المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



الزواج في القرآن الكريم  
  
2281   10:47 صباحاً   التاريخ: 14-1-2016
المؤلف : ام زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص126-127
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

لقد تكررت هذه المادة في القرآن الكريم، واريد منها معاني عديدة كالاقتران المطلق، او المشابهة، والمشاكلة او الصنف، والنوع وغير ذلك. وفي الوقت نفسه، فقد صرحت بعض الآيات الكريمة بارادة الاقتران من هذه المادة بين الذكر والانثى ومنه في قوله تعالى {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}[الدخان: 54].

فقد قال الأخفش : المراد من التزويج المعروف يقال: زوجته امرأة او بامرأة (1).

ولا يغير معنى الزواج في الآيتين ان القرآن يحكي عن هذه العملية الاقترانية في الجنة. فالزواج هو نفسه الاقتران. والارتباط بين الاثنين أي؛: وجعلنا لهم قرينات من الحور العين كما جعلنا ذلك في الدنيا بين الرجل والمرأة وقد قال تعالى في آية أخرى {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا} [الشورى: 50].

 وعندما خاطب القرآن الكريم النبي (صلى الله عليه واله) قائلاً له: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا}[الأحزاب: 37].

فقد أريد من الزواج هنا : النكاح؛ أي: انكحناك اياها.

ـ الزواج في السنة :

أما في لسان الأخبار فقد استعملت هذه الكلمة و أريد لها العملية الاقترانية وهي : التزويج قال (صلى الله عليه واله) : (تزوجوا فاني مكاثر بكم الأمم))(2).

وقال (صلى الله عليه واله) : ( ما بني في الإسلام بناء احب الى الله من التزويج)(3)

او قوله (صلى الله عليه واله) : (من كان يحب ان يتبع سنتي فان من سنتي التزويج)(4)

او قوله (صلى الله عليه واله) : (تزوجوا وزوجوا)(5).

او قوله (صلى الله عليه واله) : (من استطاع منكم الباءة فليتزوج)(6).

وحيث نتصفح الاخبار الكثيرة الواردة في هذا الباب نراها تزيد من هذه الكلمة بمواردها المختلفة العملية بالشروط التي فرضتها الشريعة المقدسة، ووضحتها الموسوعات الفقهية.

_____________

1ـ الزواج في القران والسنة : ص48.

2ـ وسائل الشيعة: ج14، باب1،ح (2،4،6،20)،ص4.

3ـ المصدر نفسه.

4ـ المصدر نفسه.

5ـ المصدر نفسه.

6ـ نيل الاوطار: كتاب النكاح:113/6.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.