ، إذا استخدم في تفسير الآيات ، نعد هذا التفسير ، تفسيراً إشارياً نظرياً ، ومثاله : التفسير المنسوب الى ابن عربي ؛ فإنه ألف تفسيره على أصول العرفان النظري ، خصوصاً على مسألة وحدة الوجود .
2- التفسير الإشاري الشهودي أو الفيضي
تارة لا يكون لدى المفسر نظام فكري نظري عرفاني ، بل المفسر يعد من أصحاب الرياضات القلبية و المكاشفات الشهودية ، فحينما ينظر الى الآيات ويدقق فيها ، في حالة الوجد والجذب ، خصوصاً في الحالة المنامية التي تكون بين اليقظة والنوم ، يفهم من الآيات معنى خاصاً ، فيفسر تلك الآيات على حسب تلك المعطيات فيسمون تفسيرها تفسيراً فيضياً أو شهودياً .
وتفاسير الصوفية التي ليس لها مبانٍ نظرية ن وادعوا لها الكشف والإلهام ، تعد من هذا النوع ، سواء أكان يوافق الظاهر أم يخالفه .
ب ـ تقسيم التفسير الإشاري بحسب للظاهر
1- التفسير الإشاري الموافق لظاهر الآيات ، سواء كان ذلك التفسير ممكن الوصول من الظاهر ، او لا يظهر ابتداءً للآخرين .
2- التفسير الإشاري الذي لا يوافق ظاهر الآيات ولا يخالفه ، فيحتمل أن يندرج تحت الآية ، او يكون خارجاً عن مفهومها .
3- التفسير الإشاري المخالف لظاهر الآية بالتضاد أو التناقض .
ولكل هذه الأقسام الثلاثة إما يذكر شاهداً من الكتاب أو السنة ، او يذكر الكشف الباطن ، او لا يذكر أي شاهد على تفسيره الإشاري الخاص ، فظهر بهذا البيان ان أقسام التفسير الإشاري بحسب نسبته الى الظاهر تسعة كالتالي :
أقسام التفسير الإشاري باعتبار نسبته الى الظاهر
1- موافق للظاهر : أ) عليه شاهد من الكتاب أو السنة ، ب) مع ادعاء الكشف ، ج) لا يذكر عليه شاهد .
2- لا موافق ولا مخالف للظاهر : أ ) عليه شاهد من الكتاب أو السنة ، ب) مع ادعاء الكشف ، ج) لا يذكر عليه شاهد .
3- مخالف للظاهر : أ ) عليه شاهد من الكتاب أو السنة ، ب) مع ادعاء الكشف ، ج) لا يذكر عليه شاهد .
وفي ما يلي نذكر نماذج لكل هذه الاقسام التسعة ، ونذكر ايضا حكمها ، طبقاً لشروط قبول التفسير الإشاري :
القسم الأول : ما يوافق الظاهر وعليه شاهد من الكتاب أو السنة
يقول العارف الفيلسوف صدر المتألهين ، محمد بن ابراهيم الشيرازي : واليوم في قوله : {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق: 9] يوم البرزخ ، وهو : القيامة الوسطى ، إذ فيه تختبر سرائر النفس : لأنه يوم علنت الضمائر النفسية وخفيت الظواهر الجسمية ، وفيه يحشر الناس على صور نياتهم – كما ورد في الحديث – وورد ايضاً : يحشر بعض الناس على صورة تحسن عندها القردة والخنازير (1).
ولا شك في اعتبار هذا النوع من التفسير ، بل هو من أفضل طرق التفسير العرفاني وأصحها ، ولا يمكن منعه ، فهو مما اتفق عليه جميع الآراء من أهل الفرق والمذاهب .
القسم الثاني : ما يوافق الظاهر وعليه ادعاء الكشف
يقول صدر الدين الشيرازي في تفسير (فضل الله ) : ما يتراءى من مواضع استعمالات هذا اللفظ في القرآن وغيره مع ضرب من إلهام الله تعالى وتأييد ، هو : أن الفضل عبارة عما به يتفضل الإنسان على جميع ما في هذا العالم من الجواهر والأعراض ، ويستحق بذلك مسجودية الملائكة والجان ، وهو عبارة عن الإيمان بالله والعلم بحقائق الأشياء كما هي .
والتجرد عن العالم الحسي ، وهو إنما حصل عياناً للنبي صلى الله عليه واله وسلم بالأصالة ، ولأولياء الله من أهل بيت نبوته وولايته تبعاً ، وحصل علماً برهانياً لحكماء أمته ، وسماعاً تقليدياً لعوام أهل الإيمان ، كل ذلك بواسطة إشراق نور النبوة على أراضي قابلية قلوبهم ، إلا ان في الأول وقوع النار ، وفي الثاني عكسه ، وفي الثالث ظله (2).
فهو يفسر (فضل الله ) في الآية الرابعة من سورة الجمعة ، بـ (الإيمان بالله والعلم بحقائق الأشياء ) ، بواسطة الإلهام الرباني والتأييد الإلهي .
وهذا القسم مقبول وممدوح ؛ لأنه موافق للظاهر ، سواء اعترفنا بالكشف والإلهام ، أم لم نعترف به ، ولكن على كل حال ، فإن حصول هذا الكشف للإنسان ، أو ادعاءه ممن يعد اهلا له ، يؤيد ظاهر الآية ويقويه .
القسم الثالث : ما يوافق الظاهر من دون ذكر الشاهد
يقول ابن عربي في تفسير الآية : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [آل عمران: 169] : سواء كان قتلهم بالجهاد الأصغر ، وبذل النفس طلباً لرضا الله ، او بالجهاد الأكبر ، وكسر النفس وقمع الهوى بالرياضة { أمواتا بل أحياء عند ربهم } بالحياة الحقيقة ، مجردين عن دنس الطبائع ، مقربين في حضرة القدس ، { يُرْزَقُونَ } من الأرزاق المعنوية ، أي المعارف والحقائق واستشراق الأنوار ، ويرزقون في الجنة الصورية ، كما يرزق ساير الأحياء ، فإن للجنة مراتب ، بعضها معنوية وبعضها صورية ، ولكل من المعنوية والصورية درجات على حسب الأعمال (3).
وهذا القسم ايضا مقبول ؛ لأنه موافق للظاهر ، فالظاهر أقوى دليل على التفسير ، فظاهر الرزق ، وهو العموم ، يشمل كلاً من الأرزاق المعنوية والصورية .
القسم الرابع : لا يوافق الظاهر ولا يخالقه وعليه شاهد
في ذيل الآية : {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف : 146] يقول ابن عربي : لأن التكبر من صفات النفس ، فهم في مقام النفس محجوبون عن آيات الصفات التي تكون في مقام القلب ، دون المتكبرين بالحق ، الذين اتصفوا بصفة الكبرياء في مقام المحو والفناء ، فقام كبرياؤه تعالى مقام تكبرهم ، كما قال جعفر الصادق عليه السلام في جواب من قال له : فيك كل فضيلة إلا انت متكبراً ! فقال : " لست بمتكبر ، ولكن كبرياء الله تعالى قام مني مقام التكبر " (4).
وحكم هذا القسم من التفسير يتعلق بقوة الشاهد وضعفه ، فإذا كان الشاهد قوياً ومعتبراً ، يمكن الاتكال عليه ، وإلا فلا .
القسم الخامس : لا يوافق الظاهر ولا يخالفه مع ادعاء الكشف
ذيل الآية : {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ...} [البقرة: 31] يتكلم صدر الدين الشيرازي على ماهية الإنسان الكامل ، ويفصل الكلام حتى يصل الى مبحث العقل الفعال ، ويذكر عنوان (دقيقة إلهاميه) ، ويقول : ها هنا دقيقة أخرى لا يقدر جماهير الفضلاء ان يدركوها ، فضلاً عن غيرهم من أسراء الوهم والخيال ، وهي : أن العقل الفعال ، مع أنه فاعل متقدم على غيره من الممكنات ، فهو بعينه ثمرة حاصلة من وجوداتها المترتبة في الاستكمال والارتقاء الى الكمال ، وهذا من أعجب العجائب ، مع أنه حق لا مرية فيه ، لهذا الفقير المنكسر البال ، والمشوش الحال (5).
ولا يمكن إصدار حكم على هذا القسم ، إلا أن تحصل لنا تلك التجربة الإلهامية اليقينية ، وإن لم تحصل لنا ، فالسكوت أولى ، نعم إذا كان الإلهام مخالفاً للبرهان اليقيني والنقل القطعي ، لا نقبله ويجب رده .
القسم السادس : لا يوافق الظاهر ولا يخالفه وليس عليه شاهد
يقول ابن عربي في تفسير الآية 22 و 23 من المعارج ( إلا المصلين ) ، أي : الإنسان بمقتضى خلقته وطبيعة نفسه معدن الرذائل ، إلا الذين جاهدوا في الله حق جهاده ، وتجردوا عن ملابس النفس ، وتنزهوا عن صفاتها ، من الواصلين الذين هم اهل الشهود الذاتي ، {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 23] ، فإن المشاهدة صلاة الروح ، غابوا في دوام مشاهدتهم ، عن النفس وصفاتها ، وعن كل ما سوى مشهودهم (6).
ويعد من هذا القسم تفسير الحروف المقطعة بأيدي الصوفية ، بأمور لا دليل عليها ولا شاهد لها (7).
وحكم هذا القسم معلوم ، فالتفسير غير الحاصل من الظاهر لا يقبل إلا بدليل ، وإذا كان التفسير لا ينبع من الظاهر ولا يوجد عليه شاهد ، فلا يمكن نسبته الى الله تعالى .
القسم السابع : ما يخالف الظاهر وعليه دليل من الكتاب والسنة
يقول ابن عربي عند تفسير قوله تعالى : {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] يقول : لا بالعدد والمقارنة ، بل بامتيازهم عنه بتعيناتهم ، واحتجابهم عنه بماهياتهم وإنياتهم : وافتراقهم منه بالإمكان اللازم لماهياتهم وهوياتهم ، وتحققهم بوجوبه اللازم لذاته ، واتصاله بهم بهويته المندرجة في هوياتهم ، وتحققهم بوجوبه اللازم لذاته ، واتصاله بهم بهويته المندرجة في هوياتهم ، وظهوره في مظاهرهم ، وتستره بماهياتهم و وجوداتهم المشخصة ، وإقامتها بعين وجوده ، وإيجابهم بوجوبه ، فبهذه الاعتبارات هو رابع معهم ، ولو اعتبرت الحقيقة ، لكان عينهم ، ولهذا قيل : لولا الاعتبارات لارتفعت الحكمة ، وقال أمير المؤمنين عليه السلام " العلم نقطة كثرها الجاهلون " (8).
ويظهر اعتبار هذا القسم من التفسير من اعتبار الشاهد المذكور في الكلام ، فإن الكتاب والسنة بمقدورهما صرف الآيات عن الظاهر ، ولكن بشروط موجودة في كتب الأصول والتفسير ، ومن تلك الشروط : عدم التباين والتضاد .
القسم الثامن : ما يخالف الظاهر وعليه ادعاء الكشف
جاء في تفسير (عرائس البيان في حقائق القرآن ) ، ذيل الآية : {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ } [التوبة: 91] : وصف الله زمرة أهل المراقبات ، ومجالس المحاضرات ، والهائمين في المشاهدات ، والمستغرقين في بحار الأزليات ، الذين أنحلوا جسومهم بالمجاهدات ، وأمرضوا نفوسهم بالرياضات ، وأذابوا قلوبهم بدوام الذكر وجولانها في الفكر ، وخرجوا بعقائدهم الصافية عن الدنيا الفانية بمشاهدته الباقية (9).
فهذا التفسير يخالف ظاهر الآية ؛ لأن المتبادر من الضعفاء في الآية ، ليس اصحاب المراقبة والشهود ، ومؤلف التفسير ، وهو : ابو محمد الشيرازي ،ادعى أن ما قاله في تفسيره سوانح سنحت له من حقائق القرآن ، وإشارات تجلت له من جانب الرحمن (10) .
وهذا النوع من التفسير ليس مقبولاً لدى الآخرين ؛ لأن ادعاء الكشف من جانب احدٍ لا يكون حجة للتفسير عند من لا يجد ذلك الكشف .
القسم التاسع : ما يخالف الظاهر ولا يوجد عليه شاهد
في ذيل الآية : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ....} [البقرة : 6] يقول ابن عربي في فتوحاته : يا محمد { إن الذين كفروا } ستروا محبتهم في عنهم {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ } بودعيك الذي ارسلتك به {أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} بكلامك ؛ فإنهم لا يعقلون غيري ، وأنت تنذرهم بخلقي ، وهم ما عقلوه ولا شاهدوه ، وكيف بك ، وقد ختمت على قلوبهم ، فلم اجعل فيها متسعاً لغيري ، وعلى سمعهم ، فلا يسمعون كلاماً في العالم إلا مني ، وعلى ابصارهم غشاوة من بهائي عند مشاهدتي ، فلا تبصرون سواي ، ولهم عذاب عظيم عندي ، اردهم بعد هذا المشهد السني الى إنذارك ، وأحجبهم عني ، كما فعلت بك بعد قاب قوسين أو أدنى قرباً ، أنزلتك الى من يكذبك ، ويرد ما جئت به إليه مني في وجهك ، وتسمع في ما يضيق به صدرك ، فأين ذلك الشرح الذي شاهدته في إسرائك ، فهكذا أمنائي على خلقي الذين أخفيتهم رضاي عنهم ، فلا أسخط عليهم أبداً (11) (12).
وهذا القسم من التفسير مرفوض وممنوع ، مباين لصريح القرآن تماماً ، وهو يرد رأساً ؛ لأنه من أوضح المصاديق المخالفة للقرآن ، فيجب طرحه ورميه على الجدار ، فشخصية مثل ابن عربي ، ولو كانت كبيرة ، إلا أن الحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال . وإذا كان مصدر هذا النوع من التفسير الكشف والإلهام ، فإنه غير معتبراً ايضا في المقام ، فالكشف المخالف لدليل قطعي ، غير معتبر في التفسير ، بل لا يمكن تسميته بالتفسير .
ج- تقسيم التفسير الإشاري بحسب الكتب التفسيرية الإشارية
يمكن تقسيم كتب التفسير الإشارية بالنظر الى العناية بالظواهر الى مايلي :
1- ولا يذكر الظاهر من الكتاب ، ولكن المؤلف يعتقد بالظاهر ، فهو اعتماداً على ما هو موجود في التفاسير لا يذكر الظاهر .
والتفسير المنسوب لابن عربي ، يعد من هذا القسم ؛ فإنه في مقدمة تفسيره يقول : فرأيت أن أعلق ببعض ما ينسخ لي في الأوقات ، من أسرار حقائق البطون ، وأنوار شوارق المطلعات ، دون ما يتعلق بالظواهر والحدود ، فإنه قد عين لها حد محدود ، وقيل : من فسر برأيه فقد كفر ، وأما التأويل فلا يبقى ولا يذر ، فإنه يختلف بحسب أحوال المستمع وأوقاته ، في مراتب سلوكه وتفاوت درجاته ، وكلما ترقى عن مقامه ، انفتح له باب فهم جديد ، واطلع به على لطيف معنى عتيد (13).
2- يفسر الظاهر على حسب قواعد الظهور أولاً ، ويأتي بما يناسب الآيات المذكور من الإشارات اللطيفة ، والبطون العميقة ، التي تحصل لأرباب السلوك ، وهذا مثل تفسير القرآن العظيم ، لصدر المتألهين الشيرازي ، فإنه يقول : وذكرت فيها من التفاسير المذكورة في معانيها ، ولخصت كلام المفسرين النظارين في مبانيها ، ثم أتبعتها بزوائد لطيفة يقتضيها الحال والمقام ، وأردفتها بفوائد شريفة يفضيها المفضل المنعام (14).
ويقول ايضا : ومورداً في كل باب – قبل الإشارة الى ما هو صريح الحق والصواب ، وقرة عيون أولي البصائر والألباب – طائفة من كلمات القوم وتأليفاتهم وفوائدهم وتدقيقاتهم في الكتاب ، مخلصاً لثمرات كلامهم (15).
3- يذكر الظاهر والإشارات العرفانية مختلطين ، دون أن يفرق بين تفسير الظاهر والباطن ، وذلك مثل تفسير (روح البيان ) للشيخ إسماعيل حقي البروسوي ، من أهل السنة ، وتفسير (بيان السعادة في مقامات العبادة ) ، لسلطان محمد الجنابذي ، من الإمامية . يقول الجنابذي في مقدمة تفسيره في الفصل السابع : تفسير الآيات والأخبار عبارة عن إبانة مفاهيم ألفاظها ، وكشف الغطاء عن مقاصدها ، والإشارة الى إشاراتها ، والإيماء الى لطائفها التي اتصف المفسر بها ، والتنبيه على حقائقها ، التصريح بتنزيلها ، والتلويح الى تأويلها .... وإن من لم يعرف الإشارات ، ولم يجد اللطائف في وجوده ، كان تفسيراً ناقصاً . بل تفسيراً بالرأي الذي كان تمامه خطأ ، وهكذا الحال في معرفة التأويل (16).
ويذكر أنه هناك نوع آخر من النظر الى القرآن ، وهو ترك الظاهر كلا والرجوع الى تأويل الآيات طراً ، وهذا معروف بالتفسير الباطني ، فالباطنية حسبما ينسب إليهم ، يتركون الظواهر ويميلون الى الباطن ، و لكن لا يتمسكون بالباطن المشهود ، فإنهم كثيراً ما ينسبون الى القرآن الكريم اشياء ، ليس لها أي دليل ، بل لا تدخل تحت عنوان التفسير الشهودي الفيضي ، فهذا النوع في الحقيقة ليس تفسيراً لكلام الله العظيم ، فإن رفع اليد عن الظاهر في تفسير الآيات والرجوع الى التأويل والباطن من غير دليل وشاهد ، يعد بمنزلة ترك كلام الله الكريم ، ويدخل تحت التفسير بالرأي ، الذي يوجب النار في يوم المعاد ، لأجل هذا لم نذكر هذا النوع في الأنواع المذكورة آنفاً ؛ لأنه لا يدخل في باب التفسير أصلاً .
___________________
1- تفسير القرآن الكريم 7 : 443 .
2- المصدر السابق : 176 ، ذيل الآية 4 من سورة الجمعة .
3- تفسير ابن عربي 1 : 130 ، ذيل الآية 169 من سورة آل عمران .
4- تفسير ابن عربي 2 : 241 ، ذيل الآية 146 من سورة الأعراف .
5- تفسير القرآن الكريم 4 : 393 ، ذيل الآية 31 و 32 من سورة البقرة .
6- تفسير ابن عربي 2 : 370 ، ذيل الآية 22 و 23 من سورة المعارج .
7- راجع : تفسير القرآن العظيم ، للتستري : 9-12 ، ذيل الآية 1 من سورة البقرة .
8- تفسير ابن عربي 2 : 324 ، ذيل الآية 7 من سورة المجادلة .
9- راجع : التفسير والمفسرون ، للذهبي 2 : 391 ، نقلا عن تفسير عرائس البيان 1 : 329 .
10 – المصدر السابق 2 : 391 ، نقلا عن عرائس البيان 1 : 3 .
11- الفتوحات المكية 1 :115 .
12- هذا النوع من التفسير باطل بإجماع المسلمين ، ومن ثم نشك في نسبته الى ابن العربي ، فكيف صدر عنه هذا النوع ، مع أن في تفسير ابن عربي وفي تفسير رحمة من الرحمان ، عند تفسير الآية 6 من سورة البقرة لا نجده ، بل فسر هذه الآية في الكتابين طبقاً لقاعدة القوم ، وحفظاً للظاهر والباطن معاً .
13- تفسير ابن عربي 1 : 6 .
14- تفسير القرآن العظيم 1 : 122.
15- المصدر السابق : 122.
16- تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة 1 : 12.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|