المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الأم ومعرفة الذات وصناعة النفس  
  
2162   09:09 صباحاً   التاريخ: 9-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأم في التربية
الجزء والصفحة : ص45
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-6-2016 1723
التاريخ: 7-2-2018 1930
التاريخ: 2023-06-17 1329
التاريخ: 22/9/2022 1547

يتصور الكثير من الناس تصورا مغايرا عن ذواتهم وشخصياتهم، لا تجدد مطابقاً مع الواقع، يعتقد اغلب الناس، بانه اقل مستوى واصغر حجما مما هو عليه ولا يعرف شيئا عن قدراته وامكانياته ويقضي سنوات عمره دون فائدة تذكر والعكس صحيح تماماً. فيعتقد البعض بانه اعلى مستوى وأكبر حجماً ويغرقون بالنهاية في بحر من الجهل، ويقضون أعمارهم وهم يحلمون أحلاما ذهبية. إن نظرة الإنسان لنفسه وكيانه في اغلب الأوقات غير حقيقية يلفها سحاب من الغلو، وان ما نعاني منه اليوم، ناتج عن عدم معرفتنا لذواتنا.

ـ وجوب معرفة الذات (النفس) :

يجب أن يسعى الإنسان لمعرفة ذاته، وهذا أمر ضروري ومهم. الإنسان بالحقيقة بعيد عن ذاته ولا يعرف نفسه معرفة جيدة، وان التصور الذي رسمناه في اذهاننا عن شخصيتنا اغلبه غير صحيح، فهو مليء بالغلو، ومن الممكن أن يعمر الإنسان (100) عام وهو جاهل تماما نفسه وذاته ويموت وهو لا يزال لا يعرف عن وجوده شيئاً..

فمن عرف نفسه عرف ربه، ومن عرف نفسه، يستطيع أن يحقق أهدافه بسهولة، فيعرف كوامنه الداخلية ويراعي في نفس الوقت الجوانب الإنسانية والتقوى والشرف، وهذا امر غير ممكن ما لم يكتشف الإنسان نفسه ويعرف نقاط القوة والقدرة والضعف.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.