أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2016
13842
التاريخ: 2024-09-04
305
التاريخ: 23-6-2022
1868
التاريخ: 31/10/2022
1482
|
مقا- نصب : أصل صحيح يدلّ على إقامة شيء وإهداف في استواء.
يقال : نصبت الرمح وغيره أنصبه نصبا. وتيس أنصب وعنز نصباء ، إذا انتصب قرناها. وناقة نصباء : مرتفعة الصدر : والنصب : حجر كان ينصب فيعبد ، وهو حجر ينصب بين يدي الصنم تصبّ عليه دماء الذبائح للأصنام. والنصائب : حجارة تنصب حوالى شفير البئر فتجعل عضائد. ومن الباب : النصب : العناء. ومعناه أنّ الإنسان لا يزال منتصبا حتّى يعيى. وغبار منتصب : مرتفع. والنصيب : الحوض ينصب من الحجارة. فأمّا نصاب الشيء : فهو أصله ، وسمّى نصابا لأنّ نصله اليه يرفع ، وفيه ينصب ويركّب ، كنصاب السكّين وغيره. والنصيب : الحظّ من الشيء ، يقال : هذا نصيبي أي حظّى ، كأنّه الشيء الّذي رفع لك وأهدف.
والنصب : جنس من الغناء ، ولعلّه ممّا ينصب أي يعلّى به الصوت. وبلغ المال النصاب الّذي فيه الزكاة ، كأنّه بلغ ذلك المبلغ وارتفع اليه. ويقول أهل العربيّة :
في الفتح هو النصب ، كأنّ الكلمة تنتصب في الفم.
مصبا- النصيب : الحصّة ، والجمع أنصبه وأنصباء ونصب. والنصيب : الشرك المنصوب ، فعيل بمعنى مفعول. والنصيبة : حجارة تنصب حول الحوض.
ونصبت الخشبة نصبا من باب ضرب : أقمتها. ونصبت الحجر : رفعته علامة.
والنصب بضمّتين : حجر نصب وعبد من دون اللّه ، وجمعه أنصاب ، وقيل : النصب جمع واحدها نصاب قيل هي الأصنام ، وقيل غيرها ، فانّ الأصنام مصوّرة منقوشة ، والأنصاب بخلافها ، والنصيب بالفتح لغة فيه ، وقرئ بهما في السبعة ، وقيل : المضموم جمع المفتوح مثل سقف وسقف. ومسّه الشيطان بنصب ، أي بشرّ.
ونصبت الكلمة : أعربتها بالفتح ، لأنّه استعلاء ، وهو من مواضعات النحاة. ومنه يقال : لفلان منصب وزان مسجد ، أي علوّ ورفعة. والمنصب : آلة من حديد ينصب تحت القدر للطبخ. وناصبته الحرب والعداوة : أظهرتها له وأقمتها. ونصب نصبا من باب تعب : أعيا. ونصاب كلّ شيء : أصله ، والجمع نصب وأنصبه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو تثبيت شيء في محلّ بالاقامة والرفع الظاهر. ومن مصاديقه : نصب رمح أو حجر أو صنم أو غيرها لتخويف أو إراءة مقصد أو توجّه اليه وعبادة. ونصب حجارة حول البئر أو الحوض أو الأصنام أو تحت القدر. وهكذا المنصب بصيغة اسم الآلة. والانتصاب للعداوة والحرب وإظهار المقابلة. والانتصاب في القرن والصدر. وما ينصب ويرتفع في ما بين يدي الإنسان ممّا لا يتوقّع به كالتعب والعناء والداء والبلاء. وما يقدّر ويشخّص من مال في مورد الزكاة أو السهم أو الحظّ.
والفرق بين النصيب والسهم والقسمة والحصّة : أنّ النصيب : يلاحظ فيه انتصابه وتشخّصه في مقابل شخص.
والسهم : ما يتعيّن منتسبا الى فرد معيّن من بين السهام.
والقسمة : يلاحظ فيه الانقسام عن كلّ بالتجزّي عنه.
والحصّة : يلاحظ فيها الانفصال وتعيّن المنفصل.
راجع- سهم وسائر الموادّ.
{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} [النساء : 7].
{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ } [النساء : 32]. {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} [النساء : 85]. {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص : 77]. {وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ } [هود : 109] النصيب فعيل بمعنى ما يتصّف بالنصب ويكون عنوان النصب فيه ثابتا ، فهو في الأصل متعدّ ، إلّا أنّ الصفة المشبهة إذا صيغت من الفعل المتعدّي يجعل أوّلا لازما بنقله الى فعل بضمّ العين ، ثمّ تصاغ منه الصفة.
ولا يصحّ أن يقال إنّ فعيلا بمعنى مفعول ، كما في كلماتهم.
ثمّ إنّ النصيب : إمّا يتعيّن بالتشريع كما في سهام الإرث للرجال وللنساء باختلاف الموارد. وإمّا بالتقدير الأوّلىّ كما في النصيب من الحياة الدنيا لكلّ شخص ، فإنّه مقدّر ومتعيّن من الأوّل. وإمّا بالتعيين الثانوىّ بلحاظ خصوصيّة في العمل والعامل كما في الشفاعة.
وأمّا آية- ولا تنس : فانّ النصيب في الحياة الدنيا من مال وقدرة ووجاهة وملك وعلم وقوم وعائلة واستفادة وتنعّم وتوسّع وطول عمر وغيرها من وسائل عيش الحياة الدنيا : من مصاديق موضوع التقدير الإلهىّ في العالم ، والمقدّر من جانب اللّه تعالى لا بدّ من وقوعه وتحقّقه في الخارج-. {وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ} [هود : 109].
فإذا توجّه الإنسان إلى برنامج النصيب والمقدّر في حياته : يكون سعيه على حدود الوظيفة العقليّة والشرعيّة ، لا يغفل ولا يفرط ولا يفرّط ، فهو يديم سعيه ومجاهدته في طريق الخير والسعادة ، ولا يضطرب في العمل ولا يتوانى في الجهاد ولا يغفل عن الوظيفة اللازمة ، فيكون جميع أعماله في اللّه وفي سبيل العبوديّة ، وهذا هو حقيقة الوصول الى حسنة في الدنيا.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً} [البقرة : 201]. {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ } [آل عمران : 23]. {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ} [النساء : 44]. {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ } [النساء : 51] الإنسان إذا لم يكن كاملا في العلم ، ولم يحط بالأحكام والحقائق والمعارف الإلهيّة : فهو ضعيف في رأيه ، متزلزل في إيمانه ، لا يعتمد الى قوله ، ولا يعتنى بسلوكه وعمله : فهو ضالّ عن الحقّ ومضلّ.
وهذا المعنى غير مخصوص بعلماء أهل الكتاب ، بل يشمل كلّ من يدّعى علما وهو غير بالغ حدّ اليقين والاطمينان ، فانّه لا يتمكّن على حقّ ولا يخضع في حقيقة ولا يؤمن عن ضلالة ويميل الى كلّ جبت وطاغوت.
وتنكير النصيب وذكر كلمة من التبعيضيّة بعده : يدلّ على منكّر من العلم. وهكذا التعبير في مورد العلم بالكتاب بالنصيب القائم في المقابل المتظاهر : فانّ حقيقة العلم هو النور الثابت في القلب لا المتظاهر في الخارج.
{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} [المائدة : 90]. {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ } [المائدة : 3]. {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ } [المعارج : 43].
النصب جمع النصب اسما أو صفة كصعب. والرجس كالملح صفة وهو كلّ ما يكون قذرا وكريها وقبيحا شديدا. والأزلام : الأقلام الّتي بها يستقسمون الحصص. والإيفاض : الإسراع والعجلة.
فالمراد في الآية الاولى : رجسيّة مطلق العمل في قبال هذه الموضوعات ، بأي نحو من الأعمال وبأي نحو من الاستفادة منها ، فانّه من عمل الشيطان ، والرجس يطلق على الموضوعات والأعمال والأفكار وغيرها. وكذا الإطلاق في عمل الشيطان : يشمل أي عمل يتعلّق بها من صنع أو حفظ أو معاملة أو شرب أو عبادة أو توجّه أو لعب.
وفي الآية الثانية : المنافع المقصودة والأعمال الّتي تكون في مورد الاستفادة منها ، ومنها ما يذبح على النصب.
وفي الثالثة : يراد مطلق ما ينصب علامة ليهتدي به السالك في طريقه وفي الوصول الى مقصده ، فيكون هدفا ومورد توجّه يسار اليه في البلوغ الى المطلوب ، وهو منتهى السير كلّا أو جزءا.
والتعبير هنا بالنصب : إشارة الى أنّهم لا يتوجّهون الى غاية ومقصد معقول صحيح ، بل الى ما ينصبون بأيديهم لأي غرض ضعيف.
وفي الأصنام 33- واستهترت العرب في عبادة الأصنام ، فمنهم من اتّخذ بيتا ، ومنهم من اتّخذ صنما ، ومن لم يقدر عليه ولا على بناء بيت ، نصب حجرا أمام الحرم وأمام غيره ممّا استحسن ، ثمّ طاف به كطوافه بالبيت ، وسمّوها الأنصاب. فإذا كانت تماثيل دعوها الأصنام والأوثان ، وسمّوا طوافهم الدوار.
فكان الرجل إذا سافر فنزل منزلا ، أخذ أربعة أحجار فنظر الى أحسنها فاتّخذه ربّا ، وجعل ثلاث أثافىّ لقدره ، وإذا ارتحل تركه ، فإذا نزل منزلا آخر فعل مثل ذلك.
فكانوا ينحرون ويذبحون عند كلّها ، ويتقرّبون اليها ، وهم على ذلك عارفون بفضل الكعبة عليها ويحجّونها ويعتمرون اليها.
{قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف : 62]. {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة : 120]. {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} [ص : 41] قلنا إنّ النصب كالحسن صفة أو مصدرا كالتعب : بمعنى ما يرتفع وينتصب في قبال الإنسان وأمامه من دون انتظار وتوقّع ، وهذا المعنى يستعمل في الشرّ وفي أمر غير ملائم فيه عناء. وهكذا النصب كالصلب صفة. وهذه الصيغة تدلّ على تعب وعناء شديد ، أي تظاهر أمر غير ملائم وانتصابه أمام الإنسان من غير انتظار بشدّة ، وهذا من جهة حركة الفتحة الدالّة على الخفّة ، والضمّة الدالّة على الانضمام.
ويلاحظ في المادّة مواجهة الإنسان ومقابلته بأمر منتصب غير ملائم ومن غير توقّع ومن الخارج. وهذا بخلاف التعب والعىّ والكلالة ، فانّها تظهر في نفس الإنسان.
وأمّا معنى مسّ الشيطان بنصب : وسوسته وإراءة تخيّلات موحشة مدهشة توجب اضطرابا وتزلزلا وتوجد أفكارا غير صحيحة تنافى التوجّه والإخلاص والايمان الكامل في اللّه عزّ وجلّ.
وهذا كما في :
{وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون : 97، 98]. {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [الحجر: 48]. {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} [فاطر: 35] فيهما دلالة على الخلود في الجنّة وعدم الخروج منها. وعلى انتفاء النصب بمعنى فقدان ما يتظاهر في مقابل الإنسان من منتصب غير ملائم.
والتعبير هنا بالنصب : إشارة الى أنّ الجنّة دار سلام ودار أمن لا يوجد فيها ما ينتصب أمام الإنسان ممّا لا يلائم حاله ، ولا يرى فيها ما يوجب تأثّرا وانكدارا وابتلاء.
وسبق أنّ اللغوب : ضعف في النفس وتأثّر يحصل في أثر ما لا يلائم ويوجب تألّما. فالنظر في اللغوب الى حصول هذا الضعف والتأثّر في النفس ، وفي النصب الى انتصاب أمر في الجهة المقابلة من الخارج.
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} [الغاشية : 1 - 3].
أي إذا تظاهر عالم ما وراء المادّة وغشى الناس بأهوالها وأحوالها وعوارضها وتلوّنها وتحوّلها ، وانتفت قاطبة الأمور الّتي كانت في عالم المادّة وزالت ملاذّها ومحاسنها ومجاليها ، فبقيت أيدى الناس خالية عن جميع ما اكتسبت لدنياهم وعيشهم ، فيصيرون خاشعين وفقراء محتاجين أذلّاء مضطربين متوحّشين ، فيشتغلون بتحركات وأعمال وفعّاليّة بأي نحو يمكنهم ، ثمّ إذا رأوا عدم حصول نتيجة وفائدة في أعمالهم وحركاتهم الخارجيّة : فأخذوا يعملون بالتخيّل والتوهّم وتصوير ، فينصبون في قبال أيديهم أشكالا متوهّمة طبق أفكارهم ، ويكتفون بهذه التوهّمات ويقنعون بها في نجات أنفسهم.
ومن الأسف أنّه لا تغنيهم هذه التخيّلات- تصلى نارا حامية.
{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ } [الشرح : 7، 8] أي إذا حصل لك الفراغ من العسر والمضيقة في الحياة : فابدأ بعمل النصب ، أي تحكيم الأحكام وإقامة الشعائر الدينيّة ونصب ما يلزم في الخارج في مقابلهم وإجراء الحدود وإراءة الآيات نصب أعينهم.
وأمّا نصب الخليفة الحقّة والوليّ للأمر : فهو من مصاديق هذا النصب.
__________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|