المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اية الميثاق والشهادة لعلي بالولاية
2024-11-06
اية الكرسي
2024-11-06
اية الدلالة على الربوبية
2024-11-06
ما هو تفسير : اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ؟
2024-11-06
انما ارسناك بشيرا ونذيرا
2024-11-06
العلاقات الاجتماعية الخاصة / علاقة الوالدين بأولادهم
2024-11-06

اضطهاد شيعة علي (عليه السلام)
5-03-2015
DEHYDROGENATION
12-2-2016
معنى كلمة حبل
17/11/2022
شخصيّة معاوية
2023-02-21
حرز للعرق المدني
18-10-2016
Hofstadter G-Sequence
28-10-2020


المهر  
  
711   11:58 صباحاً   التاريخ: 2024-05-21
المؤلف : سهيل أحمد بركات العاملي
الكتاب أو المصدر : آداب المعاشرة الزوجية
الجزء والصفحة : ص 87 ــ 89
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

قال تعالى في سورة القصص: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} [القصص: 27، 28].

قال الشيخ الصدوق (رض): (الذي أعتمد وأفتي به أن المهر هو ما تراضيا عليه ما كان ولو تمثال سكرة) (1). وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) عندما سئل أدنى ما يجري من المهر قال: (تمثال من سكرة) (2).

لا بد أن يكون الشاب قد اتفق على المهر مع والد الفتاة قبل إحضار أهله، لعدم إحراجهم حين الحديث عن مستلزمات الزواج ويخبرهم بذلك (قدر المهر)، وهناك من يدع مسألة المهر للأهل حين الطلبة ولكنه في بعض الأحيان تنشب الخلافات بينهم (وقد حصل هذا الأمر واقعاً) خاصة إن كانوا من المتزمتين بآرائهم، وأحياناً يكون الخلاف خارج اللقاء بين الأهل وولدهم، لكن الأمر الأول أفضل بكثير، وقد وردت روايات كثيرة تدل على قيمة المهر واستحباب قلته والتخفيف من تكاليف الزواج وكراهة المبالغة في طلب المهر والتكاليف. فعن النبي (صلى الله عليه وآله): (خير نساء أمتي أصبحهن وجهاً وأقلهن مهرا) (3)، وعن الصادق (عليه السلام): (من بركة المرأة قلة مؤونتها وتيسير ولادتها) (4)، وعنه (عليه السلام): (فأما المرأة فشؤمها غلاء مهرها) (5).

هنا لا بد لأهل الفتاة أن يعلموا أنهم يزوجون كريمتهم ولا يبيعونها كسلعة يحدد ثمنها للبيع والشراء، وليحمدوا الله على أي مهر يقدمه الشاب - خاصة في عصرنا هذا - وليعلموا أنهم سيجمعون زوجين على سنة الله ورسوله وهذا لا يقدر بثمن.

أما إذا اعتبر أهل الفتاة أنهم أغنياء فليذكروا زواج النبي الفقير (صلى الله عليه وآله) من خديجة (عليها السلام) فاحشة الثراء في عصرها، وإن اعتبروا أنهم وجهاء وأصحاب شأن وأنه من مقامهم أن يكون مهر ابنتهم غالياً ووضع عريسهم المادي ممتاز، فنذكرهم بزواج السيدة الزهراء (عليها السلام) وأمير المؤمنين (عليه السلام) حيث كان مهرها وهما أولاد الحسب والنسب ثمن درع الإمام (عليه السلام) خمسمائة درهم فقسمها النبي (صلى الله عليه وآله) على أثاث المنزل ومهر للزهراء (عليها السلام) والباقي تركه لها، وهذا حال الزهراء (عليها السلام) سيدة نساء البشر، فمن يجد أن ابنته أفضل من الزهراء (عليها السلام) فليبالغ في مهرها.

والمهر المستحب دفعه في الإسلام خمسمائة درهم وهو المهر الشرعي ويكره أكثر من ذلك، ورد عن أبي الحسن (عليه السلام) عندما سأل عن المهر كيف صار خمسمائة درهم قال (عليه السلام): (إن الله تبارك وتعالى أوجب على نفسه أن لا يكبره مؤمن مائة تكبيرة ويسبحه مائة تسبيحة ويحمده مائة تحميدة ويهلله مائة مرة ويصلي على محمد وآل محمد مائة مرة ثم يقول: اللهم زوجني من الحور العين إلا زوجه الله عز وجل فمن ثم جعل مهر النساء خمسمائة درهم وأيما مؤمن خطب إلى أخيه حرمة وبذل له خمسمائة درهم فلم يزوجه فقد عقه واستحق من الله عز وجل ألا يزوجه حوراء) (6).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار، ج 100، ص 348.

2ـ المصدر السابق.

3ـ وسائل الشيعة، ج 2، ص 112.

4ـ مكارم الأخلاق، ص 207.

5ـ وسائل الشيعة، ج 20، ص 112.

6ـ بحار الانوار، ج 100، ص 349. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.