أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-4-2017
3671
التاريخ: 9/9/2022
1071
التاريخ: 7/9/2022
1407
التاريخ: 12/9/2022
984
|
إن الأشكال الأرضية landforms المُخْتَلِة للمناطقِ الساحليةِ تقريباً بشكل خاص هي نتيجةَ عملِ الموجاتِ المحيطِية . إن عمل هذه الموجات يكون عدد من الأشكال الأرضية التعروية الأكثر دهشة في العالم. وعندما تنخفض طاقة الموجه تتكون الأشكال الأرضية الترسيبية مثل الشواطىء . قبل أن نخوض في تفاصيل هذه الأشكال لابد من التمييز بين مفهومي الساحل والشاطىء ، إذ يقصد بتعبير الساحل Coast هو نطاق اتصال اليابس بالبحر ، بينما يقصد بالشاطىء Shore هو المساحة الواقعة بين حضيض الجروف البحرية ( وهي الحوائط الصخرية المشرفة على البحر ) وأدنى مستوى تصله مياه الجزر . وفي حالة كون الساحل سهليا لا يتميز بوجود الجروف البحرية ، فان تعبير الشاطىء يطلق حينئذ على المساحة المحصورة بين أعلى حد تصله أمواج البحر العواصف وبين أدنى منسوب تصله مياه الجزر .إما تعبير البلاج Beach فانه يتألف من رواسب الرمال والحصى فوق الشاطىء . ويمكن تحديد خط الساحل Coastline إما بخط الجرف البحري أو الخط الذي تصل إليه أعلى أمواج العواصف .
خصائص الموجات :
إنّ مصدرَ الطاقة للتآكلِ الساحليِ ونقلِ الراسبِ هو عملُ الموجةِ. أي موجة تَمتلكُ طاقةً كامنة كنتيجة لموقعِها فوق قاع الموجةَ، وطاقة حركيّة سببها حركةِ الماءِ ضمن الموجةِ. طاقةِ الموجةِ هذه مُوَلَّدةُ بالتأثيرِ الإحتكاكيِ لحركة الرياح فوق المحيط . إن سرعة الرياح العالية ، والمسافة عبر المياه المفتوحة هي التي تجلب نفخ الرياح ووصول الموجات ، الموجات الأكبر تمتلك معظم الطاقة . من المُهمِ إدْراكه بان تلك الموجاتِ المتحركة لا تَدْفعُ الماء بنفسه إلى الأمام، لكن بالأخرى الموجاتَ تَمْنحُ حركة دائرية إلى الجزيئاتِ الفرديةِ للماءِ. إذا أنت ذَهبتَ لصيد السمك في مركب على المحيطِ أَو بحيرة كبيرة ستُواجهُ هذه الظاهرةِ. حيث إن الموجات المتحركة تمر من تحتك ، والمركب يَرتفعُ ويَهبط لكن لا يُتحرّكُ أيّ مسافة عبر جسمِ الماءَ.
تمتلك الموجات عِدّة خصائص قابلة للقياس التي تَتضمّنُ الطول والارتفاع. طول الموجة مُعَرَّفُ بأنه المسافة الأفقية مِنْ قمةِ الموجةِ إلى قمةِ الموجة التالية له ، بينما ارتفاع الموجةِ يعني الاختلاف العموديُ بين قاع وقمةِ الموجةَ. إما الوقت المحدد لعبور نقاط القمم المتعاقبة فانه يطلق عليه اسم مدة الموجة Wave Period وتَبْقى ثابتة تقريباً على الرغم مِنْ تغييراتِ أخرى في الموجةِ. إنّ طولَ الموجة (L) هو ناتج سرعة الموجة مضروبا بالمدة الزمنية لها كما هو موضح في المعادلة التالية :
L= V.P
ان الموجات الطويلة في المحيط المفتوح تزداد وتصل بسرعة مقارنة مع الموجات القصيرة موجات البحرِ مُوَلَّدةِ محلياً. وتتميز بمدة الموجة الطويلة ولذلك تتميز عن موجات البحر القصيرة عند وصولها إلى الساحل ِ. الزيادات الطويلة التي مَرّتْ مِئاتَ الكيلومتراتِ لَرُبَّما لَها مدة زمنية للموجةِ يصل بحدود 20 ثانيةِ. بينما الموجات البحريةِ الأصغرِ لَها مدة زمنية ُ للموجةِ تتراوح مِنْ 5 إلى 8 ثواني.
عندما يكون عمق المحيط اكبر كثيرا من طول الموجة ، فان حركة الموجة لا تمتد إلى قاع المحيط ، ولذلك تبقى غير متأثرة به . وعندما ينخفض عمقُ المحيطَ إلى أقل من نِصْفِ طولَ الموجة، تُصبحُ حركةَ الموجةَ متأثّرةَ جداً بالقاعِ. إن عمق الماءِ يَنْقصُ زيادةَ ارتفاع الموجةَ بسرعة وتناقص طولَ الموجة بسرعة. هكذا، تُصبحُ الموجةَ بارزة أكثر فأكثر كلما اقتربُت مِنْ الشاطئِ، وأخيرا تتجعد وتتكسر على الشاطىء ( انظر الشكل رقم 10 ac-1). بينما الموجة تَنكسرُ، الطاقة الكامنة تتحول إلى طاقةِ حركيّةِ، تَزويد كمية كبيرة مِنْ الطاقةِ للموجةِ لتَعْملُ على طول خط الشاطىء shoreline . مِنْ الرؤوس البحرية تَبْدأُ بالاصطدام طبيعيا بقاع البحر عندما تكون فقط تحت كيلومتر مِنْ الشاطئِ. تحدث زيادة في الارتفاع ونقص في طول الموجه وتباطىء نحو الأسفل ، القمةِ التي تَقتربُ مِنْ الخليجِ تَستمرُّ بدون عرقلة ولذاَ وتَتقدّمَ للأمام من مجموعة من الموجات باتجاه الرأس البحري. ونتيجة لهذه العمليةِ، تصبح الرؤوس البحرية عادة كمواقعَ للتآكلِ الحادِّ بينما تصبح المواقع المحصورة في الخليج embayment عادة كمواقعَ ترسيب للراسبِ. إن أعطاء تعرية الأمواج الوقت الكافي سيترتب علية تكوين شريط ساحلي مصقول .َ
الأشكال الأرضية الحتية .
ان عمليات التعرية أو التآكل الذي تتعرض له الصخور على طول خط الشاطىء Shorelines هو نتيجة لعدة تأثيرات ميكانيكيِة وكيميائية التي اعتمدت على جيولوجية الشريط الساحلي، طبيعة هجومِ الموجةِ، وتغيرات طويلة الأجل في مستوى البحرِ بالإضافة إلى المجاميعِ المدّيةِ ,ولهذا تتكون العديد من الأشكال الأرضية الحتية المتمثلة بالجروف البحرية Cliffs ،والكهوفِ Caves ، والأقواس البحرية Sea Arches ُ، والمسلات البحرية Sea Stacks .وفيما يلي شرح مفصل لهذه الظواهر :
1 – الجروف Cliffs :
وهي من الظواهر الحتية المهمة التي تتكون بفعل الأمواج البحرية ، وتتفاوت هذه الجروف في تكوينها وتفاصيل أشكالها تفاوتا كبيرا ، ويتوقف ذلك على متغيرات عديدة تم الإشارة إليها سابقا . إن ظاهرة الجروف تحدث عندما تتعرض الصخور الصلبة المتماسكة ( الحجر الرملي الأحمر القديم ، والحجر الجيري المندمج ، والجرانيت ) إلى عملية النحت مما يؤدي إلى تراجعها بشكل بطيء مما يترتب عليه تكوين جروف شديدة الانحدار تقف قائمة كرؤوس أرضية ، Headlands ،انظر الصورة (1) ومع هذا فان تكوين الجروف لا يقتصر في واقع الحال على الصخور الصلبة المقاومة وحدها بل يتعداها إلى الصخور الطباشيرية المشهورة بليونتها ، فهي تكون جروفا شديدة الانحدار على سواحل كثير من جهات الجزر البريطانية .
ومن الممكن أن تنشى التعرية البحرية في التكوينات الصلصالية الجليدية رغم ليونتها جروفا شديدة الانحدار ، وذلك بسبب سرعة التقويض السفلي الذي تمارسه الأمواج ويمكن مشاهدة هذه الظاهرة في بعض سواحل بريطانيا ومنها سواحل يوركشير .
2 – الكهوف Caves :
تتكون ظاهرة الكهوف عندما تكثر المفاصل الراسية في الصخور ، عند قواعد الجروف التي تتعرض لفترة طويلة لفعل الأمواج البحرية ، ويبدو الكهف في هيئة نفق اسطواني الشكل يمتد داخل الجرف متتبعا خط الضعف الصخري ، ويتناقص قطره كلما اتجهنا نحو الداخل ، وإذا حدث وكان هناك فواصل في صخر سقف البحر فأنها تتسع بمرور الزمن ثم ينفتح الجرف مكونا ما يعرف بالثقب الانفجاري Blow Hole ، وبمرور الزمن ومع استمرار عملية فعل الأمواج يتسع الكهف ويرق سقفه فينهار ،ويظهر بذلك مدخل Inlet في الجرف طويل وضيق يعرف باسم Geo في جزر أو ركني في شمال اسكتلندا .
3– الأقواس البحرية Sea Arches :
تتكون الأقواس البحرية عندما تبرز الالسنة الصخرية في ماء البحر ، وتتعرض إلى فعل الأمواج من الجانبين مما يترتب على ذلك تكوين فجوات متقابلة في كل برزو من هذه البروزات ، تتحول هذه الفجوات بمرور الزمن إلى كهوف ، ثم تتواصل الكهوف ، فيبقى القسم العلوي معلقا على الفجوة النافذة ، ومن ثم يتكون القوس .انظر الصورة (2) .
4– المسلات البحرية Sea Stacks :
إن تكون المسلات البحرية هي خطوة لاحقة لتكون الأقواس البحرية ، فباستمرار فعل الأمواج البحرية ، ترق أسقف الأقواس ، وتتسع الأقواس من تحتها ، فلا تلبث إن تنهار الأسقف ، مخلفة تجاه البحر عمودا من الصخر يبدوا كمسلة قاعدتها عريضة متآكلة ، ورأسها مدبب مسنن .
إن عملية النقل بالموجاتِ والتياراتِ ضروريةُ لكي يُحرّكا جزيئاتَ الصخور المتآكلة مِنْ احد أجزاء الشريط الساحلي إلى مكان الترسيب في مكان آخر. وتَنْتجُ إحدى أهم آلياتِ النقلِ بسبب انكسار الموجةِ. بينما نادرا ما تُنكسرْ الموجات في الشاطئ بزاوية قائمة، لذلك فان الحركة الصاعدة للماءِ في الشاطئِ تَحْدثُ في زاوية منحرفةِ. على أية حال، عودة الماءِ (انحسار الموج) بزاوية قائمة إلى الشاطئِ، يُؤدّي إلى الحركةِ الكلية لمادّةِ الشاطئِ بشكل جانبي. هذه الحركةِ المعروفة بانجراف الشاطئِ انظر الصورة (3). الدورة اللانهائية لتكسرُ وانحسار الموج ونواتج انجراف الشاطىء يُمْكِنُ أَنْ يُلاحظَ على كُلّ الشواطئ. وتعد التيارات السفلى من عوامل النقل البحري الهامة ، وهي تمثل تيار السحب أو التيار الرجعي Undertow وهو ينشا نتيجة لتراكم مياه الأمواج العالية فوق الشاطىء ثم ارتدادها سفليا نحو البحر ، مما يترتب عليه جرف الرواسب الشاطئية إلى المياه العميقة . التيارات المدّية على طول السواحلِ يُمْكِنُ أيضاً أَنْ تكون فعّالة في انتقال المادة المتآكلة وبالنهاية فان الانجراف الساحلي، التيارات ساحلية، وتكُراّرُ تياراتَ المدّ والجزر في مجموعها تحدد الاتجاه الصافي لنقلِ الراسبِ ومناطقِ الترسيب في المناطق الساحلية .
الأشكال الأرضية الترسيبية :
تتشكل أرضية البحار والمحيطات بفعل الأرساب بدرجة أعظم بكثير من تأثرها بفعل التعرية ، حيث يكاد ينحصر فعل التعرية على منطقة خط الساحل ، بينما يظهر فعل الأرساب في كل أجزاء قاع المحيط سواء أكانت الضحلة المجاورة لخط الساحل أو الأخرى العظيمة العمق في البحار المفتوحة . ويترسب فوق قاع البحر أنواع مختلفة من الرواسب تتمثل في تلك التي تذروها الرياح والتي تتألف من الرمال وأتربة البراكين ، وكذلك المواد التي تصبها الأنهار والثلاجات ، هذا بالإضافة إلى تجمع الرواسب العضوية تبعا لاندثار الكائنات البحرية وتوالي عمليات تراكم قشورها ، وبذا تكون طبقات إرسابية عظمى فوق قاع المحيط . ويلاحظ ان اختلاف حجم حبيبات المفتتات الصخرية ، واختلاف أعماق المحيط لهما الأثر الأكبر في التوزيع الجغرافي للارسابات المختلفة فوق قاع البحار والمحيطات . فتتراكم الرواسب الخشنة الغليظة الحبيبات عادة بالقرب من الشاطىء أو خط الساحل ، ثم تليها تلك المواد التي تتألف من حبيبات اقل خشونة وحجما . وعلى ضوء ذلك تتميز الحواف الحدية الهامشية للرف القاري بأنها تتألف من رواسب دقيقة ناعمة . وسنكتفي هنا بالحديث عن الرواسب الشاطئية وهي كالآتي :
1 – البلاج Beach :
يستخدم لفظ البلاج ليشير إلى تراكمات الحصى والرمال المترسبة فوق الشاطىء ، ويضيق عرض البلاج في السواحل المرتفعة ، نظرا لعمق المياه بجوار هامش اليابس ، بينما تتميز السواحل المنخفضة بإمكانية تكوين بلاج عريض على خط الساحل .
2 – الحواجز والالسنة:
عندما يزداد نشاط الأرساب البحري على السواحل المرتفعة المنسوب نسبيا أو فوق تلك التي تتميز بالانحدار التدريجي الضعيف ، فقد يترتب على ذلك تكوين الالسنة والحواجز البحرية الطبيعية .وإذا انتهى خط الساحل عند مدخل خليج أو مضيق بحري فان المواد المنقولة بواسطة اندفاع الأمواج والتيارات تترسب في مياه الخليج العميقة على شكل السنة طولية . وبتكرار هذه العملية تتجمع المواد المترسبة أمام خط الساحل فوق بعضها وتساهم في بناء جسر طولي طبيعي من الرمال والحصى . ويأخذ طول هذا الجسر وارتفاعه في الازدياد التدريجي بمرور الزمن تبعا لارساب كميات الرمال والحصى عند نهاياته الهامشية وعلى طول حافاته الجانبية إلى إن يصل في النهاية إلى مرحلة نموه الأخيرة والتي يضعف خلالها اثر فعل الأمواج والتيارات البحرية في تشكيل المظهر الجيومورفولوجي العام لهذا الجسر البحري . وإذا نشا هذا الجسر في مياه البحر المفتوحة Open Sea فيطلق عليه في هذه الحالة اسم الخطاف أو اللسان البحري Spit وتعمل الأمواج على ارساب الرمال والمفتتات الصخرية على جانب اللسان البحري الذي يواجه اليابس ، وعلى ضوء ذلك يقترب اللسان البحري بالتدريج من خط الساحل . إما الانحناء الملحوظ في الالسنة البحرية والذي يشبه راس الخطاف فيرجعه الباحثون إلى اثر فعل الأمواج المائلة في تشكيل رواسب اللسان البحري وطبيعة وتراكم الرواسب الأخيرة على جوانبه .وهناك نمطان رئيسيان من الالسنة الأول يبرز من الساحل صوب البحر صانعا مع امتداد الساحل زاوية كبيرة ، بينما النمط الثاني يمتد موازيا تقريبا لامتداد الساحل ، ويشمل هذا النمط الالسنة التي تمتد عبر المصبات النهرية ، والالسنة التي تمتد عبر الخلجان البحرية .
إما الحاجز البحري Bar فهو عبارة عن تعديل طرا على شكل اللسان البحري ، فحيث يمتد الأخير امتدادا طوليا صوب البحار المفتوحة ، يمتد الحاجز البحري عرضيا فيما بين طرفي راسين من اليابس المجاور ، والحواجز لا تختلف عن الالسنة ويشيع منها وجود نمط يمتد عبر مداخل الخلجان ، إذ يبدأ اللسان بالنمو من احد الراسين اللذين يشكلان الخليج ويستمر في النمو والامتداد عبر الخليج إلى ألراس الآخر المقابل ، أو يتكون من التقاء لسانين ينموان من كلا الراسين .وهناك نوع آخر من الحواجز ما ينشا عن امتداد السنة اليابس ووصولها إلى الجزر المجاورة . ونتيجة لذلك ترتبط الجزر باليابس عن طريق حواجز تسمى تومبولو Tombolo .انظر الصورة (4 ) .
3 – البحيرات المستنقعية Lagoons :
تعمل الحواجز على حجز مياه البحر العميقة نسبيا عن المستنقعات البحرية الضحلة التي تمتد فيما بين الحواجز البحرية وخط الساحل ، وإذا حجزت هذه المستنقعات عن البحر تماما بواسطة الحواجز البحرية ، تتكون البحيرات المستنقعية التي يطلق عليها اللاكون Lagoons .ولكنها عادة تتصل بالبحر المجاور بواسطة فتحات ضيقة ، تشقها الأمواج والتيارات البحرية ، ومن الأمثلة على ذلك الحواجز البحرية المشهورة في بحر البلطيق التي تمتد فيما بين مدينة ممل Memel شرقا ومدينة دانزنج Danzing غربا ، والتي تبدو على شكل حاجزين بحريين طويلين ، ويحيطهما عدد من الكثبان الرملية ، ومستنقعات بحيرية واسعة تعرف باسم هافس Haffs .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|