المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



دور المربي  
  
1328   11:42 صباحاً   التاريخ: 2023-06-17
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص156ــ159
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2016 1757
التاريخ: 2-2-2023 1256
التاريخ: 7-1-2016 1964
التاريخ: 10-1-2016 2463

لقد كانت النساء والبنات مضطهدات في العصر الجاهلي ومحرومات من كافة حقوقهن الإنسانية والمدنية ، وكنّ يعاملن أسوأ من العبيد والحيوانات إلى ان جاء الإسلام حاملاً منهجه التربوي الذي يضمن للمرأة شخصيتها ويمنحها قوة في الإرادة واستقلالاً في الفكر استطاعت من خلالهما فتاة شابة الوقوف بوجه اخيها دفاعاً عن إيمانها ومعتقدها بكل شجاعة .

يقع الإنسان بشكل عام والطفل والشاب بشكل خاص تحت تأثير من يتولى تربيتهم ، فيتأثرون بأفكارهم وسلوكهم حسنة كانت أم سيئة. فسلوك المربي وتصرفاته وأحاديثه وأفكاره تعتبر كلها من العوامل المهمة في تكوين شخصية الإنسان.

«يقول نهرو : لقد بعث، محمد (صلى الله عليه وآله) من السدينة برسائل إلى ملوك ورؤساء العالم يدعوهم فيها إلى الإيمان بالله الواحد ورسوله، ومن المؤكد أن يكون من بعث إليهم محمد (صلى الله عليه وآله) قد تساءلوا وهم في حيرة من امرهم : من يكون ذاك الرجل المجهول حتى يتجرأ ويخاطبهم بصيغة الأمر ؟» .

«يمكننا أن نلاحظ من خلال هذه الرسائل مدى ثقة محمد (صلى الله عليه وآله) بنفسه وإيمانه بما يكتبه ، وقد استطاع أن يزرع مثل هذه الثقة في نفوس أتباعه وأهل بلاده الذين تمكنوا من السيطرة على نصف العالم المكتشف آنذاك دون صعوبة أو عناء يذكر»(1).

الرسول (صلى الله عليه وآله) وثمرة جهاده:

لقد استطاع الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) خلال ثلاثة وعشرين عاماً من الجهاد والسعي المتواصل تنفيذ برامجه الإصلاحية الواحد تلو الآخر ، وجابه بفضل الاعتماد على قوة الإيمان بالله والاستفادة الصحيحة من القوى الغريزية. كل العادات الضارة والأخلاق الذميمة التي كانت سائدة أيام الجاهلية ومنتقلة إليها من جيل إلى جيل ، فساهم في تغيير الصفات الشخصية للإنسان واستعاد له عزته وكرامته.

كذلك حطم الرسول (صلى الله عليه وآله) كل الأصنام التي صنعتها أيدي الجهل والضلالة ، وهدم معابد الوثنية ، وحرر الجاهلين من أسر عبادة الأصنام والأخشاب والحجارة ، ليهديهم إلى عبادة الله الواحد الأحد كما عمل الرسول (صلى الله عليه وآله) على اقتلاع جذور الفوارق الطبقية والقبلية والعنصرية التي كانت مظهراً من مظاهر الظلم والجور وعاملا من عوامل الفساد الاخلاقي والاجتماعي ، فساوى بين الناس في الحقوق والعدل والحرية، كما طهّر (صلى الله عليه وآله) عقولهم من العداوة والحقد والبغضاء التي كانت تسبب الكثير من المجازر الوحشية والجرائم الهمجية آنذاك ، وبث مكانها روح الأخوة والمحبة والمساواة التي تبعث على سلامة الإنسان وسعادته.

ونستشف من البحث السابق أن شخصية الإنسان من وجهة النظر الدينية والعلمية قابلة للتغير والتحول. ومن هنا ينبغي على الشاب الذي يجمع صفة ذميمة أو أكثر تمنعه من تحقيق التآلف مع الناس وإحراز شخصية مناسبة أن لا يستسلم لليأس.

ترك العادات المذمومة:

إذا كان الإنسان مؤمناً حقيقياً فبإمكانه أن يترك الصفات السيئة والعادات الذميمة بالاتكال على قوة إيمانه بالله سبحانه وتعالى وقدرة غرائزه ، وأن يتحلى بالسجايا والصفات الإنسانية والأخلاقية من خلال إطاعة الأوامر الإلهية.

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : ذللوا أنفسكم بترك العادات وقودوها إلى فعل الطاعات وحملوا بها أعباء المغارم وحلوها بفعل المكارم وصونوها عن دنس المآثم(2).

ضرورة مكارم الأخلاق :

أما إذا افتقد الشاب لعنصر الإيمان وعجز عن التآلف مع مجتمعه وإحراز الشخصية المناسبة نتيجة عاداته الذميمة وأخلاقه السيئة ، ما عليه إلا المبادرة لإصلاح نفسه والتحلي بخير الصفات معتمداً في ذلك على قوة الغرائز ، لأن بلوغ السعادة وإحراز المكانة الاجتماعية وهما من الرغبات الفطرية في الإنسان ، لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال التحلي بالصفات الحميدة ومكارم الأخلاق.

قال امير المؤمنين علي (عليه السلام) : لو كنا لا نرجو جنة ولا ناراً ولا ثواباً ولا عقاباً لكان ينبغي لنا ان نطالب بمكارم الأخلاق فإنها مما تدل على سبيل النجاح(3).

____________________________

(1) نظرة إلى تاريخ العالم، ص 320 .

(2) غرر الحكم، ص407.

(3) آداب النفس1 ، ص26. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.