الازهار والتلقيح في نخيل التمر

يختلف العمر الذي يزهر فيه النخيل ويثمر باختلاف الصنف والتربة واصل الشجرة هل هي بذرية او فسيلة. الاشجار المزروعة في ارض ضعيفة تثمر قبل المزروعة بأرض قوية. الاشجار التي اصلها فسيلة تثمر بعمر 3-6 سنوات, اما البذرية فتثمر بعمر 10 سنوات, وتستمر شجرة النخيل في الازهار مدة طويلة تصل الى 100سنة.

النخيل من الاشجار ثنائية المسكن اي الازهار المذكرة تحمل على شجرة تسمى الذكر وتحمل الازهار المؤنثة على شجرة اخرى تسمى الانثى, ولا يمكن تمييز الاشجار المؤنثة عن المذكرة عندما تكون صغيرة الا بصعوبة, ولكن يمكن تمييز اشجار النخيل المذكرة الكبيرة قبل ازهارها وذلك بضخامة وكبر حجم رؤوسها وزيادة كثافتها بالإضافة الى وجود اشواك كبيرة حادة بالقرب من قواعد اوراقها.

ويجب التأكد هنا انه للصنف الملقح (المذكر) تأثير كبير على خصائص الثمار وخاصة على شكلها وموعد نضجها وحجم البذرة داخل الثمرة.

ان الازهار المذكرة والازهار المؤنثة تكون على شكل نورات زهرية, والبراعم الزهرية في النخيل بسيطة وتحمل جانبيا في آباط الاوراق التي نمت على هذه النخلة في السنة السابقة, تتكون البراعم خلال الفترة من آب الى تشرين اول وتتفتح خلال ايار او قبل ذلك وذلك تبعا لدرجات الحرارة وتبعا للصنف, تتكون الازهار على شكل نورات زهرية تسمى الاغاريض (العراجين) المذكرة والاغاريض (العراجين) المؤنثة, تحمل الازهار على شماريخ تتوضع داخل هذه الاغاريض يتراوح عددها من 25-100 اغريض (عرجون) اما عدد الازهار في الاغريض الواحد فقد يصل الى 1000 زهرة.

تكون الاغاريض مستطيلة الشكل مستدقة الطرفين مسطحة من الجهة الداخلية ومقعرة نوعا ما من الجهة الخارجية, لونها اخضر عليها زغب, والاغريض المذكر اعرض من الاغريض المؤنث ويحتوي على عدد اكبر من الشماريخ الزهرية.

تحمل شجرة النخيل المذكرة 10-30 اغريضا (عرجونا) سنويا, يبلغ وسطي الاغريض المذكر 60-125 سم وقطرة 10-7سم ووزنه 1-3,5 كغ وعدد شماريخه 160-285 والاغريض النامي مبكرا يكون اضخم من الاغاريض التي تنمو بعده. وتبدا ازهار الشماريخ بالظهور في اواخر شباط وحتى ايار (حسب درجات الحرارة والصنف). وتحمل الشجرة المؤنثة 8-12 اغريضا (عرجونا) كما ذكرنا يبدا تكوين البراعم الزهرية المذكرة والمؤنثة في الخريف السابق ويبدا ظهور الاغاريض في الربيع ابتداء من شهر شباط وحتى اوائل ايار وذلك حسب الصنف وحسب الظروف الجوية السائدة.

شكل يوضح اغريض (عرجون) النخيل

ان ازهار الاغريض المؤنث (الازهار المؤنثة) لا رائحة لها لجذب الحشرات ولونها ابيض مخضره الحواف, وتتكون الزهرة من ثلاث كرابل منفصلة اذا لقحت نمت كربلة واحدة والا فتنمو كربلة واحدة او ثلاث كرابل, وتكون عادة ثمارا عديمة البذور لا تنضج طبيعيا وتدعى مثل هذه الثمار –شيص.

اما الازهار المذكرة في الاغريض المذكر فلها رائحة مميزة جميلة بيضاء اللون. غبار الطلع لونه اصفر ذو رائحة ذكية ولون جميل يجذب النحل. للزهرة المذكرة ست اسدية عندما تنضج. تتفكك المتوك مخرجة حبوب اللقاح الدقيقة.

عملية التلقيح:

اشجار النخيل ثنائية المسكن لذلك فالتلقيح في النخيل خلطي, وتعترضنا هنا في هذا الاطار حالة اختلال موعد تفتح ازهار الاغريض المذكر (الازهار المذكرة)عن موعد تفتح ازهار الاغريض المؤنث (الازهار المؤنثة), لذلك نلجأ الى حل هذه الاشكالية بتدخل الانسان في اتمام عملية التلقيح.

تكفي النخلة المذكرة الواحدة عادة لتلقيح 40-50 نخلة مؤنثة, الا انه ينصح عادة بزراعة اشجار مذكرة بنسبة 4-5% من مجمل الاشجار المؤنثة المزروعة (شجرة مذكرة لكل 20 شجرة مؤنثة).

ان نسبة الاشجار المذكرة الى المؤنثة هذه لا تمكن من ضمان التلقيح لا هوائيا ولا حشريا, واذا قام المزارع بزيادة عدد الاشجار المذكرة في بستانه (ليحقق ويضمن اتمام عملية التلقيح طبيعيا بواسطة الهواء والحشرات), فان ذلك سيكون على حساب عدد الاشجار المؤنثة التي هي التي ستحمل الثمار, لذلك ولكي نحافظ على نسبة قليلة من الاشجار المذكرة وبالوقت نفسة لكي نضمن اجراء عملية التلقيح فأننا نلجأ الى اجراء التلقيح الاصطناعي, هذه العملية معروفة لدى مزارعي النخيل منذ العصور السحيقة, وتتم عملية التلقيح الاصطناعي كما يلي:

يتم جمع النورات الزهرية المذكرة منذ انفتاح الاغريض الذكري حيث تؤخذ منه شماريخ زهرية لتلقيح النورات المؤنثة التي تفتحت اغاريضها, او في حالات اخرى تؤخذ الشماريخ المذكرة وتجفف وتحفظ لحين ازهار الشماريخ المؤنثة وتفتح اغاريضها.

ويمكن حفظ حبوب الطلع (اللقاح) في مكان جاف ونظيف بدرجة حرارة 4م ورطوبة 34% حيث يمكن حفظها في هذه الشروط لمدة عام كامل, ويمكن حفظ حبوب اللقاح في شروط تخزين جيدة حتى عشر سنوات مع المحافظة على خصوبتها, ولكن بالطبع افضل نتائج التلقيح نحصل عليها من حبوب لقاح حديثة, وعند تفتح الازهار المؤنثة يتسلق العامل الذي سيقوم بعملية التلقيح الشجرة المؤنثة ويكشف الشمراخ الزهري المذكر من اغطيته وينتزعه, ثم يضع في وسط الفريعات المؤنثة (الاغاريض المؤنثة) في الشجرة المؤنثة 2-3 شماريخ زهرية مذكرة ويثبتها في مكانها برباط خفيف.

ويتحدد موعد التلقيح خلال 40 يوما وذلك بين اواخر شهر اذار والعشر الاوائل من ايار حيث تصل نسبة نضج وتفتح الازهار المذكرة الى 50-80%, وتتقبل الازهار المؤنثة التلقيح (غبار الطلع) خلال فترة 8-10 ايام (تقبل هذه الفترة في وقت هطول الامطار), وتتراوح نسبة العقد بين 40-95% وذلك تبعا للصنف ودرجات تفتح الازهار المؤنثة.

ونظرا لصعوبة تنفيذ عملية التلقيح اليدوية هذه من قبل الانسان, ولأنها تسبب له الكثير من الحوادث نتيجة الارتفاع الشاهق للأشجار, لذلك فقد استبدلت هذه الطريقة اليدوية بطريقة التعفير الالي بعفارات خاصة يمكن بواسطتها تعفير الاشجار بغبار الطلع حتى ارتفاع 6-10م وذلك باستعمال 8-10غ من حبوب الطلع لكل شجرة نخيل مؤنثة وذلك بأجراء (تكرار) عملية التعفير 6-8 مرات خلال 45 يوما.

من الشرح السابق يتضح بانه بمجرد ظهور علامات انشقاق الاغريض المذكر فانه يقطع ويستخرج منه الشماريخ الزهرية المذكرة, حيث تؤخذ هذه وتنشر في اشعة الشمس بعيدا عن التيارات الهوائية التي قد تؤدي الى بعثرة حبوب اللقاح, تترك هذه الشماريخ في اشعة الشمس 2-3 ايام حتى تجف ثم تجمع, ويجب عدم جمعها قبل جفافها لكي لا تتعفن نتيجة الرطوبة, ويجب ان تتم عملية تلقيح الشماريخ المؤنثة بمجرد تفتحها في فترة لا تزيد عن 3-5 ايام خوفا من ذبول مياسم الازهار, حيث في حالة الذبول هذه يصبح تلقيحها غير مجدٍ.